قبل أن أبدأ خطابي المملوء ألما وحسرة للفاجعة التي حلّت بمدينة الناصرية , لا بدّ لي أن أتوّجه بالسؤال إلى سماحة المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني .. سيدي سماحة المرجع الأعلى هل سمعتم بفاجعة مستشفى الحسين في الناصرية ؟؟؟ وأنت يا سماحة الشيخ الكربلائي روحي لك الفداء هل لازال صوتك مبحوحا ؟؟؟ .. وأنتم أيها العراقيون الذين حلّ عليهم البلاء وحلّت عليهم اللعنة ما هو موقفكم مما يجري عليكم من مصائب ومحن ؟؟ ولماذا هذا الموقف المتفرّج من هذه الفاجعة وكأنّ الطير على رؤوسكم ؟؟ أليس من المفترض أن تخرجوا إلى الشوارع رجالا ونساء شيبا وشبابا وتتضامنوا مع أهلكم في مدينة الناصرية المفجوعة والمنكوبة وتقتلعوا هذه الحكومة المجرمة التي جاء بها المجرمون والفاسدون ولصوص الأحزاب والتيارات السياسية ؟؟ أم أنّكم مقتنعون بإجراءات حكومة الأوغاد والأفّاقين التي يقودها الوغد مصطفى الكاظمي ؟؟ لماذا تقاعس الجميع عن نصرّة مدينة الناصرية المنكوبة ؟؟ هل تنتظرون من مجلس الحلبوسي أن يستجوب الكاظمي ويقيله ؟؟ وهل أنتم مقتنعون بمسرحية استجواب الكاظمي التي يقودها تنظيم هادي العامري والتي تلقى معارضة شديدة من مقتدى الصدر وعمار الحكيم ؟؟ هل تعلمون أيّها العراقيون متى سيطالب الجميع وبما فيهم عمار الحكيم ومقتدى الصدر وهادي العامري والبقيّة بإقالة حكومة الأوغاد والأفّاقين ؟؟ عندما تهبّوا جميعا وتخرجوا إلى الشوارع وتطالبوا وبصوت واحد .. إرحل أيّها الوغد .. حينها سيخرج عليكم صاحب الصوت المبحوح ببيان يطالب فيه أيضا بإقالة حكومة هذا الوغد والأوغاد الذين جاؤوا معه .. وحينها سيرحل هذا الوغد هو ومن معه ومن جاء به رئيسا للوزراء وسينتهي هذا الكابوس المرعب من حياتكم ..
أمّا أنت أيها الطارئ على السياسة والإدارة والذي حملته إلينا نوائب الزمان وهوان الدنيا وشذوذ وفساد من آل إليهم مصيرنا من قادة السوء .. أقولها لك وبصوتي المبحوح حقا وليس قولا .. إرحل أيّها الوغد .. إرحل عنّا واتركنا نلعق جراحنا .. إرحل أنت ومن جاء معك من الأوغاد والأفّاقين وخذوا ما نهبتموه من مال شبعنا .. إرحلوا جميعا أيها الأوغاد لقد أثخنتم جراحنا ولم نعد نمتلك غير صدورنا العارية لرصاص غدركم .. ليس لنا مطلب غير مطلب رحيلكم جميعا .. لا نريد أيّ لجان تحقيقية فقد شبعنا من هذه اللجان ومن نتائجها وتوصياتها التي لم ترى النور .. فأين هي نتائج وتوصيات اللجنة التحقيقية التي شكّلّت بعد حريق مستشفى بن الخطيب قبل خمسين يوما ؟؟ وماذا فعل مجلس الحلبوسي بعد نكبة مستشفى بن الخطيب غير سماعنا خطب بعض النواب الفاسدين الذين تمرّسوا الرقص على جراحنا بخطبهم المملوءة كذبا ونفاقا وتمثيلا .. فإن كانت لديك ذرّة واحدة من الشرف والكرامة والوطنية , فهي بتقديم استقالتك فورا ورحيلك بعيدا من حيث أتيت أنت وهذه الجوقة من السفلة المحيطين بك .. فليس هنالك مسؤولا واحدا في هذا الكوكب يتسبّب بهذا العدد من أبناء شعبه حرقا ويبقى في منصبه .. وأنتم يا وزراء حكومة العار أليس فيكم وزيرا واحدا شريفا ينتفض لكرامته ويقدّم استقالته من هذه الحكومة ؟؟ من أي طينة أنتم ؟؟ وهل من المعقول أنّ الوغد استطاع أن يختار وزراء لحكومته ليس بهم وزيرا واحدا عنده ذرّة من الكرامة ؟؟ متى يستقيل الوزير أو المسؤول أن لم يفعلها في مثل هذه الفاجعة التي حلّت بشعبه ؟؟ ماذا سيكتب التاريخ عنكم يا وزراء حكومة الوغد مصطفى الكاظمي ؟؟ هل من المعقول أن ليس بينكم شريف واحد يقدّم استقالته من هذه الحكومة تضامنا مع الضحايا ؟؟ فمتى تنتفضوا لكرامتكم التي مرّغها ( المبخوت ) في الوحل ؟؟ .. أخيرا والكلام موّجه لأبناء بغداد ومحافظات الجنوب والفرات الأوسط , هل ستتركوا أبناء مدينة الناصرية يتصدّون لوحدهم لهذه العصابة المجرمة الحاكمة ؟؟ أم أنّكم ستزلزلوا الأرض تحت أقدام الأوغاد والأفّاقين ؟؟ .. ليكن شعار الشعب العراقي المنكوب بأسره .. إرحل أيها الوغد ..
