الايزيديون والاعلام

الايزيديون والاعلام
آخر تحديث:

 

  عروبة بايزيد اسماعيل بك

الاعلام هو السلطه الاولى في الدوله وليس كما قيل سابقا بانه السلطه الرابعه فهو السلطة الاقوى لانه صوت الشعب . عرف القدماء أهمية هذا السلاح المهم الخطير وكيف بأمكانه ان يهزم جيش ويبني دولة ويخرب مجتمع ويمجد حضارة و يعظم ملوك ويعري قادة , انه السلطه التي حظيت منذ العصر الجاهلي متجسدتا بالشعراء باهتمام ودعم لامحدود من قبل ملوك وحكام تلك العصور فنال الشعراء والكتاب مكانة مرموقة ودعما كبيرا حيث كانوا من اقرب المقربين من اصحاب القرار والشأن في دواوينهم وجلساتهم وكانت القبائل تفتخر بشاعر يذاع صيته يحمل أسم القبيلة التي ينتمي اليها فكانت القبائل تهنئ بعضها البعض في حالة بروز شاعر منها .

وظل الاعلام يلعب دورا مؤثرا وقويا على مر العصور وكان ومازال خاضعا للرقابة وسلطة الدوله فهي من تتحكم به وبتوجهاته بالاسلوب والطريقة التي تراها مناسبه لخدمتها لكن مع انتشار العولمه و ظهور القنوات الفضائية والانترنيت والتلفونات الذكيه أصبح بامكان المواطن ان يميز بين مايفرض عليه وبين الحقيقة المخفيه عنه . التقنيه الحديثه التي أدت الى تطور كبير في كل مجالات الحياة بما فيها وسائل الاعلام بكافة وسائله المقروءه والمسموعه والمطبوعه جعلت منه سلاحا فتاكا وقوة لايستهان بها اذا ما أحسن برمجته وتطبيقه فقد يستطيع ان يغير في مدة وجيزه حكما ويستبدله بأخر اذا مااراد الشعب وقال كلمته فهاهي التجربة التونسيه التي كانت بداية للخريف العربي نرى و كيف ان الاعلام اخذ دورا محوريا في الاطاحه بالرئيس التونسي , كيف ان الثورة بدأت في شرارة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بين شباب تضامنوا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي اضرم النار في جسده احتجاج على مصادرة عربته التي كان يبيع عليها من قبل شرطية تونسيه فغضب الشعب وخرجوا بتظاهرات امتدت لتشمل عدة مدن تونسيه اجبرت الرئيس زين العابدين في غضون ثلاثة اسابيع من بدأ الثورة بالتنحي من منصبه فكانت لكلمة الشعب وقع الرصاصه هنا .

قوة السلاح لم تعد مطلوبه في التغيير فالاعلام بكافة تقنياته اصبح هو البديل فهو يفوق قوة السلاح في تأثيره القوي على العقل البشري وترسيخه كما يراد له ان يكون . وهاهو تنظيم الكفر داعش ينجح نجاحا باهرا في أستخدامه لوسائل اعلام عالية التقنيه في تصوير لنشرأفلامه تسببت في اشاعة روح الخوف والترهيب بين الناس فأعلامه الممنهج الموجه في لغات عدة نجح ايضا في أستقطاب الكثير من الشباب الهش المتطرف لهذا التنظيم الدموي الوحشي .

ماأريد أن أشير هنا هو أن المكون اليزيدي مكون عريق أصيل في تاريخ وحضارة وادي الرافدين لقينا من المظلوميه الكثير مِن من هم حولنا بسبب فهمهم للايزيديه بطريقة غير صحيحة جعلتهم يكفروننا ويلصقون التهم الباطله عنا .. نسب الينا بعض من كتبوا عنا في عبادة الله أشياء غريبة ووصفوا سلوكياتنا وكأننا لسنا ببشر وراح قسم أخر يغالي في الاشاعه فوصفونا وكأننا النيندرتال في زمن العولمة , بحيث أن من لايعرف من هم

الايزيديون ويقرأ أحد الكتب الباطله التي كتبوها عنا هؤلاء يقشعر جسمه منا ويكرهنا بشدة بل يحتقرنا ويتجنب حتى أن يكلمنا أو يسلم علينا وهذا مايحدث حتى لحظة كتابتي لهذا المقال .

هذا هو الاعلام الخطير الخاطئ الذي سبب لنا مأساتنا وكان السبب في التحريض على علينا وعامل من العوامل الذي أدى الى إبادتنا.

في لقاء لقناة البغداديه مع الناجيه من تنظيم الكفر داعش وفي برنامج ستوديو التاسعه لمقدمه الاعلامي انور الحمداني تكلمت ناديه مراد بكل صراحه عما تعرضت له على مدى ثلاثة أشهر وهي أسيرة سبية تتنقل بين الموصل والحمدانيه مع من يؤجرها فحالها كان حال أي سلعة لها سعر محدد كلامها كان كالسكين غرزت بقلب كل صاحب ضمير حي , كانت تتنهد وجعا وهي تذكر ماجرى لها وللسبايا الايزيديات اللواتي كنا معها من أرهاب واغتصاب جماعي . أراد مقدم البرنامج مشكورا أن يحمل همها ويوصل صوتها وأراد ان يكون سندا لها في مظلوميتها فكانت رسالته قوية جاده عبرت عن عراقيته واصالته وجهها لمن هم في موقع المسؤوليه في الدوله .

في الحقيقة سعدنا جدا نحن الايزيديه عندما وجدنا أن الاعلام العراقي الصادق الحر وقف معنا بأسم الانسانيه , نفرح ايضا عندما نرى او نسمع اعلام العالم او الاعلام العربي يسندنا و يتفهمنا وينقل صورتنا بوضوح بدون تزوير او تشويه للحقيقتنا .

انه الاعلام الذي أؤكد عليه وأؤكد دائماَ على ان يكون للاعلام الايزيدي دوراً أوسع وأقوى وأن يكون للمثقفين الايزيديه دورا مضاعفا كبيرا في هذه المرحله للتعريف بحقيقة الايزيديه لكي يعرف العالم اننا الايزيديه لسنا كما قيل عنا باطلا بأننا اشرار وكفار ومشركين إننا قوم مسالمون تجمعنا الانسانيه مع الاخرين ونشترك بعبادة الله معهم كل مافي الامر ان لنا معتقداتنا الخاصه في نشأة و تكوين الحياة قد تختلف عن ماتعتقده اديان اخرى ولكل دين ميثولوجيا نشأته الخاصه به.

ورود الكلام . تذكرت والدي رحمه الله وانا اكتب هذا المقال عندما كان يعدنا نحن بناته الثلاث في حالة تفوقنا في دراستنا ونجاحنا بمعدل عال ان يشتري لنا في كل سنة ميداليه عليها أسم الله وكان يؤكد علينا بأستمرار وفي كل مناسبة ان نحمل أسم الله على جيدنا كي يحمينا ويحرسنا. أستغرب اليوم وأنا اسمع إن هناك من يتهمنا بالكفر وأنا واخواتي نموذج للبنت الايزيديه وهي تحمل منذ صغرها اسم الله على جيدها .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *