التحرك الامريكي العسكري المتزايد في المنطقة ووصول الطائرات الضخمة المحملة بالجنود والعدات وتحليلات الصحف الامريكية المهمة ومعاهدها السياسية التي اتفق جميعهم بوصف العراق بعد مرور عشرين سنة على الاحتلال الامريكي وسقوط بغداد بالدولة الفاشلة، والاكثر فسادا بالعالم، والضائعة، والمستعمرة من قبل جيرانها العزيز جداً ايران، وزيادة البطالة، وشدة الفقر، وملايين المهجرين، كل هذا يتعارض مع الود الظاهر الذي تقدمه السفيرة الامريكية في العراق الينا رومانوسكي لرموز المليشيات الايرانية المجرمة والتي ذاقت العراقيين المر خلال العشرين سنة الماضية بنهبها للمال العام واغتيالاتها للوطنيين العراقيين واخرها في ٢٠١٩ عندما اغتالت اكثر من ألف وجرحت عشرات الالوف وغيبت وعذبت الكثير. السفيرة تلتقي بدفئ هذه الايام مع الذي سرق وهدر المال العام، وهرب الجزء الاكبر من مال العراق الى النظام الايراني المحاصر أصلاً من قبل واشنطن وإدارة الرئيس بايدن وقبله ترامب. فهل ياترى ان هذه التحركات جزء من خطة للسفيرة وحكومتها في واشنطن لانقاذ العراق من اعدائه وحماية اقتصاده وترفيه شعبه وتحقيق العدالة وتثبيت نظامه الديمقراطي على نفس الاسس التي نشاهدها تطبق في نظام الولايات المتحدة الامريكية، وهذا ما نرجوه طبعاً، أم ان امريكا الذي تدعي الحرية للشعوب والدول تحمي اليوم من هو مجرم وفاسد وخائن لشعب العراق المحتل من قبلها.
بالحقيقة تحركات السفيرة الامريكية تعطي بعض الامل إن تغيراً ما سيحدث بعراق اليوم وان في جعبتها وجعبة حكومتها في واشنطن خطة كبيرة من اجل تحقيق ما وعدوا به شعب العراق قبل احتلاله الخطأ ولاسباب اثبتت الايام عدم صدقها، لا بل كل من شارك في هذه الحرب القذرة بدء يتبرأ منها ومن الجرائم الذي جرت بسببها. على السفيرة وحكومتها في واشنطن مسؤلية قانونية واخلاقية وانسانية ان تعيد الامور لنصابها الصحيح وتنقذ هذا الشعب المظلوم والدولة العراقية التي دمرته ودمرتها نتيجة غباء وحقد احد رؤسائها والدائرة المحيطة به قبل عشرين عاماً.
هل من المعقول ان عشيرة مدير المطار الذي نهره (رزله ونعل سلفه سلفى) رئيس الوزراء والقائد العام للقواد المسلحة وحاكم البلاد مؤخراً، وبسبب ادارة هذا المدير الفاشلة والفوضى والخربطة والفساد في المطار، يخرجون بمظاهرة عسكرية ويستخدمون السلاح الناري بكثافة في بغداد وفي منطقة سكنية، رغم ان الجميع يعلم ان من يرمي في الهواء رصاصة او حجرة لا بد ان تنزل على الارض في مكان ما لتصيب انسان او حيوان او ممتلكات وتأذي البشر مما يسبب الموت في بعض الحالات او جرح خطير على اقل الحالات. المهم في عراق ٢٠٠٣ لا احد يهمه هذا الموضوع لان البلد “خانجخان” ووزير الداخلية يشتغل سياسة لا يشتغل قانون، مع انه رجل معروف عائلياً وتاريخياً على انه وطني وليس طائفي وتابع للاطار الايراني، ولكن يبدوا أن من يقعد على الكرسي “الوفير جداً” ينسى البلد والقانون والدستور والشعب وطبعاً رب العالميين.
بعدين اذا رئيس الوزراء عاجبة ان يسلك طريق الكاظمي بالمسرحيات والافلام الكوميدية، ويوم مرزل هل الموظف ويوم مصرح تصريح ناري امام التلفزيون ويوم تجيب قرداحي القرقوز يمدحك ببناء دولة وقوة وسيادة وقانون وانت ما تكدر تحرك شرطي من مجلس الوزراء الا اذا اجتمعت واخذت الموافقة من المالكي والخزعلي والعامري؟ وثاني يوم تخرج عشيرة مدير عام اطالبك بالاعتذار منه او يحرقون “يحركون” بغداد على راسك وراسنا وانت لا تتحرك وتربيهم ولا حتى تأمر وزير الداخلية مالتك (الذي اظهر عضلاته قبل اسبوعين على المسكين كمبش رئيس الوقف السني والذي تم قتله ولم يحقق حتى بقضيته)، بالقاء القبض على كل من رمى اطلاقات نارية بالهواء او عليك وعمل فوضى واذى الناس الذي انت جنابك صرت حاكم عليهم بعد تعينك من الخاسرين بالانتخابات الاخيرة, اذا حقاً عاجبك سلوك الكاظمي في الحكم، فعليك ان ترى مصير الكاظمي وادارته وتأخذ العبر.
السيد السوداني مع كل الاحترام لجنابكم؛ مركز رئيس الوزراء في عراق ما بعد ٢٠٠٣ أعلى منصب في البلاد ومسؤليته الاولى ( كما حددتها الدستور الموقر) خدمة الناس وتحقيق الامن ومحاسبة الجواسيس والعملاء وتأديب المقصرين من الجهاز الحكومي، والذي لا يحترمون القانون والدستور وتوجيهات جنابكم؛ أما يقعدون “يكعدون” في بيوتهم او محاسبتهم على قدر جريمتهم ومحاسبة من يدافع عنهم بالقانون وبالقوة اذا اقتضى الامر. انت لو رئيس وزراء صدك لو موظف عند ابو فدك( المثلي) الذي لا يعترف حتى بوجود دولتك كما صرح مرات عديدة سابقاً.
الثورة الايرانية بقيادة مجاهدين خلق وفي شهرها الثامن، أصبحت الامل لشعب ايران وشعوب المنطقة بالتخلص من نظام الملالي المجرم الذي بدء يتساقط رغم دعم الدول الكبرى له وبعض القرود وامثال الرجال من العرب وخاصة العراقيين واللبنانين الذين اصبحوا جواسيس وعملاء لهذا النظام ضد شعوبهم. الثورة الايرانية جعلت رموز هذا النظام يعترفون الواحد بعد الاخر بقرب نهايتهم وسقوط نظامهم واخرهم سجاد بادام، مدير عام التأمينات الاجتماعية بوزارة العمل في نظام الملالي، الذي اعترف بالإفلاس الكامل للنظام: وقال اننا سنضطر قريبًا إلى بيع جزيرتي كيش وقشم ومحافظة خوزستان لنتمكن من دفع رواتب المتقاعدين! حيث اعطى مثال اليونان الذي باعت 100 جزيرة من أجل تلبية مطالب المتقاعدين، وسنواجه هذا الوضع أيضًا قريبًا. وأضاف: “حتى لو بعنا 3 ملايين برميل نفط دون عقوبات وحصلنا على كل الأموال، ما زلنا لا نستطيع حل أزمة المتقاعدين. تثار هذه الكلمات في حين أن رأس المال الشخصي لعلي خامنئي، الولي الفقيه الشرعي للنظام، يبلغ نحو ألف مليار دولار، تم الحصول عليه من نهب ثروات الشعب الإيراني والموارد الجوفية مثل النفط. لقد أصبحت سرقات قادة النظام التي تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات واضحة للجميع الآن.
وقالت مريم رجوي: ان نظام ولاية الفقيه وسجل حکمه علی مدی أربعة عقود يتلخص في خمس کلمات: «القتل، والنهب، والدمار، وتصدير الرجعية والإرهاب باسم الثورة». واعترف خامنئي قبل اسبوع أن الفساد في نظام الملالي هو أفعی ذات سبعة رؤوس. الواقع أن الرأس الأصلي لهذه الافعى في بيت خامنئي بالذات.
الحراك العراقي مستمر في التعامل مع الحالة العراقية على انها عابرة حتى لو تأمر عليها كل الدول الكبرى والجيران العزيز ايران الملالي، وان يوم اعادة ثورة تشرين المباركة بشكل اقوى واعظم لقريب، وان القوى الوطنية قادرة على التغير ما دام هناك رجال عاهدوا الله والشعب على الاستمرار بنضالهم حتى تحقيق النصر واعادة الوطن الغالي لموقعه القوي المستقل “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ” وتذكروا دائماً اذا عزمتم فأن الله معنا.