ثقافة الرئيس …..!

ثقافة الرئيس …..!
آخر تحديث:

 

  فلاح المشعل

تنعدم في الحياة السياسية لغالبية دول الشرق الراسفة تحت ظل تقاليد العشيرة والنزعة العسكرتارية ولغة البطولة والسيف ، تنعدم ثقافة الرئيس ولغة التعامل وسياقات عمله وحركته وعلاقاته مع نفسه أوالآخر ، سواءً كان مجتمعا ً أم افرادا .

 

    لايعترف الرئيس – اقصد رئيس الدولة – بأنه موظف يؤدي خدمة للوطن والمجتمع لقاء راتب معيشي ، وفي هذا الإطار فأنه يخضع لمبدأ المحاسبة والواجبات والحقوق ، لكنه ربما يضحك منك ويلقي بك بالسجن او يناصبك العداء والكراهية إذا ذكرته بهذا ..! وهذا الأمر يتجلى بوضوح  اكبر في الدول التي تدعي الديمقراطية والحرية والإشتراكية .

 

  الرئيس في شرقنا المظلم بالقهر والإستبداد والفساد ، يمثل امتدادا ً لشيخ القبيلة او الحاكم

بأمره ، فهو يملك كل السلطات، حتى لو جاءت به صناديق ” الإنتفاع ” في ( ديمقراطيات المسخرة ) ….!

 

   له حق التصرف بالوقت واللغة والأموال وقرارات الحرب والموت وتزييف القضاء وتسخير الدين وفق لمشيئته ووضع نفسه مقابل سلطة الرب الأعلى ، وهو متقن الإيمان  حين يتكلم بشرع السماء ، بل هو روح العدل حين يحكي بالحقوق وقوانين العدالة ، يتفوق على جيفارا حين يثرثر بالثورية والحرية ..، هو المطلق وفي كل شيء .

 

الرئيس في بلداننا يسن القوانين وفقا ً لمشيئة عقده في الطفولة والصبا والشباب ، وليس وفق متطلبات الزمن واحتياجات المجتمع وحراكه الدائم .

 لايعرف الخطأ ، معصوم بالكامل ومعفي من الهفوات ، طالما ان مستشاريه ووزرائه ينبهرون ويصفقون ويهتفون له ، رغم يقينهم التام بضحالة سلوكه وغبائه المطلق ..!

 

  الرئيس يغترف من الأموال بشهية لاتنقطع ويحتاز القصور والممتلكات بشراهة يتقيئها حتى المجنون ، يحتال على نفسه وعلى الآخرين لكي يخضع لرغباته الذاتية بمسوغات تناظر شطحات القراصنة .

 

  في بلداننا المخصية من الوعي والصدق والجمال ، يجد الرئيس نفسه هو الأنموذج الأعلى للكفاءة والنزاهة والأنسان الكامل ، بينما هو ينزف رداءة وقبح وشذوذ وفساد وانحرافات غير مسبوقة .

الرئيس عندنا يجب ان يعمم دينه وطائفته ويندفع نحو سلوك طفيلي في مجرى التنابز المذهبي ،لايتردد بالخروج من الزمن الحاضر، ويعلن العودة نحو 1400 سنة للوراء ليطعم وحشه الطائفي مزيدا من نار الغباء ونبش اسباب اضافية للجريمة والدماء …!

 

 الرئيس في المناسبات يكون متواضعا ً، يظهر بين أوساط الناس بأزيائه الشعبية في استرداد شكلاني لسياقاته الإنتمائية عادما ً اي قدرة على احترام الذوق والمشترك الوطني في الأزياء والعواطف .

 

اقترح ايجاد لائحة سلوك للرئيس في دول الشرق الأعمى ، وخصوصا في وطننا العراق الذي أبتلي بكل أنواع العاهات للرؤساء ، لائحة ترسم له حدود سلوكه وما له وماعليه ، لكن هذه الحالة تحتاج لشعب يملك وعيا ً وذاكرة ويعرف ماله وماعليه …!

 

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *