شهادة كردية تأبى النسيان

آخر تحديث:

 بقلم: أحمد صبري

مثلما كان بيان الحادي عشر من اذار عام 1970 مرحلة واعدة في مسار العلاقة بين بغداد واربيل فان شهادة السيد مسعود برزاني/ بان صدام حسين ضمانة الاكراد في أي اتفاق تبرمه مع بغداد كان ردا على التشكيك من جدية بغداد لحل القضية الكردية، ومابين بيان اذار عام 1970 وشهادة البرزاني 1991 فاصلة زمنية تبدلت فيها الأوضاع والمواقف بين المركز والأطراف في محاولة لايجاد افق يستجيب لمتطلبات المرحلة التي أعقبت العدوان على العراق عام 1991،وفي خضم المتغيرات التي أعقبت العدوان الثلاثيني على العراق زار وفد من جبهة التحالف الكردي بغداد والتقى بكبار المسؤولين العراقيين لتلمس افق الحل وفتح صفحة جديدة بين بغداد واربيل عبر صيغة متطورة للحكم الذاتي تلبي مشاغل الاكراد وبعد ان طالت مدة المباحثات بين الطرفين ترددت شائعات مردها ان الاكراد قبل ان يتفقوا على افق الحل المنشود يريدون ضمانة من الأمم المتحدة ومجلس الامن لاي اتفاق مع بغداد لتفادي أي إشكالات قد تعرقل تنفيذ مفردات الاتفاق مستقبلا، وللحقيقة والتاريخ فقد قصدت السيد مسعود البرزاني في مقر اقامته في فندق الرشيد ببغداد وكنت حينها اعمل في مجلة الف العراقية وأجريت معه حوارا شاملا وركزت على مايدور من شائعات عن رغبة الوفد الكردي بضمانة دولية لاي اتفاقية قد يبرمها الاكراد مع بغداد فكان رده واضح وصريح بان صدام حسين هو ضمانة الاكراد في أي اتفاق كرد على الاشاعات التي كانت تتداولها وسائل الاعلام الغربية حول مسار العلاقة الجديدة بين بغداد واربيل.ونشرت الف باء نص الحوار مع البرزاني وابرزت تأكيده على ان صدام ضمانة الاكراد، وعندما ننظر لمسار العلاقة بين بغداد واربيل فاننا نتوقف عند الموقف الأمريكي الذي كان يرى في أي اتفاق للحل سيكون لصالح العراق ويعزز مصداقيته وموقفه من القضية الكردية وان لاتعطي لبغداد هذه الفرصة في وقت تسعى فيه لاسقاط النظام الوطني بتشديد الحصار وبالخيار العسكري وهو الامر الذي اغلق الأبواب لحل ربما كان يجنب العراق المزيد من الخسائر ويؤسس لمرحلة عنوانها الثقة والاستقرار بين بغداد واربيل.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *