لو كانت هموم مسلمي اليوم منصبة لمعرفة اساسيات واولويات دينهم. ما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم من تشويه للدين وفشل اجتماعي وسياسي واقتصادي على جميع الصعد. ان جهل المسلمين بدينهم جعل الاعداء يستهينون بهم ولا يحترمون مطالبهم والاصدقاء يستغربون من تخبطهم وتصرفاتهم الحمقاء. ان تسلط الجهلة والذين في قلوبهم مرض هدم اركان المجتمع الاسلامي واربك محبي المسلمين الذين لا حول لهم ولا قوة.
اليوم يتفنن بعض الذين ينسبون انفسهم الى بعض التيارات السياسية او الفقهية الاسلامية فيحرمون ويحللون وفق مصالحهم. فقد بدئوا يعملقون ويضخمون بعض السنن والرواتب ويقزمون ويعطلون الفرائض والاحكام الاسلامية الموثقة. فاصبحوا لا يفهون من الاسلام وشرائعه الا وفق ما يدر عليهم من منافع وجاه شخصي. ثم اضحوا كادوات تخريب يعتمد عليهم المستعمرون لتشويه هذا الدين. فامسوا اليوم لا يتورعون من الدخول في تحالف مع الصليبيين والصهاينة لتبرير خياناتهم والقبول باسلامهم الذي لا يحمل من الاسلام الحقيقي غير القشور..
في هذا المقال اود ان اتحدث عن جرائم هؤلاء الذين ساهموا في جعل الاسلام مجال تندر واستهزاء من قبل اعداءه وشك وريبة من قبل بعض معتنقيه. فنراهم متشددين في اطلاق اللحى ولبس الدشداشة البيضاء اضافة الى العمامة او العقال مع اليشماغ. فباتوا في واقع الامر ينفذون سياسة فكر تدميري ممزق للامة مساند للمستعمرين والظلمة والدكتاتوريين المسلمين. فكر خطير يتلاعب بالمصطلحات الاسلامية ويضعها في غير موضعها ليس اجتهادا يحتمل الخطا والصواب انما تعمدا لاسباب انانية نفسية شخصية تشعر بالدونية امام الغرب وما يطرحه. انهم يتخذون بعض اركان الايمان مطية لتبرير جرائمهم خصوصا الركن السادس من الايمان وهو القدر خيره وشره.
لقد حرفوا الكلم عن مواضعه بحيث حولوا كلمة الايمان بالقدر الى القبول والاستسلام للاقدار التي رسمها المستعمرون والمنافقون ونسبوها الى الله وبالتالي القبول بالظلم وتسفيه اي عمل اصلاحي. بل صوروا للمسلمين بان طاعة ولي الامر حتى لو كان ظالم من طاعة الله ورسوله. انهم بذلك عطلوا اهم مبدئ اسلامي على الاطلاق. وهو ان الله لا يظلم الناس وانه قد حرم الظلم على نفسه وحرمه على عباده. لقد نزلت كل الشرائع السماوية لتوحيد الله ومحاربة ومقارعة الظلم بكل الوسائل. ان هؤلاء اسوء بكثير من المرجئة والقدريين والدهريين لان اصحاب تلك العقائد المنحرفة لم يكونوا عملاء للغرب. في حين ان هذه الفرق الضالة المضلة باتوا معاول هدم للمجتمع وعون للحكام الدكتاتوريين. يعملون كل ما في وسعهم لمصلحة مشاريع المستعمرين ليتحولوا الى صهاينة هذه الامة. نراهم يحرمون قتل الذبابة في الاشهر الحرم ويكفرون من لا يلتزم بحركات صلاتهم سواء بقبض الايادي او تسبيلها. لكنهم يبررون قتل مئات الالف من العرب والمسلمين بسبب ظلم المستعمرين او عملائهم الدكتاتوريين العرب. ثم ينسبونها للقدر وبالتالي للارادة الالهية وضرورة الصبر على ما كتبه الله بزعمهم. كلام منافق يشوه الاسلام وعدالته ما انزل الله به من سلطان سواء في القران الكريم او باحاديث رسول العظيم. لقد فضح القران الكريم هؤلاء المنافقين في عشرات السور وجعل مثواهم اسوء حتى من الكفار المحاربين والمشركين والملحدين. انهم في اوطا واسوء درجة في نار جهنم فقال تعالى “ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار”.
اخيرا لعل اهم قيمة جاء بها الاسلام بعد التوحيد هو اقامة العدل والقسط في الارض ومحاربة الظلم والجور ايا كان فاعله مسلما او غير مسلم. لهذا ينهانا الله في كتابه الكريم مجرد الركون او الميل او السكوت على جور وظلم الظالمين كما يرفع رسول الله اهمية مقارعة الظلم ليجعله افضل انواع الجهاد في سبيل الله. اما نتيجته الماساوية فهي الخزي والسقوط والخذلان في الدنيا والعار والشنار والنار الابدية في الاخرة. اذ قال تعالى “ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون”.