بغداد/ شبكة أخبار العراق – متابعة سعد الكناني … أثار معرض تماثيل الشمع التي تصور بعضا من رجال “حوزة النجف”، وعددا من الشخصيات في سجال الحلال والحرام عندما انتقد البعض تلك التماثيل بوصفها مروقا عن الدين ، ويهدف المعرض إلى تكريم مساهمات هذه المدينة في الثقافة، ولكن حتى قبل أن يفتتح المعرض، ندد بعض المتشددين بتلك التماثيل باعتبارها مخالفة للشريعة الإسلامية. وأبدى حتى بعض رجال الدين الشيعة شيئا من الريبة حيالها، ونقل عن واحد من مراجع الشيعة في العراق “علي بشير النجفي” انه “حتى الشخصيات المتوفاة المعروضة تماثيلها ما كانت لتوافق على ذلك”، ويرى بعض رجال الدين المسلمين من الطائفتين ان الشريعة الإسلامية تحرم تصوير البشر وحتى الحيوانات في الفن أو غيرها من الصور المجسمة، أنهم يعتقدون ان الأخيرة يمكن ان تعد تشبها بالأصنام، وذلك من المحرمات،ويقول النجفي” ان التماثيل تضم شخصيات مثل آية الله العظمى محمد صادق الصدر، وآية الله العظمى محمد حسين فضل الله وشخصيات أخرى، وجميع تلك الشخصيات هم ممن درسوا أو دفنوا في النجف”،وتعود فكرة المعرض إلى الشيخ علي ميرزا، وهو رجل دين شيعي، وقال ميرزا انه “استلهم الفكرة خلال زيارته لمتحف الشمع في بيروت الذي ضم تمثالا للرئيس العراقي السابق صدام حسين”، وأضاف ان “التماثيل في النجف شبيهة جدا بالشخصيات الأصلية ونابضة بالحياة لدرجة ان بعض الزوار يرفعون أيديهم لتحية التماثيل كما لو كان أشخاصها على قيد الحياة”، وتابع ان “التماثيل هي لشخصيات شيعية لأن هذا المعرض سيكون في النجف، التي وصفها بأنها “فاتيكان المسلمين الشيعة”.وكان القصد من المعرض ان يكون جزءا من الاحتفالات باختيار مدينة النجف عاصمة للثقافة الإسلامية 2012، لكن منظمة المؤتمر الإسلامي أعلنت مؤخرا أنه تم إلغاء الفعالية بناء على طلب من الحكومة العراقية، وقد وجهت للاستعدادات الخاصة بهذا الحدث اتهامات بسوء الإدارة والفساد، ولكن مسؤولين قالوا ان التماثيل سيتم عرضها في متحف بالنجف، ويقول منظم الفعالية انه يعرف ان التماثيل لن تروق للجميع “فالمتحف فكرة جديدة، والناس تحتاج إلى وقت لتعتاد على ذلك”، كما قال،ولكن بعض السنة في العراق لا يبدوا أنهم سيعتادون على التماثيل، مما يعكس الانقسام الديني الذي يطفو على السطح في العراق ، فالإسلام السني لا يحبذ تاريخيا تصوير الشكل البشري وكثير من السنة العراقيين يزدري قيام الغالبية الشيعية في البلاد بالسماح بتصوير شخصيات مسلمة في ملصقات أو رسومات وأعلام أو أساليب أخرى، و يعد ذلك دليلا آخر على اتهامهم للشيعة بأنهم ليسوا مسلمين حقيقيين” ، بيد ان احد رجال الدين السنة ، إذ قال الشيخ احمد الطه خطيب مسجد أبو حنيفة في بغداد “ليس من الصواب إقامة تماثيل سواء مصنوعة من الشمع أو من أي شيء آخر، فهذا حرام لأنه مضاهاة لخلق الله”، مضيفا “إنه يشبه ما فعله الوثنيون”.بعض الشيعة أيضا لا يستسيغ التماثيل التي تصور كامل الجسم، وفي حين أن المذهب الشيعي يسمح بمزيد من الحرية لتصوير الوجوه أو التماثيل النصفية، فإن تماثيل الشمع لكامل الجسم هي خطوة مبالغ بها بحسب عدد منهم، وقال الشيخ علي النجفي: “لا بأس أن يكون هناك تمثال نصفي ولكن ليس لكامل الجسم”، وقال مدير متحف الشمع في مدينة النجف متفائلا، متوقعا أن يتحول المتحف الجديد إلى مزار كبير على صعيد المنطقة ويحكي المتحف قصة 59 شخصية دينية وعلمية مشهورة، لم تلق حظها من الاحتفاء طيلة سنوات الماضية بسبب تجاهل الحكومات التي تعاقبت على الحكم لها، وقال مدير المتحف فرقان “علي ميرزا “تعد مدينة النجف من أغنى المدن العراقية بتراثها ومعالمها الشاخصة، وتخليدا لبعض رجالاتها العظماء، يتواصل العمل بمشروع متحف الشمع الذي تقرر أن يضم 59 تمثالا لشخصيات دينية وعلمية واجتماعية مهمة، في عمل فني مميز، أسندت مهمة إنجازه إلى فنان إيراني، في بداية الأمر قبل أن تحال إلى فنان تركي، ومن أبرز التماثيل المنجزة حتى الآن، تمثال للشيخ الطوسي مؤسس الحوزة الدينية في النجف ، والمرجع السيد أبو القاسم الخوئي، والمفكر المرجع السيد محمد باقر الصدر، وهناك أيضا تماثيل لشاعر العراق الكبير أحمد الصافي المولود في النجف والدكتور عبد الرزاق محيي الدين الذي نزح مع عائلته من جنوب لبنان إلى النجف”، وأضاف عن بداية فكرة المشروع، والمواد التي استخدمت فيها، يقول ميرزا “الفكرة بدأت كأحد مشاريع النجف عاصمة الثقافة العراقية، الذي كان من المقرر أن يكون هذا العام، قبل أن يتأجل موعده، لأسباب كثيرة، وقد ضم عددا كبيرا من المشاريع من ضمنها إقامة متحف للشمع على غرار متاحف كثيرة في العالم العربي والعالم، ومنها متحف مدام توسو في بريطانيا، وأجمعت الآراء على اختيار شخصيات فكرية ودينية وأدبية مشهورة من رجالات مدينة النجف، أما المواد التي استخدمت في صناعة التماثيل فهي مواد جديدة سهلة التشكيل تضفي لمسة واقعية على المعروضات التي ستكون في متناول الزوار حال الانتهاء من إنجاز كامل العمل” ،وتابع “المتحف سيكون على شكل غرف، إذ تخصص كل غرفة لشخصية، وتضم الغرفة جميع المؤلفات والنتاجات والوثائق والصور والسيرة الذاتية للشخصية، إضافة إلى أهم الأحداث التي عاصرتها وتمت مراعاة أن تحتمل المواد المصنعة منها درجة حرارة 50 مئوية لتلائم الظروف الجوية العراقية، وقد خصصت له ميزانية أكثر من 4 مليار دينار عراقي”، وبشأن آلية اختيار الشخصيات قال: في البداية تم اختيار 300 شخصية، واختزلت إلى 150 شخصية. وكان العمل دقيقا جدا ومعقدا لأن النجف فيها عدد كبير من الشخصيات العالمية المؤثرة الثقافية. وبسبب قلة التخصيصات المالية فقد تم اختيار 59 شخصية فقط، وهو مشروع للشخصيات الراحلة فقط عدا شخصية واحدة هي باقر شريف القرشي لأنه رجل كبير في السن وله مؤلفات كثيرة.وفي العراق، لا يوجد سوى متحف واحد للشمع يقع في بغداد، وينظر إليه على أنه يشكل نافذة على تاريخ البلاد، حيث يضم تماثيل تعكس يوميات العراقيين منذ نحو 100 سنة،من جهته أبدى التيار الصدري، رغبته بسحب تمثال السيد محمد صادق الصدر من المعرض. وقال حكيم الزاملي، وهو نائب عن التيار الصدري “ان الذين يقفون وراء إنشاء هذا المتحف يتحملون المسؤولية أمام الله”. لكن منظم الفعالية “علي ميرزا “يشير إلى أن رجال الدين الشيعة لديهم أفكار مختلفة حول شرعية هذه التماثيل.أصبحت التماثيل تجتذب بعض الشيعة، وتوافد عدد منهم إلى مدرسة دينية يملكها ميرزا احتجزت فيها التماثيل ريثما يتم افتتاح المتحف. وقال أحد رجال الدين الزائرين، الشيخ محسن النجفي :انا معجب جدا. لم أكن أتوقع شيئا من هذا القبيل، والإعمال تبدو كأنها أشخاص حقيقيون”.وقال ناشط في النجف، وهو ليس متدينا لكنه ذهب لرؤية تماثيل الشمع قبل نحو شهر من باب الفضول. والتقط الناشط صورا له بجانب التماثيل ونشرت على الإنترنت. وعندما أدرك بعض من أصدقائه أنها تماثيل شمع، قالوا له أنها “حرام”، كما قال. لكنه معجب بالتماثيل، ويثني عليها قائلا ” انه لأمر جيد الحفاظ على تراث النجف بهذه الطريقة من خلال تعريف هذا الجيل والأجيال المقبلة بالعلماء الذين كان لهم إسهام كبير في التاريخ والثقافة في النجف”، ولكن الشيعة الفقراء لهم رأي آخر هو ان “أنشاء متحف تماثيل لرجال الحوزة والمعممين أفضل من إطعام الأسر الفقيرة المتعففة منها والتي تشحذ في الشوارع وهو أفضل طبعاً من تبليط شارع من شوارع المحافظات الشبه محطمة وإصلاح مجاري الصرف وهذا المتحف بالتأكيد جاء إنشاءه أهم من توعية الناس بضرورة العلم والتفكر واستخدام العقل وتوفير فرص العيش الكريم , فالتبرك و تعليق الآمال والأحلام بالخزعبلات الدينية والخرافات هو السبيل الوحيد لتحقيقها “، نعم فصرف المليارات من قبل الحوزة وأحزاب السلطة هو لتكريس كل ما هو شاذ لخدمة مشروعهم “السياسي الصفوي” ، وهناك من يقول ان “عبادة الأوثان والأصنام هي التي ستهب العراقيين كل حقوقهم المسلوبة وستمنحهم الحياة الكريمة التي طالما اغتصبها الخونة وسراق المال العام” !!.