الفرق بين الصحفي والسياسي . بقلم حسين الأسدي

الفرق بين الصحفي والسياسي . بقلم حسين الأسدي
آخر تحديث:

السؤال الذي يتعين ان نقف عنده ونحاول ان نجاوب عليه بكل امانة وموضوعية وهو ماهو حدود عمل السياسي وما هو حدود عمل الصحفي والفضاء الذي يتحرك فيه٠
ولكي نكون موضوعين ومن خلال المتابعة الميدانية لما يقوم به السياسي والصحفي او الاعلامي , نجد ان مهمة السياسي لا تتسم بالشمولية وانما تنحصر في مجالات حزبه او الجهة السياسية التي يمثلها واقامة العلاقات والاتصالات مع الجهات المماثلة له ولحزبه.
 وليس ابعد من ذلك والا ستحوم حوله الشبهات وتنطلق ضده وحوله المزاعم والاقاويل والتأريخ يحكي لنا قصصا كثيرة عن سياسيين انتهوا سياسيا بسبب هذا التصرف او ذاك.
 ومن هنا يمكن القول ان مهمة السياسي محدودة , وتبقى ضمن أطر ضيقة , واذا ما اخذنا مهمة الصحفي او الاعلامي , فان ساحة عمله والاطار الذي يتعين ان يتحرك فيه انما هو أوسع بكثير من اي أفق للسياسي , ولهذا فان مهمته في التغطية الصحفية والاعلامية لا تتوقف عند حدود بلده او الجهة السياسية التي ربما يمثلها الصحفي والاعلامي , خاصة وان اغلب اجهزة الاعلام تعمل من اجل تحقيق السبق الصحفي او الضربة الصحفية , من خلال اجراء لقاء , او مقابلة مع اية شخصية , مهما يكن انتماؤها , او البلد الذي تمثله , سواء كان صديقا او عدوا , فمهمة الصحفي او الاعلامي الناجح  هي اختراق الجدران الاسمنتية , وفتح الابواب المغلقة من دون مراعاة كثيرة لهوية الاشخاص , وانما الهدف هو  حملهم على التحدث , وسبر أغوارهم من اجل القضية التي تهم بلده , وجمهور الوسيلة الاعلامية التي يمثلها٠
ان الذي حملني وكان دافعا للكتابة حول هذا الموضوع , هو ما لاحظته من مساجلات واتهامات يسوقها النائب بالبرلمان العراقي فائق الشيخ علي , تجاه الاعلامي المبدع محمد السيد محسن , الذي اخذ على عاتقه تسليط الاضواء على الواقع السياسي ومجمل العملية السياسية في العراق.
 ومايشوب كل ذلك من فساد اقتصادي ومالي فاق كل التصورات , ومن بينها عرضه لقوائم لعراقيين يستلمون اكثر من ٣٠ و ٤٠ راتب . واعتقد ان من بين من يستلم اكثر من راتب , هو السيد فائق , الذي مع الاسف يشوب حياته السياسية الكثير من المتناقضات , وغالبا ما تتسم تصريحاته بالسطحية والثرثرة , وعدم استنادها الى الواقع وتجافي الموضوعية  , وتمتاز بالشخصنة . فلا يمكن لعاقل ان يبرر لفائق اتهامه للاعلامي محمد السيد محسن بالخيانة , لمجرد اجراء الاخير لقاءا مع شمعون بيرز عندما كان يعمل مراسلا لشبكة
‏Mbc
 وهي قناة ليست عراقية ولها سياسة خاصة بها , وتعكس وجهة نظر الدولة التي  تمثلها.  
ومن هنا يمكن القول بكل تأكيد ان ما قام به سيد محسن كان امر طبيعيا لصحفي مقتدر نجح في استثمار الظرف الذي أتيح له , ولايمكن اعتبار ما قام به يعتبر سبة ضده , وينتقص من وطنية , ومهنيته , باعتباره اعلامي ناجح , ومايقدمه حاليا عبر شاشة قناة
‏Anb
الفضائية خير دليل على ذلك . وهو السبب الذي يكمن وراء فتح النار على هذا الصحفي والاعلامي المبدع , وما فائق الشيخ على الا اداة بيد السلطة , لتشويه سمعة الصحفيين والاعلاميين , الذين يدافعون عن العراق , ويفضحون فساد الاحزاب المهيمنة , وذيول ايران , وهو ثمن يفتخر به كل عراقي حر وشريف

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *