الكاظمي يطرق الباب الخاطيء مرة أخرى

الكاظمي يطرق الباب الخاطيء مرة أخرى
آخر تحديث:

بقلم:سيف الدين ناصر

استقبل الكاظمي ماكرون وقتل وقت الزيارة بمراسيم زائده أراد فيها ان يستعرض امام الضيف فنياته وبعد جلسة الحوار خرجت لنا مخرجات الجلسة في ان الكاظمي ناقش مع ماكرون سبل التعاون بين البلدين والمساعده في انشاء محطة توليد كهرباء نوويه تنهي ازمة الكهرباء في العراق ! فرح المطبلين وتسارع المصفقون في الشكر والمديح لباني النهضه وحلال المشاكل .

عزيزي دولة الرئيس هل تعلم ان شركة انشاء محطات التوليد النوويه الفرنسيه مملوكة الى شركة جنرال الكتريك الأمريكية التي وقعت العقد معها في واشنطن ! اسمح لي بدقيقه ان احكي لك الحكاية بإختصار شديد .

الستوم عملاق الطاقة الفرنسية الشركة التي انتشلت فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى ( تأسست ١٩٢٨ ) بسككها الحديديه وقاطراتها السريعه ومحطات توليد الطاقه فكانت محط فخر وتقدير لديغول ولكل الشعب الفرنسي ، الشركة التي انتشرت صناعاتها في اكثر من مائة دوله وتوربيناتها العملاقه تشكل ٢٥٪؜ من كل التوربينات في العالم .

٢٠١٠ تكشف وزارة العدل الامريكية عن صفقات فساد ورشى لعقود الستوم في كل من السعودية ومصر واندونيسيا وتايلاند وتسجن مديرها الاقليمي وتطالب بغرامه ٢٧٢ مليون دولار .

٢٠١٤ يبدأ سباق الاستحواذ حينما اطلق الامريكان الثعبان جنرال الكترك ووجهوه بابتلاع الستوم .

ماكرون وزير المالية حينها يتفق مع وجهة نظر فلامبري مدير الستوم ببيع الشركة الى جنرال الكترك شرط دفع الغرامة المالية وغلق القضية في امريكا .

جنرال الكترك تشتري من الستوم كل مصانعها وتكنلوجيا الطاقه وبحوث تطويرها المستقبليه بما فيها المصانع للمحطات النوويه وخطوط نقل الطاقه وتترك لها فقط حقل القطارات وسكك الحديد ب ١٣ مليار دولار .

الستوم تدفع الغرامة بعد تنصل جنرال الكترك وخداعها باعتراف موظفي الستوم بدفع رشى للحصول على العقود في البلدان آنفة الذكر أي دفعوا رشى في السعودية ومصر واندونيسيا وتايلاند للحصول على عقود انشاء محطات توليد نوويه .

ينتبه البرلمان الفرنسي ان شركته ابتلعت كلياً واصبحت الطاقة مملوكة كليا الى امريكا ومنها توربينات حاملة الطائرات الفرنسية واجهزة اطلاق الطائرات مما يضع وزارة الدفاع في مأزق قطع الغيار .

ترفع جنرال الكترك اسعار الطاقه ، يمتلأ الشارع بالمتظاهرين الناقمين وتكون اضواء فرساي وبرج ايفل تسدد فواتيرها الى نيويورك وتفقد باريس عنصر مهم من عناصر سيادتها .

القصة طبعاً مختصره جداً لان بها تفاصيل تؤكد براعة عملاق الطاقة الأمريكي .

يعني فرنسا بماكرونها وايفلها واليزيها تدفع فاتورة الكهرباء الى أمريكا واذا زعلت جنرال الكتريك تجعل من باريس على جدولة القطع المبرمج وحينها سيتعاقد ماكرون مع جبار أبو الموالده كي يربط الاليزيه على الخط الذهبي وان من يبني محطاتها النوويه جنرال الكترك !

ترامب قال لك الكهرباء والنفط والغاز حلولهن عندي فلماذا تحرج نفسك وتحرجونا بجهلكم او بقلة معرفتكم وتطرق الباب الخاطيء دولة الرئيس خليك مع الكبير لأن الخيوط بيده .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *