المناظرات السومرية والبابلية تكون تفاخراً بين المتناظرين

المناظرات السومرية والبابلية تكون تفاخراً بين المتناظرين
آخر تحديث:

 البصرة/شبكة أخبار العراق- استضاف اتحاد الأدباء والكتاب في مدينة البصرة الدكتور عادل هاشم، أستاذ التاريخ القديم في كلية الآداب بجامعة البصرة لتقديم محاضرته (الوظيفة الاجتماعية للمناظرات في الأدب السومري)، وفي هذه الجلسة محاولة لتعميق الصلة بين اتحاد الأدباء والجانب الأكاديمي.أسهب هاشم في محاضرته؛ التي قدّمها الدكتور مسلم حسب حسين، بالحديث عن الأقوام السومرية ومن ثمَّ الأكدية والبابلية، وتطرّق إلى إشكالية اللغات واعتماد السومرية على الإلصاق، أي إلصاق كلمتين لإنتاج معنىً جديد، لينتقل في نهاية المحاضرة إلى الموضوع الرئيس لها، موضحاً أن المناظرات السومرية والبابلية تكون تفاخراً بين المتناظرين على شكل طريقة حوارية، فقد وصلت إلينا أنواع متعددة من الأدب السومري وحتى  البابلي. 
وقد عدّد هاشم المناظرات التي وصلت إليها: هناك مناظرة بشرية بين الراعي والفلاح، ومناظرة حيوانية بين الطير والسمك، ومناظرة نباتية بين النخلة وشجرة الإثل، ومناظرة بين معدنين: الفضة والبرونز، وبين طبيعتين: الصيف والشتاء، وبين أداتين: الفأس والمحراث، مؤكداً أن كل هذه المناظرات تدخل في المفاخرة، ومن ثمَّ فإن كل مسمى من هذه المسميات يعكس فئة اجتماعية معينة، على سبيل المثال الراعي والفلاح كانت مناظرة بين البداوة والتحضر، ومناظرة بين الفأس والمحراث، كانت مناظرة بين سكان المناطق السهلية والمناطق  الجبلية.
أما عن عدد المناظرات التي وصلت إلينا، فقد بيّن هاشم أن صموئيل نوح كريمر قال في حديثه عن الأدب السومري أن هناك ثلاث مناظرات في وقته، لكن، بعد استكمال التنقيب وصلت إلينا بحدود 20 مناظرة اختلفت في بنيتها وموضوعاتها  وتمثلاتها.
وأوضح هاشم أن عرض المناظرة وطبيعة كتابتها تشبه إلى حد بعيد طريقة كتابة القوانين، فالقوانين القديمة تتكون من ثلاثة مقاطع، مقدمة تبين الأسباب التي دعت المشرع إلى تشريع هذا القانون، ثم المواد القانونية، ثم خاتمة القانون التي تشمل اللعنات والعقوبات. المناظرة تتكون أيضاً من المقدمة، تبحث في موضوع المناظرة ويدخل فيها العنصر الآلهة، كأن يدعم هذا الجانب والإله الآخر يدعم الجانب الآخر، وفيما بعد  الحوارية.
اختار هاشم في محاضرته مناظرة الراعي والفلاح لأنها كتبت بشكل مسرحي؛ حسب قوله، ففي المشهد الأول كانت هناك مناظرة بين الإله شمش واخته اينانا أو عشتار، إذ يحاول الإله شمش أن يقنع إينانا بأن تتزوج الراعي وليس الفلاح، لأن لكل منهما مميزات خاصة وتجيبه هي بالرفض، هذه المناظرة إذا ما مثلت ستدخل فيها أربعة شخوص، يمكن أن تكون على شكل مسرحية  متكاملة.
مضيفاً أن الجميل في هذا النص ان الكاتب السومري يذيل ملاحظاته أسفل النص، وهذه المناظرة مفاضلة بين الحياة المستقرة والبدوية، متمثلة في الفلاح والراعي، فالفلاح يستعرض ما لديه، وكذلك الراعي، لكن في النهاية كسب الراعي (ديموزي) قلب إينانا.وهناك من يرى أن هذا الصراع أو الحوارية تجسد في ملامحها قصة قابيل وهابيل، وهناك من يرى أن الأدب العبري نشأ في أحضان الحضارة البابلية والسومرية وتأثر بها، وهناك من يتساءل: من اقتبس من مَنْ، فهل الأدب السومري اقتبس من الأدب العبري أو العكس، أو أنهما من أصل  واحد.كانت الجلسة حافلة بالمناقشات والجدل في البحث عن الأدب السومري وأنواعه وكيفية اشتغال السومريين والأكديين والبابليين في نصوصهم الشعرية  والنثرية.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *