(الوازات) بـ (250) دينار فقط .. تنقلك الى حيث ما تريد في شوارع احياء بغداد الشعبية

(الوازات)  بـ (250) دينار فقط .. تنقلك الى حيث ما تريد في شوارع احياء بغداد الشعبية
آخر تحديث:

بغداد/ شبكة اخبار العراق- ما ان تدخل مدينة الصدر في الجوادر والقيارة وحي اور وام الكبر والغزلان والشيشان وسوق 4000 في مدينة الشعب ومنطقة جميلة الصناعية والى اخره من المناطق التي تشتهر بها السيارات الروسية (الجيبات ) ، حتى تشاهد حشود من تلك “السيارات الروسية والتي تسمى بالوازات ” التي (اكل عليها الدهر وشرب) تستقبلك وتسير بك حيثما تريد بمبلغ 250 دينار وسط “بحور” من المطبات والحفريات في شوارع “بهية الطلة”. و تطلق على هذه السيارة الروسية الصنع اسم (واز) التي شاركت في العديد من المعارك ابان الحرب العالمية الاولى وما لها من دور متميز في نقل الجيش من والى مواقع القتال ولا تتاثر لاببرد قارس ولا حر قائظ وألان هذه السيارة العجيبة تستعمل كسيارات اجرة في هذه المناطق وهي تحمل شخصين في المقدمة وستة اشخاص في الحوض الخلفي و مهما مر الزمن عليها تبقى في الخدمة، وتنافس السيارات الحديثة . ونحن نسلط الضوء على الجيبات الروسية و(الوازات) لها من دور مميز في نقل المواطنين من منطقة الى منطقة اخرى لتسهل على المواطن التنقل بسهولة الى حيث ما تريد.. لقاؤنا الاول كان مع مالك الجيب خضر العبيدي حيث يقول: انا املك هذه الجيب منذ اكثر من (25) سنة قمت بتحوير محركها وناقل السرعة بحيث اصبح اوتماتيكي وقمت بتعديل عليها فأصبحت سيارة جميلة بالرغم من ان موديلها تجاوز عمرها الستين عاما ومازالت الى يومنا هذا تعمل ولا يوقفها لابرد ولاحر عكس ما نرى اليوم من سيارات غير كفؤة ، وهي تعمل في نقل المواطنين من والى مختلف الاحياء السكنية، وبالتحديد تطلق على السيارة الروسية الصنع (واز).ويتوقف عن الحديث ويصيح باعلى صوته “اركب عيني اركب للشيشان ب(250)دينار وين ما تريد توصلك، اركب عيوني اركب”، وما هي الا لحظات حتى امتلأت سيارة العبيدي بالركاب وبدأت تشق طريقها وسط السيارات الحديثة والمطبات والحفريات وهي شامخة بين السيارات الحديثة .ويؤكد العبيدي ان “السيارات الروسية رغم قدمها الا انها لا تزال تحظى بقبول المواطنيين “، موضحا ان “مناطق متعددة من مناطق بغداد تلجأ لاستخدام الروسيات لسرعتها.وعن اسعارها يشير الى انها تختلف حسب النظافة فمنها ما يصل الى (35) “ورقة خضرة” (يقصد فئة المائة دولار امريكي) ويبلغ سعرها بالعراقي بحدود ثلاثة الى اربعة ملايين دينار عراقي ويتجاوز النظيف منها (5) ملايين دينار عراقي.وبشأن ما تدره الروسيات من ارباح على مالكيها يقول العبيدي إن “ما تدره الروسية لمالكها خير من الله (دلالة على الوفرة)، فان العمل يقاس على كثافة عدد الركاب ونوعية الطقس، ففي الامطار يكون الرزق وفيرا ويصل مردود العمل الى اكثر من (40) الف دينار وفي الايام الاعتيادية يصل الى نحو 20 الف دينار”..من جهته يقول مالك سيارة جيب ويدعى جاسم جيب في مدينة الصدر وسمي بهذه التسمية نسبة الى سيارته الجيب إن ” الجيبات الروسية معروف عنه انها سيارة قوية وانا امتلكها منذ اكثر من (40) عاما لذا يطلق الناس هنا عليّ لقب (جيب) وحين يداعبوني يلقبوني بأبو الجيبات لاني امتلك ثلاث سيارات من الواز التي تعمل لحد الان (نگرة سلف)، وتساهم بنقل المواطنين من السوق الى المناطق الداخلية وتقوم بمهمات صعبة ولن تقف أي سيارة بوجه الروسيات”.ويشير إلى أن “السيارات الامريكية واليابانية والإيرانية تجوب شوارع بغداد ولكن لن تكون بهيبة الروسية التي تدر علينا المال الوفير.ويؤكد أن “الاسماء تبقى ولا تزول وسيارات الواز لي معها ذكريات منذ فترة الحرب العراقية الايرانية التي كنا ننقل بها الجنود العراقيين ومرورا بالحصار الاقتصادي الذي انهك العديد من” الجيبات الروسية” والعراقيين. .من جهته يقول الباحث الاجتماعي سعيد العزاوي ، حقيقة اود قولها اولا ان الموضوع المختار موضوع غريب وطريف في الوقت نفسه وهذه الجيبات الروسية التي تتحدثون عنها تمثل جزءا مهما من حضارة وتاريخ الناس في المناطق التي تكثر فيها “، مشيرا الى ان “استخدام هذه السيارات ياتي لعدم وجود سيارات حديثة تستخدم للنقل الداخلي في هذه المناطق وان اغلب السكان المحليين يفضلونها على السيارات الامريكية واليابانية والإيرانية التي تجوب شوارع محافظات العراق”.شيخ كبير من أهالي بغداد (حمودي الحاج) اوضح ان هذه ظاهرة غير حضارية في المجتمع البغدادي وهي سيارات قديمة لاتحمل أي موصفات وخدمة للمواطن وهذه السيارات هي سيارات عسكرية استوردت الى العراق عبر الاتفاقية الروسية بعد ثورة 1958 بقيادة المرحوم عبد الكريم قاسم وهي ضمن صفقة السلاح الروسي وفيها ثلاثة انواع من السيارات كاز قيادة وكاز اسلحة وكاز حضيرة اضافة الى سيارة الواز.هذه السيارات ، بعد تراكم السنين عليها ولعدم ايفائها بالحاجة العسكرية حتى عام 1975 تم تسقيطها نهائيا من الخدمة وجرى تبديل كل عجلات الجيش العراقي بسيارات ريو وسيارات ايفا الالمانية وأرسلت اغلب السيارات المسقطة الى المذاخر الحربية او معامل العجلات في الجيش حيث تم بيع اغلبها الى المواطنين بمبالغ زهيدة سعر السيارة (100) دينار و (150) دينار انذاك وبقية ادواتها في معمل تصليح اليات الجيش واستخدمها المدنيين للتنقل ونقل البضائع من مكان الى مكان اخر، وأشار الى ان اغلب هذه السيارات قديمة لا تليق ان تبقى في بغداد وعلى الجهات الحكومية المعنية ايجاد بدائل تليق بأهالي بغداد..المواطن ابو قيصر (40) عاما في منطقة سبع قصور يقول عند ما تستيقض منذ الصباح الباكر فتشاهد طوابير (الجيبات و الوازات) بانتظار الراكبين لنقلهم الى مناطق يستطيع منها الراكب الذهاب الى عمله وما نشهد لهذه الجيبات من خدمة لصالح المواطن فهي تستطيع ان تسير في الشوارع مهما كانت .المواطن ابو احسان من منطقة حي القاهرة في بغداد .اعرب عن تذمره من هذه السيارات ويقول ان هذه السيارات اثناء سيرها في الشوارع العامة تعتبر ظاهرة غير حضارية ولما تخلفه من اضرار بالشارع العام لان وسائل الامان في هذه السيارة قد (اكل عليه الدهر وشرب) وليس هناك فيها أي وسائل للامان فنشاهد ان هذه السيارة استيعابها 6 اشخاص واذا بها تحمل 12 شخص ، ناهيك عما نسمعه من سائقي هذه السيارات بأنهم يستعملون (الزاهي) بدلاً من سائل (التوقف) ..مالك سيارة جيب ابو جاسم يقول. ان سيارتي هذه اجريت عليها تعديلات من حيث المحرك وناقل السرعة الاوتماتيكي وايضا اجريت سمكرة كاملة لهذه السيارة والان هذه السيارة باستطاعتها الذهاب الى البصرة ، وأضاف ان هذه الجيبات هي تعتبر ام الشدائد وما لها من دور (بطولي) في الامطار والأوحال وفي الطرق غير المعبدة في بعض من المناطق لاتستطيع العجلة من الدخول في هذه المناطق خوفا على عجلاتهم الحديثة لانها لو سارت في هذه الطرق لاتستطيع تحمل المطبات والحفريات الموجودة في الطريق ولكن سيارة الجيب الروسي تسير بكل تباهي .واضاف انه يتم نقل المواطن من منطقة الى منطقة اخرى بمبلغ بسيط (250 )دينار في حين انه في سيارات التكسي لا يذهب في هذه المناطق وحتى ان ذهب فيطلب اجرة مرتفعة .

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *