سد الموصل انهيار وشيك أم تنبؤات مغرِضة؟

سد الموصل انهيار وشيك أم تنبؤات مغرِضة؟
آخر تحديث:

بغداد/شبكة اخبار العراق- تجددت المخاوف والتحذيرات من انهيار احد اكبر السدود العراقية،مع اعلان الحكومة الايطالية عزمها ارسال قوة قتالية لحماية الشركة المكلفة بصيانته،ولعل المفارقة المثيرة ان الاوساط الحكومية قللت من حدة التحذيرات والمخاوف الغربية بشأن امكانية انهيار السد،وتتحدث عن استمرار اعمال الحقن والتحشية بشكل دوري ،لكن الاوساط النيابية تقول انها ستتحقق من سلامة السد وشروط الامان في ركائز الدعامات لدى استضافة وزير الموارد المائية والكادر المتقدم من مسؤولي الوزارة، لبيان الصورة الحقيقية لاية مخاطر متوقعة.وقال عضو لجنة الزراعة والمياه والنيابية علي الصافي ان اللجنة ستستضيف وزير الموارد المائية ومسؤولي الوزارة خلال الايام المقبلة لبيان الموقف الحقيقي بشأن سد الموصل.وقال :ان”اللجنة النيابية ستقدم تقريرا شاملا عن سد الموصل لدى استئناف اعمال مجلس النواب بعد العطلة التشريعية ليعرض خلال اولى جلسات الفصل المقبل. فيما اكد عضو اللجنة الاخر النائب علي البديري ان اغلب النواب لايملكون معلومات كافية عن مخاطر انهيار سد الموصل عدا ماتم تداوله عبر وسائل الاعلام.وقال:ان” مناقشة واقرار مشروع قانون الموازنة العامة القت بظلالها على اعمال اللجان النيابية واكلت من جرف مناقشة القوانين والقضايا المهمة ومنها اوضاع سد الموصل”.واوضح ان”هناك مناقشات جانبية جمعت بعض النواب في الجلسة الاخيرة قبل العطلة التشريعية تطرقت الى سد الموصل ومخاطر انهياره ،لكن لم تسفر عن شئ لان النواب كانوا منشغلين بتمرير الموازنة واغلبهم لايعلم بمستوى الخطر الذي وصل اليه بناء السد”.النائبة زينب عارف البصري، حذرت من مخاطر انهيار سد الموصل بعد تعرضه لتصدعات وتشققات في ركائز أساساته.وقالت في بيان صحفي: ان”هناك مخاطر من انهيار سد الموصل بعد تعرضه لتصدعات وتشققات في ركائز ودعائم أساساته، التي بَلغت ذروتها بعد تزايد شقوق جدارنها التي وصلت مراحل متقدمة”.ودعت رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي الى اتخاذ اجراءات حكومية عاجلة لمعالجة السد، فيما طالبت خلية الأزمة التي شكلتها السفارة الأمريكية بـكشف التقارير المتعلقة بطاقة تحمل السد وما اذا كان سينهار فعلا ، وما هي المدة الزمنية التي يتحملها وإمكانية المعالجة، وبيان مستوى أعمال الحقن الكونكريتية لأساسات السد”.بالمقابل فأن وزير الموارد المائية محسن الشمري أكد أن سد الموصل لم يتعرض إلى أي ضرر،وأن أعمال الصيانة تجري عليه بشكل مستمر،فيما لفت الى التعاقد مع شركات أجنبية لصيانته مطلع العام المقبل.ونفى ماتناقلته بعض وسائل الاعلام عن امكانية انهيار سد الموصل.وقال ان “وزارة الموارد المائية تعمل جاهدة بأمكانياتها كافة ، لتوفير مستلزمات ومتطلبات اعمال الصيانة الخاصة بسد الموصل وبشكل يومي دون انقطاع “، كاشفاً عن فتح العطاءات لشركات عالمية متخصصة بأنشاء السدود ، لغرض صيانة السد ، وحل مشكلات التربة التي اقيم عليها السد بشكل نهائي.كما اعلنت وزارة الموارد المائية في أكثر من مناسبة خلال الاعوام الماضية أن السد غير مرشح للانهيار، وانها مستمرة في صيانته وتحشية أسسه بمادة الاسمنت لمنع حدوث تخسفات أو ظهور تشققات.مجلس محافظة نينوى من جانبه، وصف الحديث عن قرب انهيار سد الموصل بالشائعات الكاذبة،وأكد استمرار عمليات الصيانة والتحشية لتشققات السد.وقال مسؤول لجنة الاعمار والخدمات في مجلس محافظة نينوى عبد الرحمن الوكاع في تصريح صحفي: ان “الأنباء التي تتحدث عن قرب انهيار سد الموصل هي اشاعات كاذبة”، مؤكداً “عدم وجود أية مشكلة تثير القلق واستمرار عمليات الصيانة والتحشية للتشققات التي تحدث للسد”.وأضاف أن”القوات الأمنية والبيشمركة تسيطر على السد بشكل كامل وليست هناك مخاوف أمنية”.وتابع أن”مجلس محافظة نينوى على اطلاع مستمر بأوضاع السد على مدار الساعة من خلال الاتصالات والزيارات الميدانية”.كما اعتبرت مديرية سد الموصل التصريحات بشأن انهيار السد بأنها ثرثرة لارباك المواطنين، وأكدت أن وضع السد مطمئن وتحت المراقبة على مدار 24 ساعة.وقال مدير السد رياض عز الدين علي في حديث صحفي: ان “وضع سد الموصل جيد جدا ومطمئن ولا توجد أية مشكلة تثير القلق في الوقت الحاضر”، مبينا ان “أعمال التحشية مستمرة على مدار الساعة والنتائج إيجابية من ناحية الأسس وجسم السد، ولا توجد فيها أية تصدعات أو تشققات إطلاقا ولحد الآن”.وأضاف أن “مراقبتنا للسد مستمرة على مدار 24 ساعة، وهناك أكثر من 1500 جهاز وخلية تعمل لمراقبة السد”.ولفت الى ان “جميع هذه الأجهزة لا تشير الى أية مشكلة أو خلل في جسم السد أو أسسه”.وتابع أن “بعض التصريحات التي نشرت مؤخرا بأن سد الموصل على وشك الانهيار لا يستند إلى الواقع الحقيقي والوقائع العلمية للسد”.وتابع أن “الأمريكيين زاروا موقع المشروع مؤخرا بشكل تام عليه، وقدموا الدعم من خلال نصب أجهزة متطورة جدا للإنذار المبكر لمراقبة سلامة السد”.واوضح أنه تتم “حاليا قراءة تلك البيانات بشكل متواصل، كما تتم متابعتها من قبل الخبراء والمستشارين الأمريكيين وتعمل هذه الأجهزة عبر الأقمار الصناعية”.فيما اعلن رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينتسي، أن قوات مقاتلة من بلاده بصدد التوجه الى العراق للمشاركة في مواجهة داعش وحماية سد الموصل من الانهيار.واشار الى ان “450 جنديا سيغادرون الى الموصل بعد موافقة البرلمان”.واوضح أن “قوات مقاتلة من ايطاليا بصدد التوجه الى العراق للمشاركة ضمن الخطوط الأمامية في مواجهة تنظيم داعش لحماية أعمال اصلاح سد الموصل المهدد بالانهيار”.واضاف ان “السد الذي شهد معارك طويلة يعاني أضرارا شديدة تهدد بانهياره، ما سيتسبب في وقوع كارثة ستؤدي الى تدمير بغداد بالكامل”.وتابع رينتسي ان “ايطاليا التي فازت احدى شركاتها بعطاء لاصلاح السد ستنشر الى جانب الولايات المتحدة 450 جنديا سيغادرون سريعا الى الموصل لحماية السد القائم على نهر دجلة أحد البنى التحتية الحيوية للبلاد وذلك بعد موافقة البرلمان”.وكانت شركة تريفل الايطالية للمقاولات الإنشائية والطاقة قد ضمنت عقداً بقيمة 1.8 مليار يورو لإسناد ودعم السد وترميمه.يذكر أن سد الموصل المشيد على نهر دجلة يعد أكبر سد في العراق، ورابع أضخم سد في الشرق الأوسط، انشئ في العام 1983 وتم تدشينه لاحقا في عام ١٩٨٦، وبلغت كلفة انشائه أكثر من مليار دولار، ويصل ارتفاع السد الى ١١٣ متراً، ويبلغ طوله نحو ٣,٤ كم، ويحتجز السد خلفه بحيرة شاسعة وخزاناً ضخماً يضم نحو ٨ مليارات متر مكعب من المياه.وكانت تقارير دولية متخصصة اكدت وصول التخسفات الأرضية تحت جدران السد إلى مراحل متقدمة، أدت إلى تزايد الشقوق في هذه الجدران، وعلى اثرها شكلت السفارة الامريكية في بغداد انذاك خلية ازمة من المتخصصين تجتمع أسبوعيا لمعاينة وتقدير آخر التطورات.وتذكر احدى توصيات الخلية التي تم تشكيلها، ارسال فريق غوص متخصص من افراد البحرية الأمريكية ليغوصوا الى قاع السد لمعاينته عن كثب.وتشير بعض التسريبات المتداولة الى ان السفارة الامريكية في بغداد وضعت ثلاث خطط لاجلاء رعاياها وموظفيها، اثر التحذيرات المتكررة من خبراء هندسيين وجيولوجيين تابعين للجيش الامريكي قاموا بالغوص اسفل السد، وقدموا تقريراً ختاميا ورد فيه ان “السد قد وصل الى مراحل متقدمة للغاية من التشققات ،وعلى السفارة الاستعداد لأسوأ الاحتمالات”.و كانت دراسة اعدها مركز بحوث السدود والموارد المائية في جامعة الموصل قدمت في المؤتمر العالمى الثالث عشر لتكنلوجيا المياه الذى عقد في مصر عام 2009، اشارت الى انه في حالة انهيار السد فان 207632 مترا مكعبا من المياه سيتدفق بسرعة 3.5 كلم / الثانية، وبارتفاع 25.3 متر في الساعات التسعة الاولى من الكارثة، معرضا اكثر من نصف مدينة الموصل الى الغرق بمياه يصل ارتفاعها 20 مترا.وبحسب الدراسة فأن الكارثة البشرية والاقتصادية سوف لا تشمل الموصل فحسب، فالارقام تشير الى ان حصيلة الكارثة ستؤدى الى مقتل وتشريد اكثر من مليونى عراقي، فضلا عن اكتساح مياه السيول على مسافة 500 كم ضمن امتداد مجرى نهر دجلة، مكتسحا امامه كل ما على الارض وستغمر المياه اجزاء كبيرة من العاصمة بغداد تصل لارتفاع 4 امتار.وتتطرق الدراسة الى طبيعة بناء السد،وتورد انه بني على قاعدة من الجص وكبريتات الكالسيوم سريعة الذوبان في الماء، والنتيجة تكون كهوف كبيرة في جسم السد تحتاج الى حقن مستمر بمادة اسمنتية ذات خواص معينة.وتذكر بعض المواقع الالكترونية انه منذ عام 2006 كانت هناك اجتماعات سرية اعلنت لاحقا من قبل الجانب الامريكي تجرى مع الحكومة العراقية بشأن تقديم حلول ناجعة لمعالجة التشققات التي تحدث باستمرار في الجدار السفلي لسد الموصل. ويبدو ان المحادثات تلك تعقدت كثيرا وتعثرت حتى تم ايقافها، وبطبيعة الحال القيت اللائمة على الجانب العراقي لاهماله وعدم اقتناعه باحتمال انهيار السد، وشكوكه بان الولايات المتحدة ترغب باستثمار بعض الشركات واستحصالها ملايين الدولارات مقابل لا شيء، سيما وان الامريكيين اقترحوا حلا جذريا يتمثل ببناء سد بديل في منطقة اخرى لتفريغ مياه السد، مايحتاج لمبالغ طائلة.و تثار المخاوف من انهيار سد الموصل عادة عندما ترتفع مناسيب مياه نهر دجلة في بحيرة السد، وذلك في مواسم الامطار التي تبدأ من شهر كانون الاول ، وكذلك موسم الربيع وهو وقت ذوبان الثلوج في سلسلة الجبال الواقعة الى الجنوب من تركيا حيث منبع النهر.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *