اغنية هادئة

اغنية هادئة
آخر تحديث:

جواد الشلال

 

اغنية هادئة … ربما …
..
.
لا اتذكر لما تركت بيتي البذيء … ولا اريد ان اعرف ذلك .. كان بيت هانئا بالتدخين … والشتائم الكثيرة ( بعضها كان ينتمي الى ما بعد الحداثة ) هكذا اخبرني احدهم … بعد طقوس الشتائم .. ارتب كتب الفلسفة المدجنة على قياس غريب … واغني على مهل …. اغنية اجنبية داعرة … ترجمتها بطريقتي الخاصة
ربما فقدت معناها الحقيقي … لكنني احببتها هكذا .. اشعر دائما انني ساهمت بخلقها
وطوعت عجينتها كما اريد … كما اشتهي …. ارددها بصوت خفيض .. ثم يعلو تدريجيا حتى بات اصدقائي يرددونها مثل كورس او مجاميع الانشاد التي ترافق الغناء الاوبرالي … اصوت تشبه دوي الرعد … لا احد يستمتع بها … انا اعرف ذلك … لكنهم ينتظرون النهاية …. ليضحكوا … ضحكا مرا … كانه بكاء … لا فرق … …. انا لا اريد ان اعرف لما يفعلون ذلك … … وان كنت اشعر انهم يغنون بحزن عقيم … من اجل وطن …او ربما لقوافل الخيبات الدائمة … او وذلك ظن كبيرا … يبكون لاهلهم الذين غيروا لغتهم …… لا داعي لتلك الاحاسيس المبعثرة …. ساعود لغرفتي الجديدة وادخن من جديد … انفث الدخان بشراسة خائبة … اتوارى خلفها … واردد اغنية داعرة جديدة .. اترجمها بوحشية مقتضبة …. سارشق حروفها حتى تتعرى امام الحقيقة …سارمي الحروف الخائبةجدا.. باقرب سلة قريبة من الالحان الصاخبة … واعرف من يسرقها …. تبرع لي صديق يحب الدموع والعيون الحمراء المفروكة بكتف اليد …. بان يراقب كتل الحماسة الزائفة …. وسيلقي القبض على حروفها المنهكة ……. وبعدها اتفرغ لحروفي … انعشها بدفقات من الحب الخالص …..لا بأس …. ينصحني الجميع بان اعتمد معايير البذائة الوطنية الراسخة … البذائة التي نرسمها على جدران الوطن الشاسع …. وصور النساء المخفية بمهارة من عيون السابلة …. انا اعرف ذلك … وانت ياصديقي … تعرف … لا علينا سوى ان نضحك … لسنا نادمين على شيء .. وللحقيقة … نسينا كيف يندم الانسان … دعونا نغني كما نشتهي … ونمسح على خدود الوطن ……………

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *