صراع الايتام ما بين الولاية الثالثة والاولى يحتدم مع قرب الانتخابات المقبلة 

صراع الايتام ما بين الولاية الثالثة والاولى يحتدم مع قرب الانتخابات المقبلة 
آخر تحديث:

  حسين خليل

الصراعات الشعبية في العراق تنحصر بالاطار الطائفي الديني وذلك ما حدثنا به التاريخ المعاصر والذي اكد ايضا ان هذه الصراعات لم تكن عفوية دون وجود عوامل مؤثرة تزيد الاحتقان الطائفي بين مكونات الشعب الواحد والتي طالما نسبت للطبقة السياسية الحاكمة واذنابها بين افراد المجتمع وعلى الرغم من وجود ذلك الصراع على ارض الواقع الا انه لم يترجم الى حرب اهليه حقيقية ضمن ذلك المفهوم . وبعد عام السقوط  تمت اعادة صياغة النسيج الاجتماعي العراقي بطريقة طائفية ذات صبغة سياسية و رسخ مبدا الاختلاف بين احزاب الطائفة الواحدة فانتج ذلك مجتمعات سياسية متعددة في اروقه الطائفة الواحدة تختلف فيما بينها باعتماد طرق التعامل مع الملفات السياسية لتكون على شكل هرمي من الاكثر تشددا حتى الاكثر انفتاحا وتفهما لقراءة الاحداث . وبعيدا عن الاطار الطائفي العام للبلد فمن بين هذه المجتمعات السياسية داخل المنظومة الشيعية اجاد كتاب السيناريو في صناعة قادة لأحزاب سياسية اسلامية منها ما هو ينحدر من التيارات الدينية ليشكل حزب العوائل الذي يكاد يكون اشبه بالأقطاع السياسي وآخر قائم تم اضافة رتوش خاصة تؤهله لان يكون رمزا تلتف حوله الملايين هذا بالإضافة الى الاحزاب والحركات الصغيرة التي اخذت تنمو وتؤثر في الشارع العراقي بشكل عام والشيعي بشكل خاص .

هذا وبالطبع ان لكل حركة او حزب  جناحا عسكريا يضاهي في قوته جيش الدولة . مما تقدم نفهم ان اتباع هذه المكونات داخل البيت الشيعي يتأثرون بالمتغيرات التي تطرأ على العلاقة بين قادتهم لدرجة ان العلاقة تنفلت في الشارع في كل مرة يتم فيها تقاذف التصريحات و الاتهامات . وما زاد الامور تعقيدا هو الاحتكار السياسي للسطلة في جهة معينة ضمن منظومة التحالف الوطني لولايتين متتاليتين يقابله جوع من جهة اخرى و حنق يتجذر كلما ازادت الرغبة بالولاية الثالثة فبدا الصراع يطفو للمتابع ما بين ايتام الولاية الثالثة وايتام الولاية الاولى فأخذت الامور تتجه الى لعبة خلط الاوراق في الشارع وتحريك الاتباع للضغط على المشهد السياسي والدفع باتجاه تذكير المواطن بالنقص في الاداء من جهة والتحالفات مع الفضاء السياسي من خارج البيت الشيعي دون الاكتراث للمبادئ التي اعلن عنها في وقت سابق هنا لابد من معسكر الولاية الثالثة التحرك باتجاه زيادة الشعبية من خلال اللعب على الاوتار المختلفة ومنها الضحك على الذقون من اجل كسب المعركة وهذا ما حدث فعلا في الانتخابات الماضية وبعد شد وجذب لم تفلح المعسكرات السياسية المتقابلة في الحصول على مبتغاها  فلا هو حصل على ولايته الثالثة ولا هما  حضيا بالولاية رقم واحد فحدثت الهدنة التي بقي حزب الحاكم  متسيدا ايضا باعتلاء  العبادي مسرح الصراع ليكون راعي النخوة  وفارس بلاد النهرين في عام 2016 لينظم الى مختار العصر و الحزبين الحالمين في السلطة المفقودة .

الهدنة التي عمت المشهد وان كانت مخترقة لبعض الاوقات يجب ان ينتهي مفعولها في الوقت الذي نقترب من القضاء على داعش و قرب الانتخابات المقبلة وهذا ما نلمسه الان في حركة الاتباع من خلال ضخ الدعايات في الشارع العراقي و ممارسة السياسات المشبوهة بانتظار ان يشتد الصراع بين ايتام الولاية الثالثة والاولى كلما قرب موعد الانتخابات المقبلة والمتضرر هم الايتام فقط .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *