قيس الخزعلي … من لا يحترم مفهوم الدولة فلينتظر الخراب  !

قيس الخزعلي … من لا يحترم مفهوم الدولة فلينتظر الخراب  !
آخر تحديث:

  محمد الشجيري

طفت ظاهرة قيس الخزعلي ومليشياته عصائب اهل الحق على الساحة العراقية اثر الاحتلال الاميركي للعراق في عام ٢٠٠٣ وهي امتداد لظاهرة الاجهزة الامنية الخاصة ( جهاز الامن الخاص، جهاز الحرس الخاص، فدائيي صدام )  التي سادت اثناء حكم الرئيس الراحل صدام حسين وان كانت هذه مختصة بحماية حكم الرئيس الراحل وتثبيت اركانه الا انها تعتبر في كل الاحوال ميليشيات وتعد تطاولا وخروجا على نظام ومفهوم الدولة ومؤسساتها القانونية والشرعية فلو كانت وحدات امنية خاصة تتبع للاجهزة الامنية القانونية لكان الامر مختلف لكنها كانت مستقلة في تمويلها وتحركها وعملها.

لا توجد قضية في العراق حاليا تمتلك الحق والاولوية ويجب ان تأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام مثل قيام الدولة المدنية وانشاء مؤسساتها والاهتمام بالمواطن العراقي وتوفير سبل العيش الكريم له والعمل قدر المستطاع على انتشال العراق من المستنقع الفاشل الذي يقبع فيه منذ عقود. هذه هي قضيتنا الحقة وحقانية القضية يا قيس الخزعلي فالعراق بلد الجميع اثنيات واديان ومذاهب ماضيا وحاضرا ومستقبلا وليس لنا سوى خيار القانون لحفظ دمائنا واعراضنا واموالنا وليس لنا سوى خيار الدولة المدنية وتفعيل دور القانون على كل مسيء ومجرم وقاتل وفاسد وسارق وارهابي وعميل ومتهم بالتخابر مع دول اجنبية ومن يحاول زعزعة امن الدولة واثارة الفوضى والاضطراب بين ابناء الشعب وحتما تشاهد الان وتسمع الكثير من الاعمال الارهابية والجرائم التي تحدث وترى كيفية معالجتها من اجهزة الدولة المختصة فلم نسمع او نرى قيام بعض الاشخاص بانشاء ميليشيات لعلاج هكذا اعمال فهذا الامر ضد القانون والمنطق الذي تتبناه البشرية جمعاء في عصرنا هذا فقد ولى زمن الجماعات والميليشيات والعصابات واصبحت الدولة ومؤسساتها هو المنطق السائد لخدمة الشعوب والحفاظ على امنها واستقرارها.

يا قيس الخزعلي  والاخرون ان كنتم تؤمنون بولاية الفقيه وتؤمنون بنهجها وتتبنون رؤيتها العقائدية فهذا من حقكم وشأنكم وتوجهكم وخصوصيتكم ولكن فلترحلوا الى قم او طهران ولتقيموا هناك ولتفتح لكم معسكرات لكم ولرفاقكم في العصائب وغيرها من الميليشيات ولتصبحوا رهن اشارة الخامنئي والحرس الثوري الايراني في الجهاد في كافة المناطق التي يرى فيها شرعية الجهاد والقتال وبهذا تكونوا صادقين مع الله ومع انفسكم اما نحن في العراق فاتركونا نصلح احوال بلدنا وشعبنا فقد مللنا الحروب والقتال والعسكر والبسطال والخراب … الخ، اتركونا فنحن لا نريد اجر الاخرة ولا جنة الله بل ما نريده الان فقط دولة تحترم نفسها وتحترم مواطنيها وتشرع في البناء وتقديم الامن والخدمات فلا كهرباء تنقطع ولا مجاري تفيض ولا مستشفيات بلا ادوية ولا بطالة مقنعة او غير مقنعة ولا فقر ولا تسول ولا ولا ولا .. الخ.

هل طلبنا يعد من المستحيل يا عالم يا ناس ؟؟؟  طلبنا فقط دولة ومؤسسات دستورية وقانون يسري على الجميع وخدمات حتى نعيش مثل خلق الله لا اكثر ولا اقل لا تستطيعون القيام بتوفير هذه البديهيات لشعبكم اذن افسحوا المجال لغيركم يقوم بهذه المهمة، الناس تعبت .. الناس ملت .. راح تكفر بالدين وبالخلق وبالعقيدة من وراكم.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *