لماذا لا نقيم أيضاً أربعينية للنبي محمد (ص) وللأمام علي (ع)؟, أليست الأربعينية بدعة !؟

لماذا لا نقيم أيضاً أربعينية للنبي محمد (ص) وللأمام علي (ع)؟, أليست الأربعينية بدعة !؟
آخر تحديث:

 

  جبار الياسري 

سؤال ظل يراودنا , ولغز محير كان ومازال يؤرقنا , منذ أن منَّ الله علينا بنعمة التمييز بين الحق والباطل , وبين الإيمان المطلق بالقيم السماوية وهدي الرسالة المحمدية للإنسانية جمعاء ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ), واتباع نهج وقيم وأخلاق آل بيت النبي الأطهار ع وصحبة الأبرار ( رض ) , وبين ما يروج له تجار وسماسرة الحروب والشحن الطائفي والأديان والمذاهب والطوائف التي لا تمت لأي رسالة أو دين سماوي ولا للعقل والمنطق أصلاً , وأن ما يحدث في العراق تحديداً منذ وصول شيعة آل الببت الأبيض وقم عام 2003 , وفي إيران منذ عام 1979 لهو خير دليل على ذلك , وبأن دهاقنة وأحبار وفجار المحفلين يدفعون بالشيعية العرب في العراق وبعض الدول المجاورة دفعاً نحو الهاوية السحيقة , والتصفية والإبدة الجماعية عاجلاً أم آجلاً كما يحصل في أجزاء واسعة من العراق , وسوريا واليمن … والمسألة مسألة وقت ليس إلا .

نعم .. نحمده ونشكره سبحانه على نعمة العقل والتحصين من مرض الطائفية العضال الذي يصيب ويفتك بالمجتمعات المتخلفة وعلى رأسها للأسف المجتمع العراقي الذي سلم مفاتح عقله للأفاقين والكذابين والدجالة والمشعوذين الذي يأتمرون وينفذون كل ما يطلب منهم لتدمير منظومة القيم الإسلامية والعادات  والتقاليد والأخلاق العربية التي كانت صفة وسمة العرب حتى قبل الإسلام , وخير دليل على ذلك قوله ( ص )(( إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) .

إن ما يجري أيها السادة خاصة باسم احياء ذكرى مقتل سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة سيدنا الإمام الحسين ع , وواقعة الطف الأليمة حتى على قلوب بني البشر من غير المسلمين , ما هو إلا عملية ممنهجة ومبرمجة ومتفق عليها حتى مع الدول العظمى كأمريكا وبريطانيا أس المصائب وروسيا والصين والاتحاد الأوربي على تفريس ناعم وسلس للمجتمع وللدولة العراقية , التي ظلت عصية على مدى أكثر من 1400 عام , والآن أصبحت الفرصة سانحة لتنفيذ الحلم الفارسي القومي والدخول للعراق من جديد من شباك الولاء وحب الحسين ع , وصولاً لاحتلال وتركيع منطقة الشرق الأوسط برمتها . إن ما يجري في وسط وجنوب العراق هو مشروع تفريسي قائم بحد ذاته , ومستمر على قدم وساق وعبارة عن سباق مع الزمن , يتم بعدة وسائل وطرق خبيثة , وعلى رأسها سياسة الترغيب والترهيب , والعصا والجزرة , وتقديم كافة الاغراءات المادية والمعنوية لقادة وساسة زسادة  وشيوخ عشائر هذه المحافظات , أما في غرب وشرق وشمال العراق ذات الأغلبية السنية فالوضع مختلف , حيث تتم هناك وبشكل رسمي منذ حزيران عام 2014 عمليات قتل وإبادة وتهجير منظمة وممنهجة للعرب السنة , وعمليات حرق وتدمير للمنازل والممتلكات والأراضي الزراعية وحتى المواشي , بحيث أصبحت محافظات بعينها كانت بالأمس القريب عامرة بأهلها وبمؤسساتها الحكومية وبناها التحتية والفوقية أثر بعد عين , بحجة وباسم وتحت يافطة مقاتلة الإرهاب الداعشي الإجرامي الذي جاءوا به للعراق مع سبق الاصرار والترصد .السؤال واللغز المحيّر أيضاً .. هو أن الشعب المسلم الوحيد الذي يُحيي ما يسمى بمناسبة الأربعينية سواء للمتوفي من عامة الناس أو ما يطلق عليه ” إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *