مستويات القراءة النقدية

مستويات القراءة النقدية
آخر تحديث:

عبد علي حسن

سأحاول فيما يأتي من سطور تقديم تصور او رؤية مقتضبة لمستويات القراءة النقدية للنصوص الأدبية التي تتضمنها الدراسات والمقالات النقدية المتسيدة للصفحات الثقافية في الصحف المحلية وكذلك في الدوريات الثقافية العراقية ..فمن خلال المتابعة المتواضعة لهذه الدراسات والمقالات ولمدة ليست بالقصيرة ،ربما تمتد الى بدايات الاهتمام بالمناهج النقدية الحديثة واعتمادها في تقديم وجهة نظر نقدية للمنجزات الادبية السردية منها والشعرية ..وقد وجدنا ان ما يشيع من آراء يتم تداولها في الوسط الثقافي حول تدني المستوى المعرفي للمقال النقدي وخضوعه لمعايير تبتعد بهذا القدر او ذاك عن المعايير النقدية العلمية والمنهجية التي تسهم في تقدم المشهد الثقافي..
اقول ان ما يدور في الاوساط الثقافية فيه الكثير من الصحة والموضوعية ..لذا وبعد معاينتنا لهذه النقود وجدنا انها تتوزع بين ثلاثة مستويات .وهي:-
1. المستوى الأول يقدم قراءة رصينة تحيط بالمنجز من الناحيتين المعرفية والجمالية وموفيا حق المنجز في تحقيق الجديد والمتميز وفق منهجية علمية تخضع لحيادية تامة في عملية التحليل والتقييم .ولعل مثل هكذا جهد يتطلب من الناقد الموضوعية والمعرفية المتضمنة لحصور المنهج النقدي والمقدرة في استخدام المنهج وباجتهاد في التطبيق والتحليل الاجرائي للمنجز المنقود . وبالإمكان تأكيد قلة هذه الدراسات في المشهد النقدي العراقي المعاصر ..خاصة بعد صدور العدد الكبير من الصحف والمجلات التي تحتاج المقالات النقدية وكذلك صدور العدد الكبير جدا!! من الدواوين الشعرية والروايات والمجاميع القصصية مما يتطلب تغطية نقدية تتناسب وهذا العدد ..وهو ما دفع الصحف والمجلات الى القبول السريع وغير الممنهج للمقالات النقدية .
2. المستوى الثاني ينهض بمهمة مس اﻻمنجز من الخارج دون الغوص والتعمق في حيثيات تكوين النص والكشف عن المناطق البعيدة عن الرؤية السطحية .ولعل هذا المستوى يعد الساىد في اغلب المقالات والدراسات المعتمدة على انطباعية وذوقية في تلقي النص على الرغم من معرفة الجميع بعدم جدوى هذه القراءة التي تقف عند حدود المظاهر الشكلية والمضمونية المألوفة والسائدة ومثل هذه القراءة لاتسهم في تقديم نقد موضوعي مؤثر على مستوى تقدم المنجز او اثراء المشهد النقدي لعدم حضور المنهج وغياب الرؤية الموضوعية .
3. المستوى الثالث وهو تقديم رؤية مكررة ومعادة وصدى لقراءات أخرى سواء كانت ضمن المستوى الأول او الثاني ..ولاشك بان هذه القراءة لايعتد بها كقراءة فاعلة ضمن القراءات النقدية لانها لاتتضمن رؤية متفردة وقراءة خاصة .
مما تقدم ذكره باختصار نستنتج بان النص النقدي هو نص ابداعي يتوفر على قدر من الموهبة والقدرة على اكتشاف موجهات النص الابداعي الجمالية والمعرفية خاصة اذا كانت هذه الموهبة معززة بقدرة على استخدام المنهج النقدي في التطبيق الاجرائي.ونرى ان المستوى الاول من هذه المستويات هو ما ينبغي ان يسود في الدراسات النقدية اذا ما اردنا أن نقدم خطابا نقديا مؤثرا في تقدم المنجز الابداعي أيا كان جنسه.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *