الطائفيةُ والعشائرية..وباءٌ جديد يضرب العراق مجدداً

الطائفيةُ والعشائرية..وباءٌ جديد يضرب العراق مجدداً
آخر تحديث:

 

  عبد اللطيف الزيدي 

ساكنةً صامتةً باردةً ، هكذا تكون نهاية معظم العراقيين على يد من لايرحم ولا يعرف من “الدين” شيء ، تفجيرات هنا وإشتباكات عشائرية تجري هناك، هكذا هي الصورة اليوم في بلاد الرافدين بعد ثلاثة عشر عشر عاماً على دخول قدم المحتل إليه ، لتنهي عهد “الديكاتورية” وتبدأ” عهد الديقراطية” كما يحلو للبعض تسميتها، اما البعض الاخر يعتبرها “يوم النكسة” وبدأ مرحلة”تدمير حضارة عمرها الاف السنين”

 

التفجيرات التي طالت بيوت الله في ديالى المختلطة عرقياً ومذهبياً لكن الجميع يعلم بأنها ذات الاغلبية”ألسنية”الساحقة ما هو إلا دليلٌ واضح على هشاشة الوضع الأمني وقدرة المليشيات والمتطرفين على القتل هنا وهناك، مع ان الجميع استنكر هذه الحالة لكنها لم تكن الاولى ولن تكون الأخيرة.

المرجعية”الدينية”وعلى لسان مهدي الكربلائي حذرت وبشده “من تداعيات خطيرة لتلك الاعتداءات على السلم الاهلي والاسري المشترك في المدينة ،وحمل في ذات الوقت القوات الامنية المسؤولية في حال تكرار الإعتداء”!

الشيخ الكربلائي نسى او تناسى ان هذه الاعتداءات لم تكن الاولى، وكان الاجدر ان يطالب القوات الامنية بإلقاء القبض على المجرمين وتسليمهم للعدالة، نعم الجناة الحقيقيين،لا ان يتم القاء القبض على مدنيين من نفس “الطائفة”التي تباد هناك ويتم تسليمهم على انهم الجناة.

وفي خطبته حذر ايضاً بضرورة عدم السماح بوجود مسلحين خارج اطار الدولة ،لانهم يهددون المواطن وأمنه، في حين ان ديالى وخصوصاً المقدادية مسيطر عليها من قبل جهات يعرفها حق المعرفة ومعروف قادتها .

التفجيرات التي طالت مساجد المقدادية ما هي إلا إمتداداً لتفجيرات بغداد الجديدة والتي استهدفت المدنيين العزل في مول تجاري ليس لهم ناقة ولا جمل، سوى ان المول التجاري هو ملك “حاكم الزاملي”كما يقال ، وأكد البعض ذلك.

ابن ديالى ورئيس اعلى سلطة تشريعية في البلاد سليم الجبوري هذا الرجل الذي فاز بمنصبه كنائب قبل ان يكون رئيساً جاء نتيجة تحدثه بمظلومية اهله وبأنه من سيعيد الحق لاهله في ديالى ، لكن الأيام اثببت بأنه اضعف بكثير من أن يقوم بذلك.

ما قام به الدكتور سليم الجبوري وكعادته هو التهديد بتدويل قضية مدينته بسبب عجز ما سماه “الحكومة” عن حماية المدنيين، وهو يعلم يقيناً بان الحكومة لم تقم بأي شيء يذكر .

ما جري في ديالى يعد ناقوس خطر يضرب أمن العراق المفقود أصلاً، ويجب وضع النقاط على الحروف وإعادته الحق لأهله وإبعاد المدينة عن الاحزاب السياسية وضرورة إعادة التعايش السلمي بين مختلف الطوائف .

مدينة البصرة”الفيحاء”هي الأخرى لم تكن بعيده عن اعمال الثأر ولكن هذه المرة بين أبناء العشائر هناك، بما يفتح جبهة جديدة للحكومة لمواجهة الخارجين عن القانون، لان ما لم يحل الموضوع سلمياً سيحدث ما لا يحمد عقباه بحسب اهل البصرة أنفسهم.

النائب السابق عن البصرة وائل عبد اللطيف واصفاً الانفلات الامني في المحافظة بأن البعض”استغلوا الحشد الشعبي واخذوا يمارسون اعمالهم باسم الحشد وبالتالي بداو يحصلون على الاسلحة ويبتزون المواطن هناك “

كلام السيد وائل عبد اللطيف يؤكد وبما لا يقبل الشك سبب تخوف”السنة”وبعض الشيعة من فكرة الحشد الشعبي وماذا سيكون دوره بعد القضاء على داعش وامكانية السيطرة عليه لانه يقوم بإعماله خارج اطار الدولة.

هذه التصريحات وغيرها تم تاكيدها بعد ارسال الحكومة لفرق عسكرية مدرعة من الجيش والشرطة وطائرات هليكوبتر لحفظ الامن في المدينة النفطية الكبيرة ، ولنزع فتيل القتال”العنيف”الذي حدث بشتى انواع الاسلحة بين العشائر “الشيعية”ألمتنافسة هناك.

امام السيد العبادي موضوع شائك وواسع ومتشعب ، فالعراق يمر بأزمة مالية وامنية من شماله إلى جنوبه ، ويجب اخذ كل ما يجري بجدية وإلى فأن العراق سيتشظى وينتهي ويقال كان العراق يوما ما…لا قدر الله

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *