العراقيون: نعم للعرب ولا للتدخل الإيراني بقلم د. عمران الكبيسي

العراقيون: نعم للعرب ولا للتدخل الإيراني    بقلم د. عمران الكبيسي
آخر تحديث:

شبكة أخبار العراق 

عراقيون في كل شيء لكن الحامض النووي عربي، عراقيون وكل قطرة دم عراقية فيها نكهة رز المشخاب العنبر وبلح البصرة، عراقيون وكل قطرة دم فيها عذوبة إكسير دجلة والفرات فمنهما ارتوينا ولكن الحامض النووي عربي، عراقيون وكل قطعة لحم وعظام مدينة لتراب العراق من عنة إلى البصرة، ومن زاخو إلى الرطبة، فالحامض النووي في كل ذرة من تربة العراق عربي، وحين عانق الفرات دجلة والتقيا كانت الولادة “شط العرب” وحين قبلت عذوبة شط العرب ملوحة البحر كان “الخليج العربي”.

عراقيون ولا نهوى الا القهوة اليمنية العربية، ولا نشد الرحال إلا إلى ثلاث عربية: بيت الله الحرام بمكة المكرمة، ومسجد الرسول الأعظم بالمدينة المنورة، والمسجد الأقصى بفلسطين قبلة الإسلام الأولى، عراقيون قلبا وقالبا، وبلاد العرب أوطاننا، من الشام لعمان، ومن تونس إلى قطر، ومن مصر لوهران، فلا غاز يفرقنا ولا حد يباعدنا، لسان الضاد يجمعنا بغسان وعدنان. فما بال الموالين من أحفاد المجوس يعيروننا بالولاء للسعودية ومصر وقطر والبحرين، وإن ذكرونا خبثا بأيام الحصار والاحتلال وسنين أذابت الشحم، وأكلت اللحم، وأنقت العظم؟ نقول لهم خسئتم، يبقى الحامض النووي عربي، وليفهم أحفاد كسرويه، العرب لا ينتقمون من أنفسهم، قومي هموا قتلوا أميمة أخي.. فإذا رميت يصيبني سهمي، يريد المرجفون الصفويون بمكرهم دفع العراقيين لنبذ العرب، ليتجهوا نحو قم وخراسان، ونسوا من ثوابت العرب التي لا حياد عنها: بلادي وإن جارت علي عزيزة.. وقومي وإن ضنوا عليّ كرام، نعم للسعودية ولا لإيران وليخسأ الخاسئون. فالتفكير الايجابي لا تتجه ردود فعله إلى الإنسان وإنما نحو أعماله تحمد أو تقبح، فمن حق أبناء العشائر العربية في الموصل ان تحمد للسعودية ولغيرها مساعدتها، ان وقفوا مع حقهم العادل في الثورة ضد الظلم، وإذا كان لأي من الدول العربية موقف لا يتسم بالإيجابية من العراق يوما ما، فردود فعل العراقيين لا تتأثر بعلاقتهم الإيجابية الثابتة بإخوانهم العرب، المواقف والأحداث لا تقصي العربي عن العربي، في الشام أهلي وبغداد الهوى وأنا في الرقمتين وفي الفسطاط إخواني، وإذا كان لابد من الإقصاء، فالأولى أن تقصى إيران التي حاربت العرب في الماضي، وحاربتهم في الحاضر، وتعد العدة لمحاربتهم مستقبلا.

نحن العراقيون نقولها للمالكي ولحكام إيران الملالي، ونعلن لكل العالم اليوم وكل يوم، وعلى رؤوس الأشهاد نعم لأشقائنا في السعودية ونعم لقطر ونعم للبحرين ولكل العرب من المحيط إلى الخليج، ولا للتدخل الإيراني، ولا لتركيا، والبادئ اظلم، إلا إذا صلح الشأن فهم شركاؤنا في الدين، والإنسان اخو الإنسان إن لم يكن في الدم والدين فنظراء في الخلق كما يشير الإمام علي لا أكثر ولا أقل، ونتمنى أن يقدم العرب المساعدة لإخوانهم ثوار العشائر ويقبلها العراقيون بامتنان شاكرين مكبرين ونشد على الأيدي، وإذا أخذنا أو أعطينا لا عمولة ولا عمالة، نحن امة واحدة، لا غدر ولا ثأر بيننا، تواصلنا واجب بلا فضل ولا تفضل، وليمت الحاقدون بغيض طائفيتهم. وإذا عاد الابن الضال إلى أحضان أمه وأبيه ودموع التوبة فعلى الرحب والسعة بداعش، من دون أن يتحمل الثوار وزر ما سبق، العراقيون لن يتخلوا عن أبنائهم، وساعة انطلاق الثورة أوان للعفو والمغفرة، ولتكن لحظة التلاحم وتطهير الموصل وصلاح الدين من حثالات الطائفيين وتحرير ثمانية آلاف سجين ومعتقل بينهم ألف امرأة، تكفيرا لما سلف.

إن من فرق العراقيين وشتت شملهم هم الطائفيون المالكي بحزب الدعوة والفضيلة وحزب الضلالة وعصائب الباطل ومن دار حولهم، وهم من تسبب بخروج داعش، هم من سن قانون اجتثاث البعث ومادة أربعة إرهاب وسلطوها على العرب السنة دون غيرهم، وأنكروا عروبة العراق بالدستور، ونصحوا بريمر بحل الجيش المهني، وأثاروا الفتنة المذهبية، وشرعوا القتل والإعدام والاغتصاب والاعتقال على الهوية، حتى “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ”، الحج 39.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *