العراق اولا …!

العراق اولا …!
آخر تحديث:

 

  فلاح المشعل

يخوض العراق معركة وجود ومصير وعلى شتى الجبهات ، جبهة “داعش” وجبهة الفساد والأمية الإدارية السائدة منذ عشر سنين ، وجبهات اخرى غير منظورة وابرزها الصراعات السياسية ،والمطامح الشخصية والشللية التي تحاول تمزيق ذات الأمة العراقية وتفتيتها الى تشرذمات طائفية وحزبية فاقدة الإرادة ومعدومة القدرة على التحدي . 

المعركة ضد “داعش”الآن تكتسب أولوية دعم واسناد من العراقيين كافة، فلا وجود للعراق(لاسامح الله)إذا نجح برنامج “داعش”الإجرامي في إبادة العراق شعب ووطن، ورغم ان هذه المعركة قد اصطحبت معها سلوكيات فساد بذات الوزن كما في ضياع اموال النازحين، وتلك التي انفقت على التسليح ومارافقتها في غاطس الصفقات …الخ .

 لكن المهم الآن، إدراك حقيقة ان كل شيء يمكن أن يعوض بوجود الوطن، ومن هنا نقول العراق أولا،واجدها مناسبة ان نذكر اجهزتنا التشريعية والقضائية والتنفيذية الى وعي هذه الحقيقة وتقدير خطورتها في العديد من الخطوات والقرارات الصادرة ، وخصوصا تلك الصادرة عن القضاء العراقي . 

ينبغي ان لاتكون احداث المعركة ضد “داعش” مناسبة لتصفية حسابات سياسية ، وفرصة للإنتقام من الآخر،واقصد هنا بالتحديد الحكام الصادرة عن القضاء العراقي بحق شخصيات سياسية ، وهي إدانات ذات جذور سياسية وصراع طائفي معلن للجميع . 

ربما ينبري من يقول ان العدالة يجب ان لاتؤجل دورها ، نحن مع هذا الرأي ، لكن القضايا المتحدرة عن ملفات سياسية وطائفية وهي كثيرة جدا ً يجب ان تتوقف الآن أو تؤجل لحين الآخر ، ووضعها على طاولة التفاوض السياسي ، ونجب القضاء الخوض فيها لن في ذلك تسقيط أخلاقي ومهني لوظيفة عين الله في الأرض…!

 ندعو لتأجيل قرارات الإعدام والإدانة لحين نهاية المعركة ، ذلك سياق تعمل به الدول والمجتمعات التي يدرك قادتها أولوية المهام الوطنية وسبل حماية الشعب والدولة من خسارة الحرب .

 اليوم جميع الطوائف والقوميات والمذاهب والمكونات العراقية بلا استثناء، تشترك بالمعركة ضد “داعش” وتقدم خسائر باهضة الثمن في غمار هذه الحرب القاسية والصادمة، وليس من المعقول ان تزيد محاكمنا (السياسية) من حمولة الوجع على الاخرين ، وتجعلهم ينسحبون من مواجهة العدو للتحوط من القرارات الفادحة التي تداهمهم من الخلف .

 ارجو ان تحظى هذه الرسالة بقراءة متأملة من لدن سياسيينا الكرام ورئيس البرلمان والقضاء والجمهورية ورئيس الوزراء ايضا، وجل ما اخشاه ان يقول بعضهم (( لست بقارئ )) ..!؟

 *[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *