حول أعتزال السيد مقتدى الـصدر .. و خطابـه اليوم …!!… بقلم هيثم القيم

حول أعتزال السيد مقتدى الـصدر .. و خطابـه اليوم …!!… بقلم هيثم القيم
آخر تحديث:

أستمعت ثلاث مرات لخطاب السيد مقتدى و بأمعان … ما قاله السيد في عموم الخطاب : 

1- تشخيص واقعي و شجاع لحال البلد و السلطة .
2- أقوى أنتقاد علني و صريح لأداء السيد المالكي من داخل التحالف الوطني.
3- تأكيد أصراره على قرار أعتزال العمل السياسي.
4- دعوته لأنصاره و مؤييديه بالمشاركة الفعالـة في الأنتخابات القادمــة.
و لكن هل يكفي ذلك لفهم خطوة الأعتزال و توقيتها …!!
تشخيص حال البلد و انتقاد اداء المالكـي يقتضي حسب المنطق الأستمرار بحشد جماهيره و التنسيق مع الكتل الأخرى لخنق فرصة المالكي بالفوز مرة ثالثة بكرسي الوزارة …!
أذن مالذي دفع السيد مقتدى لهذه الخطوة والتي توحـي بالعكس .. و بهذا التوقيت الحرج ..؟
جملـة واحدة بالخطاب أستوقفتـنـي كثيراً تلك هي : (( سأكون على مسافة واحدة من الجميع )).
نتذكـّر قبل شهور التـقى السيد مقتدى بأبن الشهيد الصدر الأول .. السيد جعفر محمد باقر الصدر .. بعد غياب طويل عن الواجهه الأعلامية .. وهو كما تتذكرون أول نائب أستقال من البرلمان الحالي في بداية دورته البرلمانية لأنـه أحترم نفسه و تاريخ عائلته و نأى بنفسه وبهذا التاريخ عن أن يتلـّوث بالقذارات التي لمسها السيد جعفر بعد فوزه بمقعد البرلمان …!
حسب فهمـي المتواضع لخطاب السيد مقتدى الصدر .. هناك رغبة ملحـّة و توجـه معقول منه لفصل الديني عن السياسي ..! بمعنى أن لا يكون السيد مقتدى هو الواجهة السياسية و الدينية للتيار الصدري في آن واحد .. و لكون التيار الصدري لم يفرز شخصية كارزمية يجتمع عليها أبناء التيار و من خارج التيار أيضاً تصلح أن تمثـّل الوجه السياسي للتيار ..و لأن السيد مقتدى لا يمكن أن يـُرشـّح للأنتخابات ، كان لـزاماً عليه أن يجد حلاً لهذه الأشكالية .. و لا يوجد أفضل و أنسب من السيد جعفر الصدر يصلح ان يكون الوجـه السياسي المدنـي النظيف للتيار الصدري و كذلك للشيعة عموماً .. و تاريخ السيد جعفر شخصياً لا تشوبه أي شائبة و عقليته مدنية متحضّرة .. اضافـة الى أن رمزيـته العائلية كونـه نجل الشهيد الصدر الأول تجعلـه مركز أستقطاب ليس لأتباع التيار الصدري فقط بل لأتباع حزب الدعـوة الذي أسسه الشهيد الصدر و الذي أعتقد أن الكثير منهم من المخلصين لآل الصدر قد ضاقوا ذرعاً بأداء حزب الدعوة و واجهته السياسية أئتلاف دولة القانون .! و في هذه الحالة سيكون السيد مقتدى الصدر الـوجـه الديني و المرجع الديني المباشر و التوجيهي للتيار الصدري و لعناصر التيار ممن سيدخلون المعترك السياسي القادم …! وفي نفس الوقت تكون خـطوة الى الأمام لفك الأرتباط بالمرجع الحائـري ..!
و قد تكون رغبة من السيد مقتدى الصدر لتصحيح الصورة السلبية التي تراكمت عن سياسيي الشيعة بأنهم فاشلون و فاسدون و لا يصلحون لبناء دولة ، و التي انعكست منطقياً على الشيعـة ككل ..!
شخصياً أتمنـى ان يكون السيد مقتدى يـُفـكـّر بهذا الأتجاه لكي لا يستفرد المالكي و كتلته على الصوت الشيعي تحت ذريـعة ( لـمن ننطيها ..! )

 

هيثم القيـّم
18 / 2 / 2014
[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *