حيدر العبادي هل تعرف الدولة العميقة؟‎

حيدر العبادي هل تعرف الدولة العميقة؟‎
آخر تحديث:

 

  هايدة العامري  

عندما تولى الدكتور حيدر العبادي منصب رئيس مجلس الوزراء كان رئيس الوزراء الوحيد منذ عام 2003 الذي نال الدعم المطلق من جميع مكونات الشعب العراقي أللهم ألا قلة قليلة من عشاق وعبيد نوري المالكي والمستفيدين منه وبعض المتطرفين من الشيعة الذين لايعرفون أن المالكي كان على أستعداد لضرب حتى الشيعة من أجل الحفاظ على منصبه وحيدر العبادي أستلم تركة نستطيع وصفها بأنها الثقيلة جدا جدا فالبلد ثلثه محتل من داعش وأخواتها والخزينة فارغة وخاوية بفضل المالكي وأعوانه وسياساته الخاطئة وفوق كل هذا وذاك الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة العراقية والذي أصبح نهجا وثقافة وأصبح النزيه والذي لايسرق هو ألاستثناء في هذه الدولة العظيمة التي أسمها العراق والتي كان يهابها ويحترمها الصديق قبل العدو والتي تمتلك جيشا كان يشار له بالبنان والقوة واليوم وبصراحة متناهية رثيت حال الدكتور العبادي لانه يتحمل مسؤولية ضخمة جدا وأولها الحفاظ على وحدة العراق من شماله لجنوبه وتحرير أراضيه المغتصبة من قبل داعش وأنهاء كل المشاكل الطائفية بين جناحي النسر العراقي وأقصد بهما الطائفتان الكريمتان الشعية والسنية ولكن هل سينجح العبادي؟

كما أسلفت فان العبادي يمتلك دعما شعبيا ودوليا لامثيل لهما والدعم الشعبي يتأتى من حقيقة أن لامناص من دعم العبادي في هذه المرحلة الصعبة لانه هو الامل الاخير في الحفاظ على وحدة الشعب والبلد ولكن العبادي مع حفظ الالقاب لن ولم ينجح مادام يظل متفرجا على أطراف وذيول ورؤوس  زرعها المالكي في البلد والتي تحتل مناصب عليا في أدارة الدولة تبدأ من مدير عام وتصل لحد الوزراء أنفسهم عدا الفئة الخطرة جدا وهي فئة رجال الاعمال وأصحاب رؤوس ألاموال والذي وصل بهم ألامر لتعيين من يشاؤون في الدولة العراقية وبمختلف المناصب وكل ذلك كان يعمل وفق منظومة فساد متراكبة ومتناسقة يديرها أحمد المالكي وأصهار المالكي وتبدأ بالنزول لتصل الى من يطلق عليهم سنة المالكي وهولاء هم ألاشد خطرا لانهم أولا باعوا أبناء جلدتهم وثانيا لانهم يعتقدون أنهم لم يسرقوا ويكنزوا المال الحرام من موارد الدولة لإان بقائهم في الخارطة السياسية وألاقتصادية العراقية سيكون في خطر

هذه المنظومة التي أشرنا أليها نستطيع بتسميتها بالدولة العميقة وهي ليست من نسج الخيال بل هي حقيقة موجودة وكانت تعين السفراء والوكلاء وتفعل مايحلوا لها وتمتلك قابلية تغيير القرارات وأصدارها وأيقاف تشريع القوانين التي تضر بمصالحها وأفراد الدولة العميقة كان يعيشون ويغرفون بأموال الموازنات ألاتفجارية كما يسميها المالكي والتي لم نرى لها شيئا على أرض الواقع الخدمي وألاستثماري وهم يدينون بالولاء المطلق للمالكي لانه هو من أطلق يديهم في سرقة المال العام والخاص وتجد من بين هولاء الضابط الذي كان يجني مئات الملايين من الدنانير نتيجة أحتضانه للفضائيين ونتيجة سرقته للاموال المخصصة للوحدات العسكرية من أرزاق ومحروقات وتجد بين هولاء المدير العام الذي قد تكون شهادته مزورة وبفضل المالكي وأفراد دولته العميقة نال منصبا وتمتع بألامتيازات وألايفادات وهو كان شخصا نكرة فكيف لايصل مثل هولاء ألاشخاص لدرجة العبودية للمالكي وتخريب البلد من أجله ومن أجل ضمان عودته للمنصب الحلم كرئيسا للوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة وللعلم فأن ألاغلبية الساحقة من الدولة العميقة متورطة في ملفات فساد ولكنها كانت تتمتع بحماية من المالكي والسؤال ألان كيف نشأت فكرة أنشاء هذه الدولة العميقة في رأس المالكي؟

في أحد ألايام كان رئيس أحدى السلطات الحاكمة في البلد جالسا مع المالكي ورئيس هذه السلطة كان يتميز بأنه كان يعيش في البلد ولم يخرج منه وكان المالكي دائما مايسأله عن الشعب وأحواله وكيفية الحفاظ على سلطة المالكي الشخصية والسياسية فكانت النصيحة من رئيس السلطة المشار أليه بأن صدام حسين كان يحكم البلد بالحزب وبالوظائف وألامتيازات وكان يغدق على محبيه ومؤيديه بالمال والبيوت والسيارات وخلاصة الكلام لرئيس هذه السلطة كان مادام المال بيدك وتستطيع منحهم المال والمنصب والجاه فأنك ستسيطر على البلد وكانت هذه النصيحة التي أصابت المالكي في مقتل

لقد سمع المالكي النصيحة وتوجه لعسكرة المجتمع وجعل سلطة الجيش والقوات ألامنية فوق كل السلطات فوجدنا الكثير من الحالات التي يتم بها أهانة الطبيب وألاستاذ الجامعي والصحفي عند سيطرات قيادة عمليات بغداد وأما أن كان الشخص سنيا وتلاسن مع الجندي الواقف بالسيطرة فأنه سيتحول لارهابي وبقدرة القادر ويتذكر الجميع كيف كانت تلفق التهم وكيف تتم ألاعتقالات العشوائية ناهيك عن دعم مليشيات معينة نكاية بمليشيات أخرى تتبع خطا سياسيا يعارض المالكي وتوجهاته

وفعلا طبق المالكي كل هذه ألامور وقام بتكييف كل مصالح الدولة لشخصه عبر التغاضي عن الفاسدين والسراق ماداموا يوالونه وأتذكر حديثا للمالكي عندما سئل عن معاييرالتعيينات في مناصب الدولة وهل ألاولوية للكفاءة أم للولاء فكانت ألاجابة الصادمة للجميع هي الولاء قبل الكفاءة ولاتهم المالكي الكفاءة  مازال الشخص من الموالين للمالكي وهذا الشيء هو الذي دمر البلد وأوصله الى ماهو عليه ألان وهنا يحضرني قول مسؤول أميركي قابل المالكي أثناء فترة تشكيل الحكومة عندما قال له لقد أردنا أن نصنع منك دكتاتورا قويا ولكنك لم تعرف كيف تصبح دكتاتورا وفشلت في ذلك وستناول بالتفصيل كافة التفاصيل التي تخص الدولة العميقة وكيف وصل ألامر بها لحد القتل من أجل المنصب ومن أجل المالكي وحمى الله العراق والعراقيين

 

*[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *