شذوذ الفيس بوك …!؟

شذوذ الفيس بوك …!؟
آخر تحديث:

  فلاح المشعل

الفيس بوك بعض إنتاج حضارة الغرب ، الذي استبدل اطروحات الفلسفة والفنون والآداب والثقافة بتقنيات تستند الى العلوم ، في أرفع مبتكراتها التي لم تزل تطوف في عالم الخيال لدى شعوبنا .

الفيس منحى للتواصل الإجتماعي عند الغربيين بعد تعذر لقاءاتهم اليومية، بهدف تمضية الوقت ، كما هي عادة شعوب شرقنا ،حيث تنعدم مهارات استثمار الوقت ، وهنا يكون مظهرا لثورة الإتصالات التي تعطي خدمة إجتماعية نوعية لمستعمليه .

الأفراد الغربيين ينأى الكذب عن قاموس سلوكهم ،ولايمنحهم اليوم الإنتاجي فرصة لإضاعة الوقت في قضاء ساعات طويلة بالجلوس الى جهاز االكومبيوتر في تقليب صفحات الفيس ، أو توظيفه في ممارسات نصب وتمثيل ، أو استخدام اسماء مستعارة بهدف شتم هذا او ذم ذاك ، بخلاف مجتمعنا الذي صار ينقل امراضه الإجتماعية وأوبئته السلوكية وعقده الذاتية ن لهذا الموقع الذي جعل العالم أريكة واحدة .

الفيس يلقي ضوءا مكثفا ً على مظاهر السلوك الإجتماعي وصفاته ، فهنا مثلا الأسماء المستعارة تكاد تكون استنساخا ً محدثا لإنموذج المخبر السري، أو وكيل دائرة الأمن والإستخبارات، يظهر صاحب الأسم المستعار ليشتمك أو يعطي معلومات كاذبة بهدف تسقيط ذاتي أو تشويه سمعة وأخلاق الآخرين،وفي هذا تكريس لسلوك النفاق الإجتماعي وترويج لثقافة الإشاعة والأكاذيب .

استخدامات تناقض الهدف الذي كرست أرفع العقول العلمية جهودها لإبتكاره،ليكون في خدمة مزاج الإنسان وراحته وكذلك في معرفة ماتجود به حقائب الاخبار والمعلومات المتجددة ، وما تشع من أفكار

 نماذج أخرى تعكس العاهات المرضية لدى مستخدمي الفيس في العالم العربي ، فهذا يطلب صداقة تحت عنوان فتاة ، ويبدأ الحوار بإعجاب وتمثيل حب مخادع وينتهي بالسخرية ومشهد إحراج يصطاد العديد من المستخدمين ببراءة أو الباحثين عن حب وهمي ، بعضهم يستثمر هذه الحالات للإبتزاز المالي والتهديد والنصب اللاخلاقي .

 الفيس بإعتقادي وجد لمجتمع آخر غير المجتمعات المتخلفة والضاجة بالعاهات المرضية والسلوكية، كما هو مجتمعنا العراقي حيث تنتشر الأكاذيب مع الهواء ، ويصبح التزوير شيمة وفخر، وتشبع مناخاته بالإشاعات ومناهج البطش الأخلاقي، وتكرس ظاهرة إغتيال السمعة وتشويه الحقائق بكونها الحالة الطبيعية السائدة ..!

 شخص ينبثق بفهلوة متقنة ليصبح سياسي المرحلة ، تلفيق إنتهازي يثير الإعجاب عبر كلمات فيسبوكية يكرس لها زبائنه تحت اسماء نسوية ، وآخر يلطش مايكتبه الآخرون ويعيد وضعه بجمل وصياغات أخرى ، وثالث يروج لصوره مع سياسي الصدفة معتبرا ً ذلك صفة شرف وعلامة فارقة ..؟؟

 شخص ينشر صور قبور موتاه أو وجوده في مجلس فاتحة أو وليمة طعام مقززة ، وكثيرون تكتشف عبر الفيس، ان عاصفة الإيمان الطائفي قد غطتهم ، فراحت تنتشر صورهم عند اضرحة الأئمة، وتحتها هذه الجملة المكررة ( رزقنا الله بزيارة ……… …. )، ولانعرف لماذا لم يرزقهم الله قبل انتشار ثقافة الطائفة أو هذه المواسم…؟

 استخدام الفيس لدى الغالبية في مجتمعنا يترجم ظواهر العقد الإجتماعية والأمراض النفسية المتوغلة عند المستخدمين،بل ان بعضهم تطغي عنده روح الشيطنة الإعتراضية فيشتم المقدس، ويبيح المحظور أخلاقيا ً، ويسيء لمجتمعات وأمم ويصفها بما لايليق، وهنا يصبح الفيس منعطفا ً آخرا في الإساءة للعلم، ومغاير لوظيفته الإجتماعية .

 *[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *