في المحبة ننتصر

في المحبة ننتصر
آخر تحديث:

 

  سعد الكناني  

في البداية نبارك أبناء شعبنا الأبي، وقواتنا المسلحة الباسلة بالانتصارات النوعية على الإرهاب الأسود “داعش” إذ استطاعت قوات الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الارهاب وأبطال الحشد الشعبي والعشائر من كسر موجات الظلام الحاقدة على صخرة الشجاعة الأسطورية للقوات العراقية والحشد الشعبي البطلة وهي تحرر التراب العراقي من الزمر الشيطانية الإرهابية في قواطع عمليات ديالى وصلاح الدين والانبار. هذا الإنجاز  هو حلقة من حلقات القضاء على الإرهاب  الأسود وقبّره ، ليفشل مشروع تقسيم العراق ان شاء الله. 

وبينما أنا في حالة تأمل وأسألُ نَفسي.. متى نتخلص من الفتنة  والفساد والارهاب؟.. ومتى نعيش في أمان وسلام ومحبة ؟.. ظهَر أمامي فجأةً ..رجل كبير بلحية سوداء!!…سألته فورا ..من أنت ؟ لم يرد…ثم سألته.. من أنت؟ لم يرد ايضا ..وفي الثالثة سألته Who are you? .. فأجاب فوراً..” أنا الضّمير الجمعيّ”..وقال لي هل تتمنى الخلاص من الفساد والظلم والإرهاب؟، قلت له نعم وفوراً.. قال لي “خذ ثلث من أموال المسؤولين ووزعها على فقراء العراق ليتطهروا مما لحق بهم من آثام ..والسعي إلى نزاهة القضاء والتثقيف على الحوار المجتمعي وإصدار تشريعات المحبة والوئام” . 

ولكن ..رغم هذه الحتوتة ، التي اقصد من ورائها الكثير من المعاني والمفردات لانها تمثل امنية كل مواطن عراقي شريف ، لا زلنا نراهن على أصلاء الوطن بمختلف مكوناتهم ومواقعهم في السعي لبناء مجتمع نظيف خالي من الفساد والظلم والتطرف والإرهاب ، علينا ان نعزز الحب والتآخي بين أبناء المجتمع العراقي ، وعلى الجميع مغادرة عقد الماضي وحلقات الحقد والكراهية ، ليس لأنها واجب وأمر إلهي، بل أنساني وأخلاقي ووطني،ومن يفتخر بانتمائه الى آل محمد(ص) عليه ان يكون أول المغادرين لهذه العقد وأول الساعين إلى التسامح والعفو والصفح والمحبة لأنها من منظومة أخلاق أهل البيت عليهم السلام،  وهكذا تبنى مجتمعات الأمان والاستقرار والتطور، وبالتالي لاداعي إلى وثائق ومؤتمرات “الشرف” الخالية من الشرف أصلا . 

المطلوب ألان تفويت الفرصة على مشروع الفتنة ومشروع تقسيم العراق من خلال تلاحمنا. علينا جميعا ان نكون في مستوى المسؤولية الأخلاقية والشرعية والوطنية كي نحافظ على وطننا وشعبنا ومقدساتنا وشرفنا ما دمنا نتشارك في مقاتلة عدو واحد . ومن هنا اقول :ليس هناك تعارض بين التزام الحكومة بعمليات التغيير المطلوبة من قبل الشعب العراقي وبين المحافظة على قدرة قواتنا المسلحة في حماية البلد ومواجهة التحديات‏..‏إن التاريخ يؤكد دائما أن عزة العراق من عزة  شعبه وقواته المسلحة تحت راية وهوية واحدة جامعة فقط .. هو”العراق”.‏ 

‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، إن المحبة وتحقيق السلم الأهلي  يأتي من خلال التراحم  وعفا الله عما سلف وبناء دولة المؤسسات لا دولة “المحاصصة والتطرف والفساد” ،وإنني أجزم أن هذا الضجيج والتدافع  بين مكونات العملية السياسية لا يمكن أن يُروَّض إلا بالمحبة، وأحسب أن من الأولويات التي ينبغي أن يتصدى لها “الدعاة والمصلحون” خصوصا من قادة التحالف الوطني هو إشاعة المحبة بين أبناء الشعب العراقي وتوثيق أواصر الإخاء، ونقول لكل سياسيو العراق: إقرأوا تاريخ المجتمعات الغير إسلامية”الكافرة”، كيف تحولت هذه المجتمعات “المتباعدة” إلى مجتمعات تملؤها المحبة والتعاون والبناء والتطور، ويسودها الإيثار، وبعد تحقيق هذه الأمنية ،أنا متأكد أن “الضمير الجمعي” لن يقبل بسؤالي ..Who are you? ..لان المحبة انتصرت.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *