قرقوزيات آخر زمن !! بقلم شاكر الجبوري

قرقوزيات آخر زمن !! بقلم شاكر الجبوري
آخر تحديث:

يعيش العراق وضعا خطيرا بكل ما تعنيه الكلمة من تحذيرات شديدة اللهجة، فهناك نحت مؤدلج في الصخر لجر البلاد الى حرب أهلية، أو على أقل تقدير خلط الأوراق الطائفية بطريقة أخطر مما حدث عام 2006، وذلك من خلال حشد الخوف في النفوس وتأجيج مشاعرالمظلومية والعدائية، وكأنهم وصلوا الى نقطة اللاعودة مع التاريخ وأواصر أخوة العراقيين، فيما الحكمة تدعو الى صفحة مختلفة يتم فيها تجاوز أخطاء الماضي، وطي ملف المهاترات والتحقيقات والجنائيات، شرط  الا يكون أصحابها من المتورطين نزف دم الطاهرين في العراق.

العراق لم ولن يكون ضيعة لفريق دون غيره،  مهما علت الأصوات وبحت خناجر الخائبين، وهذا البلد معروف بتسامحه لذلك تتعايش على أرضه كل الأديان و الطوائف، في خصوصية اختارها العزيز القدير لهذا البلد تكريما له واعتزازا بأخوة شعبه، ومع ذلك يطل علينا نصف هلال سياسي غير منيرأصلا، يريد تفصيل العراق على هواه متحزما بوهم الأقلية والأكثرية، أو جهلا منه بأن العراقيين لم يتعودوا العيش بين الكهوف ولا يحبون الظلام، لذلك يعشقون بنفس الكلمات ويتبادلون ذات المشاعر، و الأكثر بهجة انهم يكرهون العملاء ويرفضون طاعة الغرباء، وهو ما يبرر فشل غالبية السياسيين في المحافظة على وجودهم الا بتخندق عرقي و مذهبي، وهي نقطة الفراق بين الوطنية و التبعية المزمنة.

ونحن لا نتهم أحدا، ولا ندعي وطنية أكثر من غيرنا، لكن الخوف من تسارع خطى الدمار نحونا، هوما يفرض علينا تأشير الخلل، لأن البعض يحاول ربط مصير العراق بمفاجئات غيره، وهو ذات الفريق الذي كان يأخذ على النظام السابق اهتماته العربية والقومية، التي يؤدلجها الجماعة اليوم  طائفيا، بينما كانب بالأمس شاملة، وفي الحالتين هناك ظلم غير مبرر يتحمله العراقيون، ما يفرض على عقلاء الوطن، بكل عناوينهم ومرجعياتهم،  رفع كل الكارتات الحمراء بوجه الدافعين نحو خراب البصرة!!

يسمعونا كلاما منمقا يطرب المسامع ويتصرفون على الأرض بما يتقاطع معه جملة وتفصيلا، منذ 10 سوات ونيف والعراق يزحف على بطنه، فساد بكل الاتجاهات، ملفات تنتظر الشركاء قبل الأعداء، وخلافات تجاوزت مرحلة كسر العظم، لأن البعض يجمع حطبا لعينا لحرب أهلية يعتقدها ملاذه الأخير، وطرف ثالث ينتظر على التل هذه المذبحة، لا سمح الله،  كي ينقض على الغنائم مرة واحدة، ومع ذلك يقولون أن ديمقراطية العراق محسودة من دول الجوار لذلك يحاولون ذبحها!! تفسير فاشل لنظرية لم تلد أصلا.

ونحن نقولها بوضوح ان المراهنة على طيف واحد هو ذكاء الحرباء بلا منازع، كما ان التخندق وراء الطائفة أو المنطقة جريمة لا تغتفر، وأن الذي يحشد لفتنة أهلية متهم بجريمة انسانية، وان الذي يصنف المطالبات بالحقوق بالأجندات الخارجية فيجب احالته الى القضاء بتهم الحنث باليمين واثارة النعرات العرقية، وان الذي يتمشدق بالأغلبية العددية تنتظره محكمة العدل بتهمة التمييز العنصري، بعبارة أخرى فان كل متجاوز على حرمة و وحدة العرا ق و شعبه يجب ملاحقته على مختلف المستويات، فهم راحلون  والعراق باق!!

لقد  تجاوزالسياسيون كل حدود الله في حرمة العراقيين، شعب يرفع صوته بوطنية عالية فلماذا يحاولون خنقها طائفيا ومناطقيا؟ شعب يريد العيش في وطن يحكمه قانون وينظم شؤونه دستور غير مؤدلج، فلماذا تستفزهم هذه المطالب ، التي سبق أن تباكوا عليها كثيرا قبل عام 2003، وكم هو معيب الحديث عن أجندات خارجية تديم زخم المحتجين، أي اعتبار كل محتج أو متظاهر عراقي عميلا أو مرتزقا ، وهو الكفر بعينه، فهذا شعب يصبر لكنه ينتفض كالفينيق من بين حطامه منذ أيام ثورة العشرين، بالله عليكم ،اذا بقيت قطرة حكمة في العقول، الابتعاد عن حشر وطنية الشعب بزوايا غريبة عنه، ثم هل نسيتم أن غالبيتكم المطلقة لم تكن حتى تحلم بما وصلت اليه لولا أجندة الاحتلال!! فعن اية أجندات تغمزون؟ طائفيتكم سياسية بامتياز و ستندمون، فقد جفت الأحبار و طويت الصحف فاستعدوا للحساب، انكم اليوم في مواجهة تاريخ شعب لم تقرأوه أصلا، و لن تظلموه أكثر، فهذا وطن يتسع للجميع الا رهط المطبلين بمناسبة وبدونها..” قرقوزية” أخر زمن!!

شاكر الجبوري

[email protected]

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *