التقابل الزمني رواية مملكة البيت السعيد

التقابل الزمني رواية مملكة البيت السعيد
آخر تحديث:

محمد يونس

ارسطية العنونة والتعالق– تحيلك عنونة رواية (مملكة البيت السعيد) مباشرة الى مضمون ارسطي يؤطرها، وهي ترسم ايضا فضاء ايقاعه انيس، وتحدد بعد مكاني بدون ملامح مباشرة، بل عبر المفردة الاولى– مملكة – تكون هناك مستويات دلالية عدة، لكن تقريبا بمجملها لا تخرج عن مدار السمة الأرسطية، وهنا تمكن الوحدة الأشارية للعنونة، والتي هي تكون مرتبطة اساسا بمظهر العنونة، ورسم تصور بيني للمتن النصي، وطبعا هناك ابعاد احتمالية اخرى تحيل العنونة الى سياقات تأويلية عدة، لكن تبقى السمة الارسطية بمنطقها التصوري المحدد تحدد العنونة، ويكون البعد الاشاري المباشر، هو الوحدة الأساس التي تحيل الى بعد الاستدلال من خلالها.
أن ايقاع المكان في العنونة ليس محدد، بل هو يشير الى معان عدة، حيث برغم صيغة البعد الأشاري الأساس، يبقى احتمال مضامين عدة في العنونة، وهو مفتاح بألية كيان المكان مع ما يرتبط من علائق عبر وحدته الدلالية، وهو لعلاقته مع المدخل الاستهلالي يمثل بابا احاليا للنص ، مما يتيح للتسلسل الشكلي بلوغ معادلة وحدته الدلالية، وتبقى هنا صفة تمثيله المباشرعلى وحدتي التلقي العام والخاص بشكل مباشر،فهو ككيان مكاني واسع المضامين في مفردة – مملكة – يؤكد حضورا متنوعا للجانب التأويلي، وبرغم الفارق النسبي المضموني بين النص والعنونة، يكون للتلقي الشعور بأنهما مضمونيا متقابلان، والعتبة برغم ارسطية الطابعه ومثال واقعي، تكون مؤهلة للتقابل عبر شعور التلقي واحساسه.
أن عتبة رواية (مملكة البيت السعيد)، قد حققت تكاملها في البعدين المتقابلين الذاتي– الموضوعي، وبذلك كانت نصا تاما يقابل متن الرواية، وتلك الصفة بمجملها هي كانت بمثابة اتصال من جهة مع الأطار المعماري ، ومن جهة اخرى تمثيل استرسالي لكيان المتن، وطبعا هنا ستكون خارج توصيف الاشارة الضمنية، وذلك لوجود استقلالية عن المتن النصي مباشرة، وكان أن يتحقق الارتباط بين العنونة والمتن تدريجيا او مباشرا، وذلك عبر المستوى الاسترسالي الدلالي في النص الموازي.
الثيمة وتصور التفاصيل– إن ثيمة رواية (مملكة البيت السعيد)، تؤدي وظيفتها المعتادة التي عرف بها بناء الرواية، وهناك سمات وملامح تختلف في الاشارة والترميز، فنجد الرواية لا تبتعد عن ذلك الرأي ونتوافق مع هذا الرأي في مقصده، فأن الحبكة هي ليست بصورة بيانية، ولاترى أي ملامح للشخوص او تحديدا لهوياتهم، وهي مجرد وعاء ليس الا، وهي كما جدار عالي يحمي داخله كيان مركب من وجود بشري وامكنة، وقد قللت الرواية من صعوبة تناول الحبكة تقنيان عبر غنى من جهة بواقعيتها التامة، ومن اخرى عبر تنوع المواضيع وتعدد الأزمنة، وعلى مستوى تحليل الوظائف، فكانت تمثل المنحى العام في اطار النظري، وعلى وجه الدقة لابد من الاقرار بإن الرواية طورت الحبكة واعطتها دورا تقنيا، ذلك لآستغلالها التاريخ ليس بالشكل الإفقي التقليدي التسلسل، حيث تنوعت ايقاعات التاريخ، وايض تعددت مديات حضوره في اللحظة الانية للرواية، وكان لطابع الجدل الإفلاطوني دوره في اغناء الإفكار الحيوية، وكذلك كان هناك بيان نسبي من خلاله لملامح صراع ايدوجي، وحسنا فعل الروائي حنون مجيد من جعله نسبية بيانه النسبية بشكل منحسر، كي لاتطغى صبغته على روح الرواية، وهنا قد توازت كل المستويات بتوافق، وهذا ما يدعم توافق الثيمة والحبكة ويوسع توافقهما، وذلك التوافق ناجم عن قيمة لغة حيوية، تمثل اساسا وعي الروائي، مثلما تمثل تميز في نمظومتها في تحقيق التوافق دون ادنى تأثير قد يخل على كيانات الحبكة والثيمة، ويجعل التقابل غبر تاما.
الزمن الفيزيا/ حسي- إن التعبير السردي كان متعدد الوجوه في رواية (مملكة البيت السعيد) هي لم تكن ضيقة التفسير للزمن، بل هي تحيل الى مقصدنا في ما نسميه الفضاء الفيزا حسي ، حيث هناك وحدة زمن حيوية في اداء الفعل السردي، وأخرى تمث جانب اخرللزمن، ففي السياق التقليدي بمراحل التتابع السردي هناك(زمن فيزياوي)، وهذا الزمن مرتبط بالثبوتيات والفضاء الاجتماعي لرواية، فيما افكار الشخوص ومناحي الشعور، هي بزمن حسي في ارتباط احاسيسهم ومناحي التفكير أو ما يمثل ذلك، فكان الشخوص هم وحدات فيزياوية تتحرك عبر فعل سردي محدد الزمن، فيما شعورهم وافكارهم هي لاتمثل ذات الوحدات، بل هي وجه مقابل لها، ويمثل زمن يعطي لزمن الفعل السردي قيمة واهمية مضافة، وتلك السمات بتقابل زمن مع اخر مختلف معه، هي تتيح لنا عن تعدد ايقاعات الزمن بتناغم حيوي تمثلت به الرواية، وهناك كتلة فيزياوية كبرى هي الوجه الأساس، أما الوجه الثاني فهو وجه الأحاسيس والأفكار، والتي هي متحررة من السكون الزمني.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *