التيار الصدري والمجلس الاعلى يرتبان أوراقهما استعداداً للانتخابات التشريعية المقبلة

التيار الصدري والمجلس الاعلى يرتبان أوراقهما استعداداً للانتخابات التشريعية المقبلة
آخر تحديث:

 بغداد/ شبكة أخبار العراق- صعد نجم الزعيمين الشابين مقتدى الصدر وعمار الحكيم في الأوساط الشيعية والسنية، وهما يرتبان أوراقهما بشكل جيد استعداداً للانتخابات التشريعية المقبلة، في وقت يواجه رئيس الوزراء نوري المالكي انتقادات داخلية وإقليمية، تحمِّله أسباب الأزمات الأمنية والسياسية في العراق.ويشير التقرير ، إلى أن “الحكيم الذي يتزعم المجلس الأعلى الإسلامي والصدر الذي يتزعم التيار الصدري، وكلاهما ينتمي إلى عائلتين دينيتين شيعيتين، ويلبسان الزى الديني مع العمائم السوداء، أصبحا اليوم أكثر قبولاً بين الأوساط السياسية الحالية من نوري المالكي الذي ينتمي إلى حزب شيعي منظم لا يقوم على الزعامة العائلية ولا يلتزم أعضاؤه باللباس الديني، بل يلبسون البدلات الغربية مع ربطات العنق”. ويقول النائب عن كتلة “متحدون” عن محافظة الأنبار وليد المحمدي إن “التحالف بين الصدر والحكيم مستقبلاً وارد جداً لأن مواقف كلا الرجلين تصب في المصلحة الوطنية وهما يستنكران دائما تهميش السنة في العراق من قبل الحكومة”.ومن أبرز المتغيرات التي أفرزها الوضع السياسي في العراق في السنتين الماضيتين، ان الأحزاب الشيعية التي كان من الصعب التفكير باحتمالية تفكك تحالفها، أصبحت اليوم مشتتة حالها حال باقي الكتل.وأبرز معالم هذه المتغيرات يمثله الزعيمان الشابان مقتدى الصدر وعمار الحكيم، إذ استطاع الرجلان التواصل مع القواعد الشعبية من خلال التركيز على خدمات المواطن ومعاناته، على عكس باقي الأحزاب وتحديداً حزب “الدعوة” الذي يتزعمه المالكي الذي ترك المواطنين وراهن على التنافس مع باقي الأحزاب لانتزاع المكاسب السياسية.ونجح كل من الصدر والحكيم على رغم صغر أعمارهما وقلة خبرتهما السياسية في تحقيق مكاسب جيدة على مستويات عدة، أولها نجاحات كبيرة في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في 20 من نيسان الماضي، بينما لم تستطع أحزاب عريقة بقيادات ذات طابع كاريزمي من تحقيقها.ومثلاً فإن “ائتلاف دولة القانون”، حصل على 87 مقعداً في المحافظات الشيعية التسعة إضافة إلى بغداد.بينما حصل “المجلس الأعلى” لوحده على 61 مقعداً، كما حصل التيار الصدري على 58 مقعدا ما دفعهما إلى التحالف معاً ضد “دولة القانون” واستطاعوا انتزاع رئاسة أبرز محافظتين في البلاد وهي بغداد العاصمة، والبصرة المدينة النفطية جنوب البلاد، وربما يتكرر هذا السيناريو في تشكيل حكومة 2014.ويمضي التقرير الذي نشر تحت عنوان – سؤال “هل ينجح الصدر والحكيم بانتزاع حكومة 2014 من المالكي؟”، إلى القول، “إضافة إلى الإنجاز في المحافظات فإن كلا الرجلين اتخذ مواقف داعمة للسنة الذين يشعرون بالظلم والتهميش في البلاد، فمثلاً دعم الصدر التظاهرات السنية في الأنبار وباقي المدن، فيما اعتبر الحكيم ان التظاهرات حق مشروع إضافة إلى مواقفهما الإيجابية مع الأكراد”.ويرى التقرير أن “التحدي الآخر الذي واجه الحكيم هو أنه ورث كياناً سياسياً لا يمتلك سوى تسعة مقاعد نيابية في انتخابات عام 2010 بعد خسارة قاسية تلقاها من الناخبين”. لكن الحكيم نجح في هذه الاختبارات الصعبة، مستثمرا روح الشباب التي يتحلى بها في التواصل بشكل أفضل مع السكان الشيعة”.ويقول القيادي في “المجلس الأعلى الإسلامي” حميد معلة إن “الأخطاء واردة في العمل السياسي، والاعتراف بها أول خطوة لتجاوزها وهذا ما قمنا به كتيار سياسي ونجحنا بذلك بفضل جديتنا في العمل”.الحكيم بدأ أيضا في إستراتيجية سياسية ترتكز على خلق الأصدقاء لا الأعداء، فهو يلتقي القيادات السياسية والعشائرية السنية المؤثرة، بينما لم يقم المالكي بذلك، حتى إن الحكيم زار الأنبار عام 2007 والتقى زعيم الصحوة احمد أبو ريشة الذي يعاديه المالكي حالياً.بموازاة ذلك فإن الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر بدأ بسلسلة إجراءات سياسية تتناسب مع المتغيرات التي فرضتها انتخابات 2010 بعد حصوله على 40 مقعداً نيابياً.الصدر ابتعد عن التواصل مع قاعدته الشعبية ومؤيديه معتكفاً في إيران بين عامي 2006 _ 2012، عمد بعد عودته إلى العراق إلى التواصل مع أنصاره. التواصل يجري حالياً من خلال استفتاءات شبه يومية على موقعه الإلكتروني، كما أنه يجري انتخابات تمهيدية لأنصاره قبل المشاركة في العلميات الانتخابية سواء البرلمانية أو المحلية، لاختيار الأكفأ بينهم، فيما لا يتدخل الصدر في تعيين المرشحين.ومضى الصدر إلى أبعد من ذلك، وأعلن انه ليس من دعاة تشكيل الحكومات الدينية ولا ينوي من خلال نوابه في البرلمان أو المحافظين الجدد الذين ينتمون إليه في فرض الديانة الإسلامية.على المستوى السياسي فإن الصدر لا يتوانى عن توجيه الانتقادات اللاذعة لرئيس الحكومة نوري المالكي، وهو في مرات عدة وصفه بـ”الدكتاتور” كما اتهمه بتشويه سمعة الشيعة من خلال طريقة حكمه السيئة ما جعل الصدر مقبولاً لدى السكان السنة والأكراد، معتبرين موقفه شجاعاً وبعيداً عن التخندق الطائفي.ويخلص التقرير إلى القول إنه “في الوقت الذي كان الصدر والحكيم منشغلان بترتيب أوضاعهما الداخلية وزيادة زخم قواعدهما الشعبية وتطوير إستراتيجيتهما، كان رئيس الوزراء نوري المالكي يتورط في خلق جبهة عريضة من الخصوم والأعداء لا زالت تتزايد حتى إقليمياً”.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *