الذائقة الشعرية

الذائقة الشعرية
آخر تحديث:

حسين الصدر 
-1-
للشعر تأثيراتهُ السحرية على عُشّاقِهِ ومتذوقيه، وتتحكمُ ايقاعاتُه لافي قسماتِ وجوههم فحسب بل في حركاتِهم التي تبدو غريبةً في بعض الأحايين أيضا..!! كما انه يهّز المشاعر، ويُثير ألواناً من الاحاسيس وفقا لبراعات الشاعر وقدراتهِ الفنيّة في توظيف الأحداث
والمناسبات …
-2-
وأبناء الأجيال السابقة كانوا أكثر تفاعلاً مع الشعر من جيلنا المعاصر، فهم يقرؤونه ويحفظونه ويستشهدون به في أحاديثهم بشكل ملحوظ .
ولم يكن الشعر الحرّ قد غزا الساحة بَعْدُ، ومن ثم فالشعر العمودي هو السيّد دون منازع .
ورنينُ القوافي مسموعٌ في كل مكان:في الأفراح والأتراح، في الخُطب الدينية والوطنية،في الكلمات والمداخلات،في المنتديات والمجالس الأدبية والثقافية والاجتماعية .أما اليوم فالشعر يشكو الغربة بين أهلِهِ وفي أوطانه.!
-3-
من المؤسف حقاً أنْ تجد بعضَهُمْ يُحوّل “الشعر” إلى “نثر” مبعثر حين يقرؤه، حتى لكأنك تسمع (هندياً) بعيداً عن اللغة العربية وآدابها يقرأ مالا يَفْهَمَهُ ولا يستوعب معانيه ..!!
-4-
صحيح إنّ الحس الادبي قد تدّنى الى حدّ بعيد، ولكن ليس من الصحيح أنْ تشيع الأميّة بين أبناء العربية حتى تصل الى هذا المستوى المنخفض المؤسف .
-5-
وقد حاولنا في العيد أنْ نختبر الذائقة الشعرية عند الأحبة والاصدقاء ، فكتبنا تهنئة شعرية، حرصنا فيها على ان تكون (ألفاظها) مأنوسة بعيدة عن الغرابة، وأنْ تكون ” معانيها” واضحة سهلة الادراك .
وجاءت التهنئة على شكل (رباعية) نُشرت في صفحتنا الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي ( face book ) ليلة العيد .
واليك الرباعية:
قلبي أُقَدّمُه هديّه
 ومحبتي أندى تحيّه
ولقد بعثتُ لكم بِعِيد
    الفِطْر أغلى ما لديّه
فُزْتُم ويُهنِيكُمْ رضا
 الرحمن والمِنَحُ السخيّه
ياربّ فاجعل عِيدَنا
    نَصْراً على شِرّ البرية
-6-
والسؤال الآن:ماذا كانت النتيجة؟والجواب:انها كانت مُفاجِئة …
فلقد توالت “الاعجابات” وتكاثرت بشكل ملفت للنظر .
وتتابعت التعليقات، لقد بدأت بعد ظهور الرباعية بدقائق، واستمرت الى ساعة كتابة هذه السطور ..!!
-7-
وهذا ما أنعش الآمال بامكانية إرهاف الحس الأدبي، وتحويل الجمود والسكون الى حِراكٍ ظاهر، عَبْرَ اختيار موضوعات مثيرة، وأساليب جذّابة، وكلماتٍ تجتاز الآذان إلى القلوب…
-8-
انَّ العراق بلد الشعراء حتى قيل:إنّ عددَ شعرائِه يساوق عددَ نْخِيلِهِ ..!!
وهذا الكّم الهائل من الشعراء لابُدَّ أنْ يترك بصماته على الجمهور، نطلقا من معايشتِهِ لهم في الآمال والآلام، ومُعبّراً عما تختزنه نفوسُهُم من مشاعر .
انّ لغة الضاد هي لغة الجمال، وكما قال شوقي :

إنّ الذي ملأ اللغات محاسناً
   جَعَلَ الجمالَ وسرَّه في الضادِ
والشعر هو الدُرّ الثمين للغة الجمال الحبيبة. 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *