الرواية لاتحتاج الى بيان

الرواية لاتحتاج الى بيان
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- ما الذي نعنيه بالرواية الجديدة… وهل الهدف هو تعبيد الطريق لتحقيق رواية عراقية؟ثم ماهو المقصود بالرواية العراقية؟ وكيف من المفترض ان يكون شكلها ومضمونها؟ولماذا هذا البيان ؟ وهل تحتاج الرواية المعاصرة تحديدا إلى بيان يؤشر هويتها؟ وأعني بالرواية المعاصرة ـ  الرواية العالمية المعاصرة ـ  أيتلك الموجة من الكتابة الروائية التي مرت بالكثير من التطورات الشكلية والفنية والتي حمل أغلبها روح عصرها الذي ولدت فيه، ممـا أهلهـا أن  تكـون شـاهدا عـلى المراحل والحقب التاريخيـة. وهي في اقترابها من فضاءات الحرية الواسعة التي تختزنها الروح  تزيل  بهذا القدر أو ذاك  ماتستطيع إزالته  من  مساحة الترهل الذي قامت عليه  الرواية التقليدية، الرواية التي تبث سردها التقليدي، ولكي تستطيع أن تتنفس وتبقى، أخضعت إلى عمليات كبيرة،  فبدأت رحلة التطور الرواية المعاصرة التي خلقت أشكالها المعاصرة والمتنوعة، حالها حال أغلب الفنون الجمالية.. وهذه الأشكال التي فرضتها ضرورات تاريخية وموضوعية، فحركة العصر أدت بالضرورة إلى انغماس الإنسان بالآلة عبر بوابات الثورة المعلوماتية، التي استطاعت أن تفرض هيمنتها على القارئ، فبات القارئ الأول لروايات دوستويفسكي وبلزاك وهيجو، لاتهمه الثيمة والمصائر المتقاطعة لأبطال يقودهم راو يتحدث بضمائر مختلفة،  فالآلة هيمنت تماما على اهتماماته، وبات ينظر إلى العالم من خلال شاشة الكومبيوتر، وهو يخترق الكثير من المعلومات محرك “الغوغل”… إذن كيف نستطيع أن نجذب القـارئ المتخـم بالمعلـومات الهائلة والمعقدة التي تقدمها له التكنولوجيا التي بات عبدا لها.  فلنبدأ بما وصلت إليه الرواية المعاصرة من سبل في جذب القارئ وهذا هو ماتريد أن تحققه مجموعة من الروائيين العراقيين في إصدار مايشبه البيان، يتضمن معرفة العلاقة بين الإنتاج” المؤلف” والتلقي” القارئ”، والتركيز هنا على الرواية لما تمتلكه من مكانة أو مساحة كبيرة في الحراك الثقافي المعرفي، بيان يتناول كيفية وضع أساس رواية عراقية، بيان يقوم على مسح أفق الرواية العراقيةـ على الأقل منذ التغييرـ  حيث ضخت المطابع العربية والعراقية العشرات بل المئـات من الروايـات العراقيـة..بيان يبحث في الموجة الجديدة للرواية عبر تناول  جماليات اللغة والشكل الحر لرواية تجمع بين ثناياها العمق والتخلص من الزوائد والخطاب المباشر الذي ربما يحيلها إلى مقالة، رواية تغور عميقا نحو مراكز الجذب المطلقة عبر سياحة روحية إنسانية مؤسسة على مكملات سردية تتناول الواقع والتاريخ المزدحم والمتشابك. اذن هذه الجماعة العراقية لاتريد أن تروج لنفسها أولا أو لأحد  من دون الآخر.. بل هي تروج لرواية تعتمد المفاهيم الجديدة لتأسيس رواية عراقية جديدة مهمتها إيصال صوتها إلى المتلقي العراقي والعربي والعالمي.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *