الصَّدر ليس نبياً !!!!

الصَّدر ليس نبياً !!!!
آخر تحديث:

  علي الزيادي

نعرف نحن العراقيون الذين عايشوا النظام الدكتاتوري السابق أن سماحة السيد محمد صادق الصدر كان مقاوماً وبشدة لذلك النظام . وهو رحمه الله قد شكل قلق كبير للدكتاتور كونه يحمل نهج أسلامي حقيقي يرفض الظلم ولايسمح بالعبودية . ويشهد الكثير من المراقبين والمتخصصين على أنه رحمه الله كان قد سبق عهده في التوجيه والأرشاد لأكثر من مائة عام .

سقط الدكتاتور وجائت جهات تدعي انها تريد أن تحقق شيء للشيعة تحت شعار مظلوميتهم . ورغم أنني لست بطائفياً لكن السنوات الماضية كانت كفيلة بكشف زيف تلك الأحزاب حين زادت في ظلمها للشيعة ونشرت بينهم الفقر والجوع والقتل وأغرتهم في الأفيون الشعبي الذي جعلهم كمن يسير خلف ذئاب يعرف أنها مفترسة له آجلاً أم عاجلاً .

كتلة الصدر كانت جزء من المشهد السياسي . على الأقل منذ العام 2010 وهي تعرف جيداً حجم الظلم الذي يقع على ابناء العراق لكنها لم تحرك ساكناً لتغيير واقع الحال . بل على العكس كانت قد أنقذت الأدارة السيئة للمالكي خلال أحتجاجات عام 2011 . واستمرت الأحداث كما هي دون تغيير . كتل سياسية تنهب وشعب يتجه للهاوية يستخدم فقط أثناء الأنتخابات ومن خلال ممارسات مخادعة أقل ما يقال عنها أنها اساليب رخيصة لشراء الذمم وأستثمار سذاجة الكثير من المواطنين .

أنهارت أسعار النفط واكتشف الشعب انهم سيموت جوعاً وبالمقابل الأحزاب والكتل السياسية وصلت الى قناعة على انها لن تستطيع ان تقدم شيء للبلاد والعباد . فخرجت الأحتجاجات نتيجة لسوء الخدمات والتهميش الواضح للشعب من قبل تلك الأحزاب التي بنت لها أمريكا المجرمة مدينة متكاملة أسمتها المنطقة الخضراء وفيها تحاك الدسائس وخطط النهب والسلب والتآمر على العراق ليبقى أسيراً تحت رحمة قرارات دول بعينها .

أستبشر الناس خيراً حين خرج السيد الصدر ومعه جمهوره وجله من المحرومين والمسحوقين نتيجة لظلم الحكام والأحزاب وأستبشر الناس خيراً رغم أن حركة الأحتجاجات على قلتها كانت قد خرجت قبل السيد الصدر ب 8 أشهر .

أقول استبشر الناس خيراً . وعندما أتخذ قرار الأعتصام وجلس في خيمته داخل الخضراء شعر الشعب ان تغييراً واضحاً سيكون على خلفية تلك الأحتجاجات وأنفض الأعتصام من خلال وعود أطلقها مخادعون لم يحققوا منها أي شيء وكان الأحباط واضحاً على الشارع .

وأمام تسويف العبادي والجبوري الذي أراد ترسيخ المحاصصة من خلال وثيقة قيل عنها انها وثيقة شرف انتفض الشارع عليها كان هنالك حراكاً قد حصل في البرلمان حين انتفضت مجموعة منه للتخلص من نظام المحاصصة المقيت وسجل أكثر من 170 عضو برلمان أسمائهم ليقيلوا الجبوري من منصبه وكانت فرحة عارمة . لكن أنصار المحاصصة الطائفية تحركوا على عجل من أجل بث اشاعة على أن المالكي هو من حرك هؤلاء والحقيقة أن هذا الشعور ناتج عن قصور في التفكير السياسي كون المالكي آخر من يفكر بالعمل الوطني فضلاً عن أنه مكشوف لدى الشارع ولايمكن أن يتسلم منصباً سيادياً في العراق . لكن هذه الحجة جعلت السيد الصدر يسحب أعضاء كتلة الأحرار من اعتصام الأعضاء الرافضين للمحاصصة وليربك الشارع من جديد .

الغريب وليس بالغريب أن من وقع على وثيقة اللاشرف قد باركوا خطوة الصدر لأنهم يعرفون انها مثل قارب النجاة لهم وللجبوري وهي كذلك أفشال للنواب الذين اتخذوا قراراً لأقالة الرئاسات الثلاث .

من هذا الكلام أقول أن خطوة السيد الصدر قد أثارت الكثير من الحراك بين الرافضين والمؤيدين ولكل من هؤلاء حجته في الرفض والتأييد لكن المهم أن نقول أن السيد الصدر ليس نبياً وأن كان قد أجتهد فأن احتمالية الصواب وثل أحتمالية عدم الصواب طالما أن الموضوع ضمن هذه الجدلية . ولكن لكل من يشتم ويتهم الآخرين لعدم تأييدهم أو لتأييدهم نقول بصراحة أن الخطاب الوطني العراقي قد غاب تماماً من كل الأحداث التي تجري وأن سمعنا بعض الأصوات الوطنية الحقيقية فهي بدون شك تبقى أستثناءات . وهنالك أسئلة مستعجلة ..

أي انتخابات يمكن أن تحدث ونصف العراق غير مستقر ؟

أي انتخابات ستحدث ونحن لانملك هيئة مستقلة للأنتخابات ؟

أي انتخابات ستحدث وقانون الأحزاب قد فصل لذات الكتل والأحزاب التي نهبت العراق وخربته ؟

أي انتخابات ستحدث ونحن لانملك قانون انتخابات نزيه ؟

والله ولي التوفيق

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *