العهد الوطني لقوى المعارضة العراقية

العهد الوطني لقوى المعارضة العراقية
آخر تحديث:

بقلم:رفعت الزبيدي

تتطلّع الجبهة الوطنية للتغيير في العراق الى عهد وطني جديد للقوى والشخصيات الوطنية المؤمنة بوجوب تغيير العملية السياسية باعتبارها غير شرعية وباطلة في بنائها وأسس عملها الفاشلين. هذه الركيزة الأولى المهمة لمن يودّ الانضمام الى مضلّة المعارضة الحقيقية وليست المصطنعة أو المستنسخة من سياسة الاحتواء والمصالح المتبادلة بين قوى حاكمة في المنطقة الخضراء ودول إقليمية مثل إيران وشخصيات انتهازية لا تهتم بالعمر الزمني لمعاناة الشعب العراقي. ثم تأتي الركيزة الثانية بوجوب تقييد القوى والشخصيات المعارضة بعدم تبؤها موقعا قياديا في عملية التغيير بما يُعرف بحكومة الإنقاذ او الطوارئ ووجودها يكون استشاريا ومشرفاً تنسيقيا لدعم واسناد حكومة الطوارئ ذات الصلاحيات التنفيذية المستقلة. مفهوم استقلالية حكومة الطوارئ يكون من الناحيتين المعلوماتية في سيرتها الذاتية وخطة الحكومة للمرحلة الانتقالية الأولى من عملية التغيير. وهذا يعني أن قوى المعارضة يجب أن تتبنّى أقصى درجات عدم التدخل في المراحل العملية للانتقال السياسي من محاصصة الأحزاب ومليشياتها الى سلطة مدنية ذات رؤية وتنفيذ مستقلين. كلما أحكمنا خطّة العمل بالزام أنفسنا حتى في التفكير قبل كتابة الأفكار كلما كانت النتائج أكثر إيجابية في تحصين المشروع الوطني الذي سينبثق من مسوّدة العهد الوطني. على أن يكون عهدا إلزاميا مشروطا لقبول الانضمام الى مضلّة المعارضة. بمعنى كل من يخالف ما يرد في الوثيقة المعدّلة والموقّع عليها يعتبر ذلك خروجا عن الإجماع الوطني ويعتبر المخالف أو المنتهك خارجاً من شرعية العمل الوطني التطوعي في مرحلة تغيير العملية السياسية.

هكذا رؤية تستلزم قيادة جماعية من قوى ذات كاريزما قيادية ناجحة يتم الاتفاق عليها من قبل قوى المعارضة وتحدد اولويات قبولها بنقطتين اساسيتين هما الانتاج الفكري والتوافق الواقعي بماتطرحه الى الرأي العام وقوى المعارضة ويكون له بعداً استراتيجياً للمرحلة الآنية والانتقالية كذلك ثم ما بعدها. فالقيادة هنا ستكون قيادة الآباء المؤسسين لعراق المستقبل هي القيادة الروحية للمشروع الوطني. إننا في الجبهة الوطنية للتغيير في العراق ننطلق في موضوعنا هذا من تجربتنا السابقة لعقود ثلاث في مرحلة المعارضة كمستقلين ومازلنا وقد استفدنا من التجارب السابقة في عملنا وتطور الأحداث المدوية التي عصفت بوطننا الحبيب ولم نكن جزءا من عملية التغيير عام 2003 في كل مراحله من احتلال ومانتج منه، بل كنّا متحفظين على فكرة تغيير النظام السابق ضمن آليات الاحتلال الامريكي باعتبار عدم وضوح المشروع الأمريكي ولاتمتلك قوى المعارضة آنذاك الرؤية الوطنية الصحيحة لانقاذ العراق من أزماته المتمثلة حينها بنظام دكتاتوري وعقوبات دولية مجحفة بحق أهلنا. إننا ومن خلال وثيقة العهد الوطني نسعى الى توحيد الرؤى قبل تثبيتها لنخرج الى الرأي العام بمشروع وطني يأخذ زمام عملية التغيير ويكون لثورة تشرين وكل من ساهم في انبثاق حركة الاحتجاجات المدنية تكون لهم بصمات التغيير واعادة بناء العراق نحو مستقبل ضامن للاجيال القادمة وهذه مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة في ظل سياسة الاحتواء من قبل الأحزاب الحاكمة باعتبار أن الانتهازية قد مسخت الكثير من أبناء وطننا الحبيب . إيماننا بعدالة قضيتنا هي المداد المعنوي لمواجهة التحديّات آملين أن تجد دعوتنا هذه صدىً طيباً لدى المخلصين من قوى المعارضة خصوصا وأن الظروف العملية أصبحت مهيأة للّم الشمل وقد تكلّلت الجهود الحثيثة من قبل بعض الشخصيّات الخيّرة من أبناء العراق في نجاح الاستقطاب الذي قمنا به وكانوا هم كذلك ضمن ذات التوجه وهذا مايدعونا الى الأمل في نجاح كل الجهود الرامية الى توحيد قوى المعارضة ، كما نود أن ننوّه الى أن جبهتنا الجبهة الوطنية للتغيير في العراق هذا هو إسمها بتأسيسها والى هذه اللحظة ولا علاقة لنا بأية مسميات مقاربة لنا. نرجوا التواصل على العنوان الالكتروني أدناه لتبادل الرؤى والأفكار لاتمام المرحلة الاولى من التنسيق قبل الانتقال الى مرحلة التأسيس لقوى المعارضة الجامعة. حفظ الله العراق وثورة تشرين الوطنية.

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *