الواشنطن بوست:في ظل الحكم الشيعي التقسيم هو الحل في العراق

الواشنطن بوست:في ظل الحكم الشيعي التقسيم هو الحل في العراق
آخر تحديث:
 بغداد/شبكة اخبار العراق- رأت صحيفة الواشنطن بوست، أنه حان الوقت لإعادة التفكير في استراتيجية جديدة للعراق وسوريا. استراتيجية تبدأ بالاعتراف بأن الحدود القديمة قد ولت، وبأنه لم يعد بالإمكان الحصول على سوريا موحدة أو عراق موحد من جديد، وبأن خريطة سايكس بيكو باتت من العهد البائد.وقالت الصحيفة في مقال نشرته، أنه قد لا نرغب في الاعلان عن تلك السياسة بشكل رسمي، فهي تعارض المبدأ القائل بأن الحدود الاستعمارية سيتم الابقاء عليها بغض النظر عن الطريقة الجنونية التي رُسمت بها. فالبديل تقريبًا هو الأسوأ عالميًا.
وشددت الوشنطن بوست، على إن البلقنة هي السبيل الوحيد للمضي قدمًا في بلاد ما بين النهرين، ولأن هذا بالفعل ما قد حدث ولن يتم التراجع عنه. ففي العراق، على سبيل المثال، نحصد كارثة واحدة تلو الأخرى من خلال التظاهر بأن حكومة بغداد – الطائفية المنقسمة، والتي تدين بالولاء لإيران – ينبغي أن تكون مركزًا لسياسات الولايات المتحدة وممرًا لجميع المساعدات العسكرية.واضافت الصحيفة الأاميركية: ننظر في الفلوجة والموصل والرمادي، لنرى الجيش العراقي في مهزلة، يرى العدو ويهرب، تاركًا أسلحته خلفه، “لم يتم اخراج قوى الأمن الداخلي من الرمادي. هم خرجوا من الرمادي”، هكذا قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، ووزير الدفاع الأميريكي هو الأخر اعترف بأن “القوات العراقية ليست لديها إرادة للقتال”.وأكدت: نعم يمكن للولايات المتحدة أن تدربهم إلى الأبد. ولكن المشكلة تكمن في الإرادة. انهم لا يريدون القتال. ولماذا ينبغي عليهم ذلك بينما يقودهم مجموعة من القادة الفاسدين والطائفيين وغير الأكفاء.ما الذي يجب القيام به؟
وشددت على إعادة توجيه الجهود الأميركية لقوات صديقة ملتزمة التزامًا عميقًا بالقتال، بدءًا من الأكراد، الذين لديهم الارادة والمهارة وأثبتوا نجاحً كبيرًا.وأشارت الوشانطن بوست إلى أن: هذا العام وحده، استعادوا أكثر من 500 مدينة مسيحية وكردية من تنظيم (داعش). ومع ذلك، وعلى النقيض من الجيش العراقي، فهم يعانون من نقص في الأسلحة، لأنه وبسخافة، يجري إرسال الأسلحة إليهم عبر بغداد، والتي لا ترسل بدورها سوى كميات ضئيلة للأكراد.ولفتت إلى أن هذا الاسبوع، شهد المزيد من النجاح الكردي بدعم جوي أمريكي، إذ أحكم الأكراد السوريون قبضتهم على بلدة تل الابيض الاستراتيجية من داعش. وهو أمر مهم لسببين. الأول أن تل أبيض تسيطر على الطريق الذي يصل الرقة عاصمة التنظيم الإرهابي بتركيا، حيث يستقبل المقاتلين والأسلحة والإمدادات.ونقلت الصحيفة عن حقي كوباني (قائد كردي) قوله أن “تل أبيض هي “الرئة التي يتنفس من خلالها داعش وممرها إلى العالم الخارجي”.واضاف: علاوة على ذلك، تساعد التل الأبيض على ربط المناطق الكردية المعزولة في شمال السورية بالاراضي المجاورة، مثل كردستان العراق. مما يوحي بأن هذه المنطقة يمكن أن تعمل كـ”منطقة سورية آمنة” يمكن من خلالها العمل ضد كل من داعش ونظام بشار الأسد.وقالت الصحيفةإأن المزيد من الأخبار الجيدة تأتي من جبهة قتالية أخرى، ففي الأسبوع الماضي، قامت الجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر المدعومة والمدربة في الأردن، باخراج الحكومة السورية من أخر قواعدها الرئيسية في محافظة درعا الشرقية.وتشير هذه النجاحات إلى استراتيجية جديدة للولايات المتحدة. تنعكس هذه الاستراتيجية في التخلي عن معيار الولاء الأميركي الذي ينطوي على مفارقة تاريخية بالنسبة للحكومة العراقية المركزية (الآن تخضع بصورة مطلقة  الى إيران ) والبدء في تزويد الاكراد في العراق وسورية بصورة مباشرة على مدار 24 ساعة.وشددت الصحيفة في مقالها، على الولايات المتحدة أن تكثف من عمليات التدريب، فضلًا عن تقديم الدعم الجوي للمنطقة الآمنة الكردية النامية الآن. وبالمثل، عبر الأردن من خلال الجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر.ورأت أن هذه الاستراتيجية الخطيرة لن تعيد المكاسب الإقليمية لتنظيم داعش وحسب، بل إنها ستقهر أيضًا أسطورة داعش التي لا تقهر.ومن الناحية النظرية، ينبغي أيضًا أن تمنح الولايات المتحدة المساعدات المباشرة لرجال القبائل السنية الأصدقاء في العراق ممن كان لهم دور بارز من خلال صحوات الأنبار في إنزال الهزيمة بتنظيم القاعدة في العراق في عام 2006 و2007. بحسب الصحيفة.وأكدت أنه تبقى المشكلة في أن الولايات المتحدة تخلت عنهم حينما أنهى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الوجود الأميركي في العراق عام 2011. فما الذي سيدفع السنة إلى الى ايران الثقة بالولايات المتحدة مرة أخرى؟أما بالنسبة للجيش العراقي، فيمكننا أن نورد العديد من الاقتراحات، ولكن أفضل ما يمكن أن نأمله هو احتواء الجيش وضمانه في نهاية المطاف من قبل وكلاء إيران. لا يبدو احتمالًا سعيدًا، ولكنه أفضل ما يمكن القيام به، خاصة وأن الهيمنة الأميركية قد ولت في العراق في عام 2011. كما تراه الواشنطن بوست.
 في ذلك الوقت (2011)، كان العراق دولة فاعلة. غير أن هذه الأوضاع لم تعد قائمة. لا ينبغي للولايات المتحدة أن تنفق ثروة أو أن تخاطر بالدماء من أجل استعادة هذه الأوضاع.وذكرت أن الهدف الأميركي الحالي هو هزيمة داعش وضمان سقوط النظام السوري. لا يتطلب ذلك غزوًا أميركيًا، ولكنه يتطلب تقديم الدعم المكثف للحلفاء على الأرض.مؤخرًا، قال وزير الدفاع الأميريكي، آشتون كارتر، بأن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على تحقيق هدفها بتدريب 24 ألف جندي عراقي بحلول الخريف. لماذا؟ من الواضح أن العراقيين ليس لديهم الرغبة في الانضمام.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *