بسبب تداعيات الحرب على العراق إصابة 24 من معلمي المدارس بالبصرة بالسرطان

بسبب تداعيات الحرب على العراق إصابة 24 من معلمي المدارس بالبصرة بالسرطان
آخر تحديث:

البصرة: شبكة اخبار العراق- كشفت نقابة معلمي البصرة عن وجود 24 إصابة بمرض السرطان بسبب التلوث الإشعاعي بين الكوادر التعليمية في عدد من مدارس المحافظة، وحملت وزارة التربية ومديرية تربية البصرة مسؤولية عدم رعاية المصابين والأهتمام بهم. وقال عضو نقابة معلمي البصرة قيس عبيد الأسدي  إن عددا من مدارس منطقة الجمهورية وسط البصرة، منها مدرسة عز الدين سليم ومتوسطة المروج وإعدادية الجمهورية، سجلت فيها 24 إصابة بمرض السرطان بين كوادرها التعليمية بسبب تلوث المدارس بمواد إشعاعية، متهما تربية البصرة بعدم رعايتهم على الرغم من إصابتهم بهذا المرض الخبيث.وأضاف الأسدي أن عدد المدارس الموجودة في منطقة الجمهورية المكتظة بالسكان وسط البصرة يبلغ 100 مدرسة، وعدد المدارس التي ظهرت فيها الإصابات يبلغ 24، مؤكدا أن هذه النسبة يجب أن تلقى اهتماما أكبر من الجهات المعنية.من جانبه، حمل نقيب المعلمين في البصرة جواد المريوش وزارة التربية التابعة لحكومة المالكي ومديرية تربية البصرة مسؤولية عدم رعاية المعلمين المصابين بالسرطان، مشيرا إلى أن النقابة قدمت الى مديرية التربية طلبا لرعاية هؤلاء وفتح باب الكفالة الاجتماعية لهم، الا انها رفضت الطلب، ولم تبدِ أي اهتمام بهم أو مساعدتهم.وكان مجلس محافظة البصرة قد لفت إلى أن نسبة الإصابة بالمرض في البصرة التي تبلغ 70 حالة لكل 100 ألف نسمة من السكان “طبيعية” مقارنة بدول المنطقة، حسب تعبيره.وفي حين دعت دائرة الصحة إلى تخصيص جزء من المبلغ للحالات التي لا يمكن علاجها داخل العراق، اشتكى ذوو مصابين من عدم قدرتهم على مواصلة علاج ذويهم بسبب التكاليف الباهظة التي يتكبدونها.الجدير بالذكر أن تقريراً أعدته مجموعة السلام الهولندية أو “بيس غروب” في السابع من ايار الماضي بين أن قوات الاحتلال الأميركية والقوات المتحالفة معها استعملت نحو 400 طن من أسلحة اليورانيوم المنضب ضد الأهداف العسكرية والمدنية على نطاق واسع لا سيما في مناطق جنوب العراق ووسطه خلال حربي 1991 و2003، مؤكدة أن تأثيراتها كانت أكثر بمقدار 100 مرة عن تلك التي سببتها كارثة التسرب الاشعاعي من مفاعل “تشيرنوبل” زمن الاتحاد السوفيتي السابق.وأوضحت أن ما يفاقم خطر تلك الأسلحة المشعة هو ضعف قدرة العراق على معالجتها والتقاعس الدولي لا سيما الأميركي والبريطاني في هذا الشأن، مبينة أن العراق يحتاج إلى نحو 30 مليون دولار لتنظيف أكثر من 300 موقع ملوث.واليورانيوم المنضب هو مادة مشعة سامة، يكون على شكل معدن صلب ثقيل، ينتج من مخلفات صناعة الطاقة النووية، ويستخدم في الأسلحة لصلابته العالية التي يمكنها اختراق الدروع، لكنه يؤدي إلى تلويث البيئة بالإشعاع المسبب لكثير من الأمراض بين السكان المدنيين.وكان الأطباء العراقيون قد أكدوا زيادة حالات الإصابة بالسرطان والولادات المشوهة بينما تجري منظمة الصحة العالمية تحقيقاً في هذه القضية الخطيرة.ويقدر العلماء والمختصون أن العمر النصفي لليورانيوم يبلغ نحو 4,5 مليار عام، وحتى يفقد قدرته على الإشعاع يحتاج إلى 10 أعمار نصفه، أي نحو 40 مليار سنة.وهذا يعني أن المناطق المقصوفة بتلك الأسلحة في العراق -ولا سيما المنطقتين الوسطى والجنوبية- ستبقى ملوثة مدة طويلة جداً، وأن آثارها وتأثيراتها الخطيرة على الإنسان والبيئة والحيوان ستتزايد باستمرار مع مرور الزمن ما لم تتخذ الإجراءات الخاصة بدفن هذه المواد المشعة والأهداف التي أصابتها وردمها، وهو ما كانت الحكومة العراقية قد باشرت به قبل احتلال العراق بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الطاقة الذرية وجهات دولية أخرى من خلال لجان خاصة شكلت لهذا الغرض.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *