أسرار علاقة بهاء الاعرجي مع تاجر السجائر الفلسطيني/السوري

أسرار علاقة بهاء الاعرجي مع تاجر السجائر الفلسطيني/السوري
آخر تحديث:

كان سقوط القيادي في التيار الصدري ونائب رئيس الحكومة للطاقة بهاء الاعرجي من عرشه العالي مدوياً على عكس زميليه صالح المطلك وروج نوري شاويس اللذين استقبلا قرار العبادي بالاستغناء عنهما بصمت دون ان يبدر منهما تعليق والتزما الصمت.
فالاعرجي المولود في الكاظمية عام 1973 من اسرة متوسطة يعمل اغلب افرادها صناعا في محلات الذهب التي تشتهر بها المدينة المقدسة لدى الشيعة كان مسنودا سياسيا من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي تغاضى خلال السنوات الماضية عن الكثير من تجاوزاته والصفقات المريبة التي كان يعقدها مع رجال اعمال وتجار ومقاولين مقابل عمولات ضخمة، في الوقت الذي كان شقيقه المعمم حازم الاعرجي يغطيه امنياً ويهدد كل من يحاول تناول (السيد بهاء) بسوء على حد قوله.
ولم تكن تجاوزات بهاء الاعرجي ولقاءاته مع المقاولين ورجال الاعمال تتم بسرية او في الخفاء، بالعكس فانه كان يجاهر بعلاقته الطيبة مع الكثيرين منهم وخصوصا عندما كان رئيسا للجنة النزاهة النيابية في الدورة السابقة مما شجع العشرات ممن لا يرتبطون به بصلات معرفة مسبقة الى طرق بابه وزيارته في فيلته الانيقة بمنطقة (المحيط) الراقية على شاطيء دجلة والتفاهم معه، فالرجل (ودود) جدا مع اصحاب المليارات ولا يرد طلباً لهم ـ كما يشاع عنه ـ خصوصا مع الذين يأتون اليه وقد سبقتهم شهرتهم في الاستحواذ على العقود والمناقصات والمشاريع الحكومية المتلكئة او المشتبه في وجود فساد فيها.
ومنذ مطلع عام 2005 اصبح بهاء الاعرجي (البريطاني الجنسية) وبائع الهواتف النقالة في لندن، واحدا من ابرز اتباع ابراهيم الجعفري الذي شكل حكومته الانتقالية في ذلك العام قبل ان ينتقل الى التيار الصدري بدعم من شقيقه حازم المعمم المتشدد والقريب الصلة بزعيم التيار مقتدي الصدر وممثله في الكاظمية، وفي هذه الفترة تعرف على شخصية غامضة سوري او فلسطيني الاصل كان يتعاطى تجارة الدخان واستيراد اصناف متعددة منه لحساب شركات عدي.
ويتردد في الاوساط التجارية ان الاحتلال الامريكي للعراق في نيسان 2003 ومقتل نجلي الرئيس السابق صدام حسين في تموز من العام نفسه اتاحت لهذا التاجر الاستحواذ على باخرة محملة بالاف اطنان السجاير لم تتمكن بسبب الحرب من تفريغ حمولتها المستوردة لشركات عدي.
واغدق هذا التاجر اموالا طائلة وقدم هدايا ثمينة للنائب الصدري من ضمنها الفيلا في منطقة المحيط بالكاظمية وقدر ثمنها بـ(12) مليون دولار مقابل تسهيل اجراءات الاستيلاء على مزرعة اللواء المتقاعد صباح مرزا محمود المرافق السابق للرئيس الراحل صدام حسين في منطقة المدائن (سلمان باك) خلافا للقانون لان المزرعة ومنشئاتها والفيللا المبنية فيها تحت الحجز ويمنع التصرف فيها، حيث استغل بهاء صفته النيابية وضغط على اللجنة النيابية القانونية في عام 2006 في ترتيب الصفقة وتحويل المزرعة الى مجمع صناعي كبير، وقد تعهد التاجر المذكور بتغطية حملتي الاعرجي الدعائية في انتخابات عامي 2010 و 2014 وفي الاخيرة خصص تاجر الدخان مبلغ 15 مليون دولار كان نصيب قناة فضائية يملكها نائب عدي السابق في نقابة الصحفيين اكثر من خمسة ملايين دولار.
كما ان بهاء الاعرجي تمكن ايضا من تسوية قضية الفساد الشهيرة في جمعية الهلال الاحمر وبطلها سعيد اسماعيل حقي ومساعده جمال الكربولي، وامتدت تدخلات القيادي الصدري الى الوزارت كافة وامانة بغداد والبنك المركزي حيث يقوم شقيقاه صفاء وضياء بالتفاوض مع اصحاب (الحاجات) مسبقاً وتمشية الامور.
ورغم ان السيد مقتدى الصدر اتخذ توصية بتجميد بهاء الاعرجي في التيار الصدري بعد صدور قرار من المدعي العام بالتحقيق معه، فان المراقبين السياسيين يعدون التوصية متأخرة وجاءت في الوقت الضائع بعد ان سجلت فضائح الاعرجي ارقاما فلكية.
ومع ان بهاء كان ضيفا دائما في قناة (البغدادية) لفترة طويلة وخصوصا في برنامج (ستوديو التاسعة) الذي يقدمه انور الحمداني، الا ان العلاقات بين الطرفين قد ساءت في المرحلة الاخيرة وينسب الى الاعرجي ان (البغدادية) فتحت النار عليه بعد ان اعتذر عن تلبية طلب صاحبها عون الخشلوك في بناء مصفى للنفط في الناصرية وهو ما نفته القناة الفضائية وعدته اتهاما لا يقوم على اساس.
ويعتقد كثير من المراقبين السياسيين ان التحقيق مع بهاء الاعرجي اذا سار طبيعيا وقانونيا بلا ضغوط سياسية او تدخلات مليشياوية من جيش المهدي الذي يقوده في الكاظمية شقيقه حازم، فانه سيكشف (بلاوي) على حد قول كاظم الصيادي النائب عن ائتلاف المالكي الذي كان بهاء قد عمل على طرده من التيار الصدري قبل عامين.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *