اوباما:الحكومة الايرانية غير متهورة ولديهم نظرة عالمية ويتعاملون مع حسابات الربح والخسارة

اوباما:الحكومة الايرانية غير متهورة ولديهم نظرة عالمية ويتعاملون مع حسابات الربح والخسارة
آخر تحديث:

 

 بغداد/ شبكة أخبار العراق- برر الرئيس الأميركي تعطيله لمحاولة الكونغرس إقرار مجموعة جديدة من العقوبات على إيران مع مفعول مؤجل يبدأ في حال انهيار المفاوضات الدولية معها: «خلاصة قولي هي ان الموضوع الأهم الذي قلته لبيبي (نتنياهو) ولأعضاء الكونغرس حول (العقوبات الجديدة) انه من مصلحتنا ان نترك المفاوضات تلعب دورها، ودعونا نمتحن ان كان يمكن لإيران ان تذهب الى حد يمكن لها بموجبه ان تقدم لنا ضمانات ان برنامجها سلمي، وان ليس لديها قدرة على الاختراق (لانتاج سلاح نووي)».وتابع أوباما انه في حال «لم يتمكن الإيرانيون من بلوغ هذه المرحلة، اسوأ ما يمكن ان يكون حصل هو اننا جمدنا لهم برنامجهم النووي لفترة ستة أشهر، ونكون حصلنا على نظرة عميقة داخل برنامجهم، ويمكن إعادة تطبيق كل عقوباتنا». وجاء كلام  اوباما في لقاء صحفي على هامش انعقاد المؤتمر السنوي للوبي إسرائيل في الولايات المتحدة، المعروف بـ «ايباك»، والذي شهد مشاركة رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو ولقاءه أوباما في البيت الأبيض. وقال اوباما : «اذ ذاك نقف في موقف ديبلوماسي افضل لتشديد العقوبات أكثر، ولكن اذا ما اعتقد احد اننا غير جديين في المفاوضات، يكون ذلك للمفارقة هو السبب الذي يتسبب بانهيار العقوبات على الرغم من لو كانت ايران هي غير الجدية».وعن سورية، قال الرئيس الأميركي ان «من يعتقدون انه منذ سنتين، او منذ ثلاث سنوات، انه كان هناك حل سريع لهذا الشيء لو اننا تحركنا بقوة اكثر، هو اعتقاد يفتقر بشكل أساسي لفهم طبيعة الصراع في سورية والأوضاع على الأرض».ثم بادر ليشرح طبيعة الصراع السوري والأوضاع على الأرض كما يراها، وأوضح: «عندما يكون لديك جيش محترف ومسلح جيدا وترعاه دولتان كبيرتان لديهما مصالح كبيرة (في سورية)، وهم يقاتلون فلاّحا ونّجارا ومهندسا، وهؤلاء بدأوا كمتظاهرين والآن فجأة وجدوا انفسهم في وسط صراع اهلي، مبدأ انه كان يمكن لنا، بطريقة نظيفة لاتلزمنا استخدام قوات اميركية، ان نغيّر المعادلة على الارض، هو امر لم يكن صحيحا يوما».وتابع: «لقد قدمنا المساعدات العسكرية للمعارضة المعتدلة في سورية، وفعلنا ذلك بطريقة اكبر مما يمكن للمعارضة استيعابه، ولكن الحقيقة هي انك اذا حاولت تغيير الوقائع العسكرية على الارض، كان ذلك سيتطلب نوعا من التدخل للقوات الأميركية المسلحة كبيرا إلى درجة اننا سنحتاج إلى تفويض دولي للقيام به، فأنت ليس لديك تفويض من الأمم المتحدة، ولا من الكونغرس، ورأينا ما حصل (في الكونغرس) حتى في موضوع محصور بالأسلحة الكيماوية».وكرر أوباما مقولة ان تدخل اميركا في سورية كان يمكن ان يجعل الأمور اسوأ على الأرض، خصوصا «بسبب تدخل الولايات المتحدة… لأنه كان سيكون التدخل (الاميركي) الثالث، او اذا ما اخذنا ليبيا بعين الاعتبار، الرابع، في بلد مسلم على مدى عقد».واردف أوباما ان «الوضع في سورية لا يفطر القلب فحسب، بل هو خطير»، وقال انه على مدى العامين الماضيين، حثّ فريقه «على ايجاد الخيارات الأفضل في وضع سيئ»، معتبرا انه سيستمر «في فعل ما يمكننا فعله من اجل التوصل الى حل سياسي، والضغط على الروس والايرانيين، والتلويح لهم ان الحرب المفتوحة ليست في مصلحتهم».وقال أوباما انه لطالما وجد ان «قول ان ايران فازت في سورية قول مسل… اقصد انك تسمع اناسا يقولون احيانا انهم يفوزون في سورية، فتجيبهم: لقد كانت (سورية) صديقهم الوحيد في العالم العربي، وعضو جامعة الدول العربية، وهي الآن ركام».ويعتقد أوباما ان «سورية تستنزف (ايران) لأنها تجبرهم على إرسال مليارات الدولارات، وحليفهم الأساسي، حزب الله، والذي كان يجلس في عليائه في مكان مريح وقوي جدا في لبنان، يرى نفسه عرضة لهجوم المتطرفين السنة. هذا ليس جيدا لإيران، وهم يخسرون كما الباقين، والروس يرون صديقهم الوحيد في المنطقة تحت الأنقاض وفاقدا للشرعية».ويرى أوباما انه في حال تمكنت أميركا من إقناع روسيا وإيران ان استمرار الحرب في سورية ليس في مصلحتيهما، سيكون «هناك فرصة لنا لحل هذا الموضوع سياسيا».وأضاف «على شركاء الولايات المتحدة من السنّة في منطقة الشرق الأوسط قبول التغيير المقبل في علاقة الولايات المتحدة مع إيران»، حسب الرئيس باراك أوباما، الذي قال في مقابلة اجرتها معه مجلة «بلومبيرغ فيوز» انه يجد قول ان «ايران تفوز بسورية» قول «مسلي» وغير صحيح. وجاءت مواقف أوباما، النادرة في صراحتها، قبل اقلّ من أسبوعين من وصوله الرياض حيث من المقرر ان يعقد لقاء قمة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.وبالاجابة عن سؤال حول «ما يشعر السنّة بالتوتر تجاهك؟» قال الرئيس الاميركي انه يعتقد ان «هناك تحولات تحصل في المنطقة باغتت الكثير منهم (السنة)»، وانه يعتقد ايضا ان «التغيير مخيف دائما»، وانه «لطالما كان هناك راحة بال ان الولايات المتحدة مرتاحة للوضع القائم وللاصطفافات الموجودة، وانها على عداء عنيد مع ايران».وتوضح: «حتى لو كان (عداء اميركا مع ايران) كلاميا، ولم تتم ترجمته يوما لوقف البرنامج النووي (الايراني)، لكنه كان خطابا مطلوبا».وتابع: «ما دأبت على قوله لشركائنا في المنطقة هو انه علينا ان نتجاوب، وان نتكيف، مع التغيير، وبيت القصيد هنا هو (البحث عن) افضل طريقة للتأكد من ان ايران لن تحصل على سلاح نووي».وسألت «بلومبيرغ فيوز»: ايهما الأخطر؟ التطرف السني ام التطرف الشيعي؟» فيجيب أوباما: «لست معنيا بالتطرف عموما، ولا اعتقد انه يمكنك ان تحملني على الاختيار بين الاثنين. ما سأقوله هو انك اذا نظرت الى التصرفات الايرانية، تراهم استراتيجيين وغير متهورين، ولديهم نظرة عالمية، ويرون مصالحهم، ويتعاملون مع حسابات الربح والخسارة». يضيف أوباما: «هذا لا يعني انهم ليسوا ثيوقراطية (حكما دينيا) تتبنى جميع انواع الافكار التي اعتقدها كريهة، ولكنهم ليسوا كوريا الشمالية. انهم دولة كبيرة وقوية ترى نفسها لاعبا مهما على المسرح الدولي، ولا اعتقد ان لديهم تمنيات بالانتحار، ولذلك جاؤوا الى طاولة المفاوضات من اجل العقوبات».وفي مؤشر على انه مستعد لتمديد اتفاقية جنيف الموقتة مع ايران لفترة ستة اشهر اخرى، قال أوباما: «يمكن ان يكون اقتصادهم قد تحسن في فترة الستة اشهر او السنة، ولكنني اعدكم ان كل ما علينا فعله هو اعادة ضغط الازرار… لان 95 في المئة من العقوبات مازالت في مكانها، وسنكون في موقع افضل لنقول لشركائنا، بما في ذلك الروس والصينيون والآخرون، الذين التزموا معنا الى الآن بالعقوبات، ان إيران هي التي خرجت من الاتفاق وليس الولايات المتحدة، ولا الكونغرس».

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *