تركوا العراق فريسة لإيران فصاروا يدافعون عن حدودهم!!‎

تركوا العراق فريسة لإيران فصاروا يدافعون عن حدودهم!!‎
آخر تحديث:

 

  احمد الملا 

بعد عام 2003 دخلت إيران للعالم العربي بقوة من خلال العراق, حيث ثبتت لها موطئ قدم فيه من خلال مجموعة من السياسيين الموالين لإيران كالسفاح المالكي الذي استولى على حكم العراق لمدة ثمان سنوات متواصلة حكم فيها هذا البلد بقبضة إيرانية وهذا كله أمام مرأى ومسمع الحكام العرب دون أن يحركوا ساكناً إزاء هذا التغول الإيراني في العراق الذي كان بداية لتوسيع المشروع الفارسي في المنطقة.

فسكوت الدول العربية ودول المنطقة عن هذا التوسع الإيراني الذي انطلق من العراق, جعل كل هذه الدول الآن تعاني من خطورة التمدد الإيراني ووصوله لأراضيها, فهذه اليمن فيها الحرب على الحدود السعودية وهذه سوريا فيها الحرب على الحدود التركية والأردنية واللبنانية, فلو كانت تلك الدول التي تخشى وصول المد الفارسي لأراضيها قد وقفت موقفاً حازماً من التغلغل الإيراني السياسي والعسكري والإقتصادي في العراق ومن اللحظات الأولى, من خلال تقديم الدعم للشعب العراقي المظلوم وبالإمكانيات البسيطة فهل وصل التهديد الفارسي لهم ؟!.

فلو كان هناك موقفاً لدول الخليج والمنطقة من التمدد الإيراني في العراق فهل استمرت الحرب في سويا وبقي نظام الأسد ليومنا هذا سفك بدماء أبناء سوريا ؟ وهل تمكن الحوثيين من الوصول إلى الحدود السعودية الجنوبية ؟ هل وصلت المليشيات الإيرانية إلى الحدود السعودية الشمالية لتهدد أمنها أو هل وصلت تلك المليشيات إلى الحدود الكويتية ؟! وهل وصلت جحافل فيلق القدس إلى القرب من الحدود التركية أو الأردنية ؟ بالطبع لو كان هناك موقفاً عربياً حازماً من الاحتلال الإيراني للعراق لما كانت إيران تمادت في تحركها في المنطقة ولما شكلت هذا الخطر والتهديد الذي بات يهدد الدول العربية والخليجية والمنطقة بشكل عام, ولما كان لهذه الدول إن تدخل في دوامة الإنفاق الكبير والطائل من حيث التسلح والتمويل وعقد التحالفات التي تقوم على أساس إنفاق مالي كبير.

فما تخوض فيه الدول الخليجية والمنطقة الآن من تحشيد وحراك جاء متأخراً ومكلفاً وذلك لأن تلك الدول لم تستغل الفرصة منذ اللحظة الأولى وتضرب الحديد وهو ساخن فتركت العراق وشعبه لقمة سائغة للوحش الفارسي الذي ابتلع العراق ليشخص ببصره إلى باقي الدول العربية, وما قاله المرجع العراقي الصرخي بهذا الخصوص لهو خير تشخيص لسبب الحراك العربي المتأخر, حيث قال في استفتاء ” أضاعوا العراق… تغيّرتْ موازين القوى… داهَمَهم الخطر…!!!” …

{{… أولًا ــ لقد أضاعت دول الخليج والمنطقة الفرص الكثيرة الممكنة لدفع المخاطر عن دولهم وأنظمتهم وبأقل الخسائر والأثمان من خلال نصرة العراق وشعبه المظلوم!!! لكن مع الأسف لم يجدْ العراق مَن يعينُه، بل كانت ولازالتْ الدول واقفة وسائرة مع مشاريع تمزيق وتدمير العراق وداعمة لسرّاقه وأعدائه في الداخل والخارج، من حيث تعلم أو لا تعلم!!! …}}.

لكن هذا لا يعني إن الوقت قد فات ولا يمكن معالجة الأمر خصوصاً وغن إيران فقدت عنصر القوة لديها وهو الملف النووي, فبإمكان الدول العربية والخليجية والمنطقة أن تضع حد لهذا التمدد وبأقل الأثمان وبدون خسائر مادية أو بشرية أو الاضطرار للخوض في حروب عسكرية, وذلك من خلال تبني مشروع خلاص الذي طرحه المرجع العراقي الصرخي والذي دعا فيه لتدويل قضية العراق وتبنيها من قبل الأمم المتحدة وبتعاون عربي وبصورة تقطع الطريق أمام إيران أو أي دولة استعمارية أخرى لها أطماع في العراق وفي المنطقة, فبتطهير العراق من الخبث الإيراني سيسهل على الدول العربية والخليجية والمنطقة قطع اصل وجذر هذا التمدد الفارسي, وإلا فالوضع إلى الأسوأ والأسوأ ولعل حرب الدفاع ستكون داخل حدود تلك الدول وليس على أسوارها.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *