ثامر الغضبان:الصينيين شركاء تجاريون للعراق في إدارة وتطوير حقول النفط

ثامر الغضبان:الصينيين شركاء تجاريون للعراق في إدارة وتطوير حقول النفط
آخر تحديث:

 البصرة / شبكة أخبار العراق- من حقول النفط الجنوبية العملاقة إلى أسواق البصرة التي تموج بالنشاط يزداد وجود الصين في العراق عمقا.وتحت ضغط تعطشها للنفط استطاعت بكين تأمين مركز ضخم لها في قطاع الطاقة العراقي من خلال المزادات التي طرحتها بغداد منذ أربع سنوات.وتسعى الصين الآن لشراء 850 ألف برميل يوميا من النفط العراقي وهو ما يعادل 30 في المئة من صادرات البلاد النفطية المتوقعة لعام 2014.وواجهت الصين في البداية صعوبات مع بغداد حتى تحتل هذا المركز المهيمن في حقول البلاد النفطية. وتغير هذا الوضع حينما استطاعت الصين تحقيق زيادة سريعة في إنتاج النفط وهو ما ساهم في دفع العراق ليحتل المركز الثاني في إنتاج الخام في منظمة أوبك بعد السعودية بعد مشكلات وانقطاعات في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للبلاد في عام 2003.وقال ثامر الغضبان رئيس هيئة المستشارين في مجلس الوزراء العراقي في تصريحات صحفية: إن الصينيين شركاء تجاريون للعراق في إدارة وتطوير حقول النفط التي تعد عراقية بالكامل لذا لا يوجد ما يدعو إلى مخاوف من هيمنة أو تهديدات. مضيفا أن الصين وجدت في العراق شريكا ملائما.وسيتيح شراء بتروتشاينا المتوقع لحصة قدرها 25 في المئة في مشروع الحقل النفطي غرب القرنة-1 لإكسون موبيل أن تتجاوز أكبر شركة طاقة صينية لوك أويل الروسية لتصبح أكبر مستثمر أجنبي منفرد في قطاع النفط العراقي.وتشارك بتروتشاينا بالفعل بي.بي البريطانية في الرميلة أكبر حقل منتج للنفط في العراق وتدير حقلي الحلفاية والأحدب. وكانت أول شركة أجنبية توقع عقد خدمات نفطية في العراق بعد الغزو الأمريكي الذي أطاح بصدام حسين.واستطاعت الشركات الصينية بفضل توافر السيولة المالية والمرونة في العمل في مواجهة تصاعد العنف في العراق تحقيق زيادات سريعة في الإنتاج أفضل من الشركات الغربية.وقال مسؤول بشركة نفط الجنوب العراقية “يعمل الصينيون بتكلفة أقل وهدوء ولا يقلقهم الوضع الأمني مقارنة مع شركات أجنبية أخرى. ويستخدمون أعدادا كبيرة من العمال لذا فإنهم يستكملون العمل دائما في الموعد المحدد إن لم يكن قبله.”عندما ننصح متعاقدين آخرين أو حتى عمالنا بشأن كيفية أداء العمل فإننا نقول لهم “إعملوا مثل الصينيين”.ويبدو أن بغداد منبهرة على وجه الخصوص بأداء بتروتشاينا في حقل الحلفاية في محافظة ميسان الجنوبية.فقد استطاعت بتروتشاينا بمشاركة توتال وبتروناس زيادة كميات النفط المستخرجة من الحقل الذي كان غير مستغل تقريبا لتتجاوز 100 ألف برميل يوميا ومن المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 200 ألف برميل يوميا بحلول سبتمبر أيلول القادم.وبجانب بتروتشاينا هناك شركات صينية أخرى تعمل في العراق مثل سينوبك وشركة الصين الوطنية للحقول البحرية (سي.إن.أو.أو.سي) وهو ما يتيح لبكين ممارسة أنشطة في البلاد بأكملها من إقليم كوردستان في الشمال إلى حقل ميسان النفطي في الجنوب.وتحصل شركات النفط الصينية والشركات الأجنبية الأخرى التي وقعت عقود خدمة مع بغداد على حصة من النفط الذي تنتجه مقابل أعمال التطوير التي تقوم بها.وتسعى الصين التي تجاوزت الولايات المتحدة الشهر الماضي لتصبح أكبر مستورد للنفط في العالم إلى زيادة مشترياتها من النفط العراقي 70 في المئة العام القادم.ومن المنتظر أن يؤدي ارتفاع مبيعات النفط العراقي إلى زيادة حدة المنافسة بين بغداد والسعودية أكبر بلد مصدر للخام في العالم للحصول على حصة أكبر في السوق الآسيوية المتنامية.وقال دبلوماسي غربي “آسيا هي السوق الطبيعي للعراق فمع اقتصاد الصين القوي من الطبيعي أن تستورد بكين المزيد والمزيد من النفط العراقي وتستثمر بكثافة لتأمين المصادر.ويشير مسؤولون في صناعة النفط إلى مشروع بي.بي مع بتروتشاينا الذي ساهم في زيادة الإنتاج بنحو 400 ألف برميل يوميا إلى 1.4 مليون برميل يوميا كنموذج رئيسي للشراكة السلسة.ويحوز العراق خامس أكبر احتياطيات نفطية في العالم ويريد أن يزيد إلى الضعفين على الأقل إنتاجه البالغ ثلاثة ملايين برميل يوميا في السنوات القليلة القادمة ليتحدى السعودية في نهاية المطاف كأكبر منتج للنفط في العالم.وبالنسبة للصين فإن استغلال الاحتياطيات يشكل استراتيجية حتمية لذا فإن بكين على استعداد لقبول شروط أصعب وأرباح أقل عن الشركات الغربية وحتى عن الشركات الروسية مثل لوك.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *