ذكرياتي في الماجدية

ذكرياتي في الماجدية
آخر تحديث:

حسين الاسدي 2015
اتذكر عندما كنت صغيرا وانا في محلة الماجدية بمحافظة ميسان والتي اطلق عليها فيما بعد محلة (العروبة )
كان في هذه المحلة شارعين هما شارع الملعب وشارع الجامع كنا ننتظر قدوم ايام عاشوراء لنمارس احياء الشعائر الحسينية بكل خشوع وادب …التحضيرات تبدء قبل ايام .. وفي ليلة الاول من محرم يبدء الصغار بالتحضير لها وعلى شكل مجموعات منها الكبيرة ومنها الصغيرة ولكل مجموعة رئيس او قائد يقودهم ويلف بهم درابين ( الماجدية ) وهم يحملون علب الصفيح المثقبة ( قواطي التنك ) ويضعون بداخلها شمعة لغرض انارة الطريق وهناك رقعة جغرافية لكل مجموعة لايجوز للمجاميع الاخرى التجاوز عليها والا ينشب عراك بينهم في حالة التجاوز ليقفوا امام دور اهل المحلة وهم يهزجون ( مدي ايدج . مدي ايدج .. الله يخلي وليدج . يخاله ولا تهمين .. كله بثواب الحسين . الله يخلي راعي الحوش .. امين .. بجاه الله واسماعيل .. امين الى اخر الاهزوجة ) فيقوموا اهل الدار باعطاهم عشرة فلوس او اكثر وهناك عوائل تعطي درهم فهذه تكون مميزه وهناك بعض العوائل لاتعطي فتسكب الماء عليهم من فوق سطح الدار لتهرب المجموعة بعيدا عن باب الدار وهم يرددون ( ذبوا علينا الماي يابيت الفكر ) وكلمة ( ذبوا) تعني سكبوا وكلمة ( الفكر ) تعني الناس البخلاء جدا والذين لايعطون ..وفي نهاية الجولة يجمع قائد المجموعة ( الدخل ) اي المبلغ الاجمالي ويقوم بتوزيعه على المجموعة وهو ياخذ الحصة الاكبر …
واتذكر المجالس الحسينية التي يجتمع بها اهالي العمارة ليستمعوا للمتحدث الذي يتحدث عن ثورة الامام الحسين عليه السلام وعن شجاعته واصراره للدفاع عن الحق ضد الباطل وعن معنى الثورة والتضحية الحقيقية من اجل الاسلام ومبادئه وان الحسين عقيدة وفكر
كان موكبان ينطلقان من الماجدية باتجاه شارع بغداد الاول يقرء فيه الرادود سعدون طابور حيث ينطلق من امام الجامع الملاصق لبيتنا والذي قام بتجديده والدي المرحوم الشيخ عبد الحسين الاسدي اما الثاني فينطلق من شارع الملعب حيث يقرء فيه الرادود المرحوم حسين بدريه وكانوا يتنافسون فيما بينهم في الاداء والمفردة واللحن كذلك شعرائهم الشاعر الحاج خليل الزبيدي والشاعر نجم اللامي وكان المرحوم خماس موزان صاحب محل تسجيلات العراق مرافق للرادود سعدون طابور حيث قام بتسجيل اغلب قصائده الحسينية … تنطلق المواكب من جميع مناطق العمارة باتجاه شارع بغداد لكن لهذين الموكبين خصوصية عند اهل العمارة كون القارئين سعدون طابور وحسين بدرية لهم جمهورهم الخاص ويحسنون الاداء والجميع ينتظرهم عند جامع الانصاري في شارع بغداد .. وتنتهي ليلة من ليالي عاشوراء ليعود الجميع الى بيوتهم بدون تصوير (سيلفي بالموبايل ) على امل اللقاء في الليلة القادمة ليحيوا ذكرى استشهاد سيد الشهداء الامام الحسين ابن علي ( عليه السلام بكل خشوع وادب واحترام للشعائر الحسينية ..عكس مانشاهده اليوم من بعض المشوهين الى احياء هذه الشعائر وتحويلها الى مسخرة وابتذال كما قالها الشيخ المرحوم الدكتور احمد الوائلي .. نعم حولوها الى مسخرة وخاصة السياسين الذين اتخذوا من قضية احياء الشعائر وسيلة للوصول الى السلطة .. من خلال الكاميرات التي يجلبونها معهم وهم يصورون مع القارىء ومع (جدر الهريسة ) او ( جدر التمن والقيمة ) يعني صورني واني ماأدري ليوهم البسطاء بانه حريص على احياء الشعائر الحسينية وانه معهم .. فاقول لهم : الحسين منكم براء ايها الفاسدون
[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *