رسالة إلى ناخب

رسالة إلى ناخب
آخر تحديث:

 

 بقلم:علي حسين

كالعادة صباح كل يوم أبحث عن موضوع جديد لهذه الزاوية ، لكن بعد إعلان التحالفات الانتخابية ، أدركتُ ما كان يفوتني كلّ مرّة ، من أنّ البعض مصرّ على السخرية منّا جميعا. لذلك، سأظلّ أُكرّر القول إنني لن أتوقف عن تذكير الناس بما يجري حولهم من دمار وأسىً باسم الانتهازية الطائفيّة أحياناً ، وباسم الاستحقاق الانتخابي أحياناً كثيرة .دائما ما أُكرر عليكم حكاية النمساوي ستيفان زفايج ، لأنّها أفضل وأغنى رواية عن خراب الأمم، ففي لحظة فارقة من تاريخ البشريّة يكتب هذا الرجل النحيل : ” أنّ الاعتبارات السياسيّة تنتصر دائماً على الأخلاق” ويروي لنا في كتابه ” عنف الدكتاتورية ” كيف أنّ مؤسسات الدولة تتحول إلى حواضن للتخلّف، حين يتولّى أمورها أناس يرفعون شعارات وحناجر الفشل والكذب .. حين صدر كتاب زفايج عام 1936 في قمة صعود النازيّة، خشي من بطش هتلر فكتب حكاية دارت أحداثها قبل نصف قرن عن السياسي الجاهل الذي يريد أن يُؤسس لدولة “الهواة”، فنجد كيف أنّ المؤسسة السياسيّة ومن خلال شعاراتها المتخلّفة تريد أن تتحكّم بعقول الناس، وتسعى لأن تجعل من الجماهير وقوداً في حروب الكراسي ، اليوم يحاول جميع الساسة أن يُساق المواطن العراقي إلى المصير البائس ذاته، بالطريقة ذاتها، وعبر الأشخاص أنفسهم، مع فارق وحيد، هو أنّ الشعارات هذه المرّة تمّ تغليفها بعبارات الإصلاح والقائمة العابرة للطائفة والدولة المدنيّة .

إنّ كلّ الوقائع على الأرض تقول إنّ الانتخابات يحكمها قانون الانتهازيّة ، فذاك مرشّح سبق له أن سرق أموال الكهرباء. وهذا آخر حوّل الوزارة إلى إقطاعية خاصة لحزبة ، وذاك متّهم بسرقة أموال النازحين ، وهذه ظلّت لسنوات تشعل نار الفتنة الطائفيّة .

ولأننا أيها السادة أصحاب تكتّلات النصر والفتح والقانون والعدالة والوطنيّة والمدنيّة والوفاء ومتّحدون من أجل سرقة البلاد ، وعشرات الأسماء التي فقدت معانيها لا نملك غير أصواتنا، فإننا نرفض هذه المرّة أن نساق إلى مهرجان أبطاله مزيّفو الوطنية، ولهذا فالحلّ الوحيد للوقوف أمام مهازلكم هو أن نفرض كلمة ” لا ” وأن نبدأ بحملة مقاطعة لمهرجاناتكم، ، وأن نجعلكم تدركون أننا لسنا بحاجة الى بضاعتكم الفاسدة.وأننا لن نلقي عليكم التحيّة الانتخابيّة، وسنرفض كلّ شعاراتكم المزيّفة، ولن نقترب من دكاكينهم الانتخابيّة، وسنقاطع كلّ خطبكم وصرخاتكم.

سنصرّ على أن نقول لا، مرّة ومرّتين وثلاثاً ، لكلّ المرشحين الذين يصرّون على تحويل مؤسسات الدولة إلى إقطاعيّات خاصة يتحكّم بها ابن العم وزوج البنت وابن الخالة!أيّها الناخب يا من يريدون منه الاستمرار في مهرجان الشعوذة الانتخابية ، اصرخ في وجوههم : لقد مللنا منكم.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *