الجعفري:تجاوزنا المصالحة الوطنية الى مشاركة وطنية ونحترم التنوع في التفكير!!

الجعفري:تجاوزنا المصالحة الوطنية الى مشاركة وطنية ونحترم التنوع في التفكير!!
آخر تحديث:
بغداد/شبكة أخبار العراق- قال وزير الخارجية ابراهيم الجعفري ان “العراق تجاوز المصالحة الوطنية الى مشاركة وطنية”.ونقل بيان للخارجية ، عن الجعفري قوله في كلمته في المؤتمر السياسي والثقافي في فرنسا “أقول لكم بصراحة، نحن في العراق -ليس غـُرُوراً، ولا ادِّعاءً- استطعنا أن نتجاوز المُصالَحة الوطنيّة إلى مُشارَكة وطنيّة في كلِّ هيكل من هياكل الرئاسة، وفي كلِّ مُؤسَّسة من مُؤسَّسات الدولة إذ تجد التنوُّع، كما تجدون هذا التنوُّع في الوفد العراقيِّ الآن حيث كلُّ الديانات، وكلُّ المذاهب، وكلُّ القوميّات، وكلُّ الاتجاهات السياسيّةن هذا هو العراق الجديد، وهو لم يكـُن بقرار آنيٍّ في هذه المرحلة إنما تدوَّر لنا منذ التاريخ”.وأضاف “هناك تنوُّعات عراقـيّة ورثناها عن آبائنا وأجدادنا ليس من الصحيح أن نتهم الأديان بسبب المُتديِّنيين الذين ينتمون إليها، يجب أن نـُفرِّق بين الكاثوليك والكاثوليكيّة كفكر ودين عن بعض المُجرمين الذين مارسوا الإجرام، وينتمون إلى المُجتمَعات الكاثوليكيّة كهتلر وغيره، وكذلك في البروتستانت، والإسلام، واليهوديّة، وكلِّ الديانات بلا استثناء”.وأشار الجعفري الى ان “المحور الذي نجتمع لمناقشته على أقصى درجات الأهمّيـّة، وهو المحور السياسيّ، والثقافيّ، نعم، نحن نــُواجـِه في هذا الزمن التحدِّي الإرهابيَّ وفيه طابع مُسلـَّح، وطابع عسكريّ، ولكن ما من مُمارَسة إلا وتقوم على أساس فكريٍّ، وسياسيّ”.وتابع ان “الحُرُوب، والإرهاب تعبير فوقيٌّ وبنيويّ عن قرار سياسيٍّ ينطوي على مفهوم وفكرة؛ إذن كلُّ شيء من حولنا ينطوي على ثقافة، وينطوي على فكر، والتخريب يقوم على فكر تخريبيٍّ، والسلم والمَحبّة يقومان على فكر السلم والمَحبّة؛ لذا أتصوَّر أنَّ ندوة كهذه يجب أن تـُلقِي الضوء على مسألة تأثير الجانب السياسيِّ والفكريِّ، وتمرّ بها مُرُوراً دقيقاً مُتأنـِّياً؛ حتى تتحوَّل إلى مُفاعِلات ميدانيّة في الساحة”.
وقال “يُعانِي العالم اليوم من عدم احترام التنوُّعات في كلِّ المُجتمَعات، التنوُّع البشريّ ليس كالتنوُّع الحيوانيِّ إذ يُوجَد -مثلاً- للأسماك والطيور في التكوين والخلقة عشرات الآلاف من الطيور والأسماك، لكنَّ البشر من حيث التكوين واحد، وإنما يكمن تنوُّعه في تفكيره، وما ينعكس في سُلُوكه؛ لذا ليس أمامنا إلا أن نحترم هذا التنوُّع، ونحترم المُعتقدات، واتجاهات كلِّ المذاهب المُختلِفة”.وأكد الجعفري ان “العالم اليوم يعيش عالم التقارُب الإنسانيِّ رغم البُعد الجغرافيِّ في المسافات القارّات مازالت مُتباعِدة لكنَّ الأفكار تتقارب، المصالح تتقارب، ويجب أن نتماهى، ونتكيَّف مع هذا العالم الجديد، ومن الخطأ أن ننجرَّ، ونحكم على الديانات كفكر من خلال الشذاذ، والذين يرتكبون هذه الجرائم. إذا شاء لنا أن نحكم على أمّة من خلال أفراد فلنأخذ أحسن الأفراد، ونحكم عليها، ولا نأخذ الناس الشذاذ”.ولفت وزير الخارجية الى ان “صحايا الإرهاب من المُكوِّنات كافة، مخاطبا الحاضرين “خذوا مثلاً، في العراق الآن فصائل الإرهاب تأتي من خلفيّات دينيّة مُتعدِّدة، ودوليّة مُتعدِّدة، وإقليميّة مُتعدِّدة، وضحايا الإرهاب في العراق لم ينحصروا في دين واحد، بل منهم مُسلِمون سُنـّة وشيعة، وإيزيديّون، وصابئة”وقال الجعفري ان “كلُّ الديانات بلا استثناء هم اليوم في المسرح العراقيِّ من ضحايا الإرهاب؛ لذا علينا أن نـُركـِّز؛ حتى نحفظ تراثنا، وتاريخنا الإنسانيَّ العابق بالتعايش”.وأضاف “علينا -أيضاً- أن نـُركـِّز بأن لا ذاكرة لكلِّ أمّة من دون الحفاظ على تاريخها، وتراثها؛ لذا فتوجيه الضَرَبات لهذا التراث الموجود في العالم هو تعبير عن نسف ذاكرة هذه الأمم، وتبدأ مرحلة الفوضى في الوقت الذي نجد الجميع في العراق يتعايشون معاً، لا تـُوجَد مدينة من مُدُن العراق ليس فيها تنوُّع من البصرة جنوباً عبر محافظات الوسط، وانتهاءً بشمال العراق عرباً، وأكراداً، وتركماناً”.وشدد وزير الخارجية العراقي على “حماية الآثار كونها مسؤوليّتنا جميعاً، وإشاعة ثقافة التنوُّع الوطنيِّ بين الشباب؛ لأنـَّهم صُنـّاع الحاضر، والشابّ هو الذي يصنع الحاضر، ولا يصنع المُستقبَل، وكلُّ ثورات الشُعُوب قامت على أكتاف الشباب، وان التمسُّك بالشباب، ورعايتهم، والاعتماد عليهم، وفتح فرص الاستثمار لهم في مُؤسَّسات الدولة من شأنه أن يجعل العالم على مشارف مرحلة جديدة، هكذا فعل الشباب في التاريخ، ويُمكِن لهم أن يفعلوا الآن في الحاضر”.وطالب “بمحاسبة الذين ارتكبوا جرائم، ولابدَّ أن تتضافر جُهُودنا جميعاً من أجل مُلاحَقة مَن يرتكبون الجرائم، ويُحدِثون الفساد، ويهدرون الأموال والدماء، ولابدَّ من إنزال العقوبات الصارمة، والعادلة بحقهم” لافتا الى ان “هناك ظاهرة الآن في العراق، ولعلها في سورية، ومناطق أخرى، هي، ظاهرة النازحين في البلد الواحد من مدينة إلى مدينة، وهناك ظاهرة المُهاجـِرين من الداخل العراقيِّ إلى الخارج العراقيِّ.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *