العبادي:نخوض ثلاثة حروب الاولى مع داعش والثانية مع الفاسدين والثالثة على الجبهة الاقتصادية

العبادي:نخوض ثلاثة حروب الاولى مع داعش والثانية مع الفاسدين والثالثة على الجبهة الاقتصادية
آخر تحديث:
 بغداد/شبكة اخبار العراق- قال رئيس الوزراء حيدر العبادي أن “العراق يبيع النفط على سعر 23 دولاراً للبرميل” مشيرا الى ان “التراجع الكبير في أسعار النفط العام الماضي وهذا العام أثر على اقتصاد البلاد،” متهما “تركيا بتأسيس كيان داعش وانها تطمح لاعادة الدولة العثمانية”.وأشار العبادي في مقابلة مع سي ان بي سي على هامش مؤتمر دافوس الاقتصادي في سويسرا الى ان “الوضع صعب هذا العام تماماً كما كان صعباً العام الماضي، فكان فيه سعر التعادل للبرميل الواحد في موازنتنا هو 57 دولاراً للبرميل الواحد، لكننا لم نحصل في نهاية المطاف إلا على 45 دولاراً للبرميل، وهذا الأمر كان قاسياً جداً علينا، وهذا العام حددنا سعر التعادل للنفط عند 45 دولاراً للبرميل، لكننا نبيعه حالياً مقابل 23 أو 24 دولاراً للبرميل، وهذه ظروف قاسية بالنسبة لنا”.وتابع “حالياً نحن نحرز النصر على داعش، وقد تمكّنا من تحرير أجزاء كبيرة من العراق من سيطرة داعش، وعناصر التنظيم باتوا هاربين حالياً وقد هُزموا في مناطق عديدة، ونحن وضعنا خطة لطرد داعش من العراق في هذا العام 2016، ونعمل على إرسال قوات إضافية إلى شمال البلاد لتحرير الموصل ونينوى من داعش وهذا آخر معقل هام للتنظيم”.وبين العبادي “من الواضح بأنّ داعش باتت تفقد زخمها، وخلال الأسبوع أو الأسبوعين الماضيين لاحظنا أنهم خفضوا الرواتب التي يدفعونها للإرهابيين، وهذا يعني بأننا ننتصر عليهم ونوقف تمويلهم”.وقال “للأسف داعش كانت تحصل على الأموال من مكان ما، وليس جميع الناس موحدين في وقف عمليات التهريب من قبل داعش والتمويل الذي يحصل عليه، لكننا نحقق النتائج المرجوة، غير أنّ التراجع الكبير في أسعار النفط العام الماضي وهذا العام أثر علينا كثيراً، ونحن يجب أن نستمر في حربنا ضد داعش، وأن نحافظ على استدامة اقتصادنا”.وأوضح رئيس الوزراء ان “العراق كان يعتمد على النفط لسنوات طويلة، وقد أنجزنا في الحكومة العراقية مجموعة من الإصلاحات نجحنا فيها، حيث خفّضنا الإنفاق الحكومي بقدر كبير، ونتيجة لذلك فإن الفساد سوف يتراجع بطبيعة الحال، لذلك هناك الكثير من الفاسدين الذين يحاولون عرقلة جهودنا، لكنهم لم ينجحوا حتى الآن، وآمل ألا يتمكنوا من النجاح، نحن نخوض ثلاثة حروب حاليا: واحدة مع داعش، وواحدة مع الفاسدين، والثالثة على الجبهة الاقتصادية، ونبذل جهوداً كبيرة في خوضها”.وذكر، إن “ست عشرة محافظة عراقية من أصل ثماني عشر محافظة تنعم بالأمان حالياً، وهناك العديد من الشركات الدولة المتعددة الجنسيات التي تعمل في العراق، بما في ذلك شركات النفط الدولية، وهي تنعم بالأمان وأعمالها في ازدهار، وأنا أستطيع أن أضمن لها الأمان، والعراق يشكّل فرصة كبيرة بالنسبة لهم، نعم هناك تحديات ونحن نتفهّم ذلك، لكننا نواجه هذه التحديات”.وقال “أعتقد أن العراق يتمتع بالكثير من الإمكانيات غير المستغلّة بعد، ويمكن استغلالها، فالمجتمع العراقي قوي جداً وقد وقف في مواجهة الإرهاب وتحدّاه بقوة، ونحن نمضي قدماً، إذاً رسالتي واضحة جداً، نحن كنا نجري محادثات مع شركات النفط الدولية من أجل الموازنة بين إنتاج النفط وأسعاره وتحديد تكلفة البرميل الواحد، حتى الآن أعتقد أن التكلفة كبيرة وهذا أمر غير مستدام مع الأسعار الحالية المنخفضة للنفط”.وقال العبادي “لدينا عمليات إصلاح جارية، وخفضنا الإنفاق الحكومي بمقدار كبير جداً، ونحن نحرز النصر، ولم يكن هناك هجوم شعبي علينا في المقابل، بل الشعب العراقي يظهر تفهّمه للأوضاع، لكن باعتقادي أننا سنواجه تحدياً كبيراً في المستقبل لأننا مضطرون إلى استعمال الكثير من مواردنا لمحاربة داعش”.وشدد رئيس الوزراء “يجب أن نمنح الجيش ما يحتاجه لمحاربة داعش، وهو بحاجة إلى موارد وذخائر وأسلحة وتجهيزات وعلى أساس مستدام، وهذا هو سبب حضورنا هنا الى دافوس، فنحن نجري مباحثات مع صندوق النقد والبنك الدوليين ومع العديد من الشركات المتعددة الجنسيات المستعدة لمساعدة العراق كما رأينا. وقد سررت بأنهم كانوا هم من طلب الاجتماع بنا، وهذه علامة مشجعة جداً”.وعن الدعم الدولي المطلوب للعراق قال العبادي: كنا في الماضي نحتاج إلى ثلاثة أشياء [التدريب والأسلحة والدعم الجوي] وحالياً لدينا مطلب رابع هو الدعم الاقتصادي، نحن لسنا بحاجة إلى أموال نقدية، وإنما نحتاج إلى تسهيلات إضافية، فالعراق يتمتّع بإمكانيات هائلة ونحن لن نفلس، فالعراق بلد منتج للنفط، ويحتوي على الكثير من الفرص وسنكون في وضع أفضل بكثير في المستقبل مقارنة مع الآن، وهذا ما نتطلع إليه حالياً، ونحن نحصل على بعض الدعم لكننا نتوقع المزيد من الدعم، وآمل من خلال اتصالاتنا هنا وفي أماكن أخرى أن نحصل على هذا الدعم”.وعن الازمة بين إيران والسعودية قال رئيس الوزراء العراقي “من المؤكد أنها غير جيدة باعتبارها يجرُّ المنطقة بأكملها إلى النزاع الطائفي وهو الأمر الذي لن يساعدنا في الوقت الذي نقاتل فيه عدوتنا داعش، ويتوجب علي هنا أن أحذر الجميع من داعش لخطورتها وقدرتها الفائقة على إفساد الشباب وهو الأمر الخطير الذي تعاني منه سوريا والعراق، ولا يجب أن يُمنحوا الفرصة الآن”.وتابع ان “الحل في ذلك هو إيجاد حل سياسي في سوريا، هناك عملية جارية وهي بطيئة برأيي ويجب أن تتسم بالقوة لتحقق المزيد من التقدم والتطبيق، وإلا فالوضع كما نراه الآن في سوريا، هناك تزايد في اللاجئين الذين وصلت أعدادهم من 10 إلى 11 مليون شخص سواء داخل أو خارج سوريا”.وأضاف “كما أن الاقتصاد السوري قد تضرر بالكامل إلى جانب البنية التحتية، الوضع الآن ليس في مصلحة أحد، فالإرهاب الذي في سوريا بات يخرج إلى بقية الأرجاء، وكما رأينا ما حدث في اسطنبول وباريس وجاكرتا، الأمر الذي يدل على خطورة هذه المنظمة الإرهابية التي تدعى داعش، ولكن إن قمنا بتوحيد القوى، فسنتمكن من توجيهها نحو محاربة داعش وطردها من سوريا”.وحول الامة بين بغداد واربيل قال العبادي “نحن نعمل معاً، وخاصة مع الأكراد داخل العراق، كما أننا نعمل أيضاً مع الأكراد داخل سوريا، ولكن هناك مشكلة في تركيا، فتركيا تعتبر الأكراد مشكلتها الأساسية أكثر من داعش، وهذه مشكلة بالنسبة لنا، وهم يحاربون حالياً حزب العمال الكردستاني وغيره من العناصر الكردية الأخرى في تركيا وقد وسعوا حربهم إلى داخل العراق، وهم يردون أيضاً توسيع عملياتهم إلى سوريا”.وأضاف “بالنسبة لنا هذا يشكّل أمراً مقلقاً، فباعتقادي تركيا تريد العودة إلى أمجاد الدولة العثمانية، ولا أعتقد أن هناك مكاناً لذلك في المنطقة، نحن يجب أن نحافظ على علاقة جيدة مع جارتنا تركيا، وقد بذلنا جهداً كبيراً للمحافظة على هذه العلاقة الطيبة، وأنا بصفتي رئيس وزراء العراق أتوق إلى تحسين علاقتنا مع تركيا، وهو أمر فعلناه من قبل، ولكن عبور الوحدات العسكرية التركية إلى العراق هو أمر غير مفيد على الإطلاق، ولا أرى أي دور لهم في محاربة داعش في الموصل لأنهم لا يفعلون ذلك”.وأضاف “إذا أرادوا تركيا محاربة داعش، فهي موجودة على حدودهم مع سوريا، وبإمكانهم محاربة داعش هناك، وليس من المفيد برأيي أن يكون لتركيا مطامع في الأراضي العراقية، هذا الأمر غير مفيد لهم ولنا، وأعتقد أنهم يجب أن يغيّروا أولوياتهم من اعتبار الأكراد مشكلتهم بحيث تصبح داعش هي المشكلة الأساسية، وأنا أعتقد بأنّ تفجير بعض الأهداف من قبل داعش في تركيا هو أمر يجب أن يشكل إنذاراً للأتراك ويجب أن يأخذوه على محمل الجد”.واعرب العبادي عن امله “بتصعيد تركيا محاربتها لداعش،، ولكن لا ننسى بأنه قد كان لداعش في السابق علاقات مع زعماء أتراك ولدينا بعض الأدلة وهم على علم بذلك، اعتقد أن تأسيس كيان داعش كان من خلال تركيا، ويجب أن يتم إيقاف ذلك، أما الاتراك فهم يقولون لنا خلاف ذلك وأنهم حريصون على محاربة داعش، إلا أنني أقول لهم بأنني لا أرى أي دليل على ذلك وأتمنى أن أرى ما يبرهن كلامهم”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *