بغداد وطهران تتفقان على شن حملة اعلامية ضد العربية السعودية

بغداد وطهران تتفقان على شن حملة  اعلامية ضد العربية السعودية
آخر تحديث:

بغداد/شبكة أخبار العراق-  حملت الأيام الماضية ثورة وهيجان كبيرين أطلقهما رئيس الوزراء نوري المالكي وقادة حزب الدعوة وأعضاء ائتلاف دولة القانون الحاكم اتجاه العربية السعودية متهما إياها بالتسبب بموجة العنف الضاربة في العراق منذ أكثر من عشر سنين حتى يومنا هذا بمعونة السعودية وقطر حسب تصريحاتهم ،وجاءت هذه الحملة الإعلامية من قبل حكومة المالكي وحزب الدعوة بعد توقيع الاتفاق المبرم بين حكومتي بغداد وطهران في الشهر الماضي ، والمتضمن شن حملة إعلامية ضد العربية السعودية وقطر، ووظفت حكومة المالكي المال العام لخدمة هذا الاتجاه  ،وتجاوزت اتهامات المالكي  موضوع التسبب إلى غيرها فكان كلامه المحرض يحمل تهديدا مبطناً تجاه العربية السعودية وقطر ، عندما قال في كلمته الأخيرة :” ان العراق أصبح هدفا للإرهاب والإرهابيين وهناك دول تدعم الإرهاب في المنطقة وتموله لكنه سينتقل إليها في نهاية المطاف” في إشارة منه إلى العربية السعودية وقطر ، وهذه المرة الثالثة يشير بها المالكي الى العربية السعودية  وقطر بشكل ضمني”. واتهام  المالكي للعربية السعودية وقطر ووصفهما  “بالشيطانية الخائنة”. هي جزء من دائرة الحملة الإعلامية التي يشنها حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون منذ توقيع الاتفاقية بين طهران وبغداد ،  ولكن ازدادت في الآونة الأخيرة خاصة بعد ان حصل المالكي وحكومته على “الدعم” الأمريكي والأوربي ومن الجامعة العربية في معركته في الانبار مما افقد صوابه ، وغالبا ما يوجه المسؤولون العراقيون اتهامات للسعودية وقطر بالوقوف خلف تلك الجماعات الإرهابية.وهي تفسير لظاهرة عداء المالكي للسعودية وقطر إلى درجة الحقد ، وان الهجوم المتكرر عبر وسائل الإعلام على المملكة العربية السعودية وقطر هو  جزءا من مخطط لإبعاد العراق عن محيطه العربي، وترضية لإيران، يقابله في الوقت ذاته غض النظر عن التدخل الإيراني السافر في الأوضاع الأمنية وسلبها لثروات العراق الاقتصادية والمائية، بل إن المالكي يتردد في انتقاد إيران، لأنها  تعتبر العراق دولة تابعة لها، وهجوم قادة حزب الدعوة بالفترة الأخيرة على العربية السعودية وقطر هو توسيع حدود الصراع الدولي الإقليمي الجاري في المنطقة ليضع دولها كلّها، تحت تهديد التهشم والتفكك وإعادة التركيب خدمة للمشروع الإيراني .السلاح الأساسي في تفكيك وتركيب المنطقة هو إحياء وتجييش وتفعيل ما يسمى النزاع السني الشيعي بحيث تصبح أفعى موسى التي تلتهم أفاعي الصراعات السياسية الإيديولوجية القديمة، من يسار ويمين، ورجعية وتقدم، وعلمانية وإسلام سياسي ومحاور إقليمية أمريكية وروسية الخ.. في هذه الصيرورة الجديدة اكتشفت روسيا فجأة نفسها في دور المستفيد الأكبر، بل وأحياناً في دور مايسترو اللعبة، مع تزايد انصباب المياه في طاحونتها، فخراب المنطقة العربية عن بكرة أبيها يبدو استثماراً ستقطف ثماره السريعة بارتفاع أثمان نفطها وغازها وسهولة إيصاله إلى أوروبا والصين، وهما من أكبر المستهلكين لمواد الطاقة في العالم.أما إيران، فتجد نفسها في منزلة بين المنزلتين، فهي ورقة كبرى في لعبة البوكر الروسية، وهي أيضا أكبر اللاعبين في الإقليم، فعقابيل الاحتلال الأمريكي للعراق، واستثمارها البعيد المدى في الأحزاب الصفوية  في العراق ولبنان واليمن والبحرين والسعودية وغيرها، جعلها متحكمة وقادرة على الصرف من خزّان بشري لا ينفد.والتراجع الاستراتيجي الأمريكي بعد فشلهم الكبير في افغانستان والعراق، والانحسار التدريجي لتأثير أوروبا السياسي إضافة لقوة الهجوم الروسي الإيراني، ومن هنا استمرت حملة حزب الدعوة بقيادة المالكي و”خلية صقور” دولة القانون من إعداد كل المستلزمات في زيادة الهجمة الشرسة ضد الدول العربية وخاصة السعودية  العربية وقطر بل تعدى ذلك حين  أكد النائب عن ائتلاف دولة القانون علي الشلاه،  ان شهر شباط الحالي سيشهد عقد مؤتمر لفضح الدول الداعمة “للإرهاب”، لافتاً إلى ان إجراءات ستتخذها الأمم المتحدة بحق هذه الدول، وفيما أكد ان العراق يمتلك أدلة لفضح بعض الدول منها السعودية وقطر، وأشار إلى ان رئيس الوزراء نوري المالكي طالب كي مون خلال زيارته  الأخيرة للعراق برفع دعوى قضائية ضد داعمي “الإرهاب”يقصد العربية السعودية وقطر .وقال الشلاه في تصريح له اليوم: إن “شهر شباط الحالي  سيتم خلاله عقد مؤتمر لفضح الدول الداعمة للإرهاب في العراق”، مبيناً ان “هذا المؤتمر سيكشف حقيقة هذه الدول ومشاركتها في قتل العراقيين”.وأضاف ان “هناك ما يدل على دعم بعض الدول للمجاميع الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة”، مشيراً إلى ان “هناك إجراءات ستتخذ بحق الدول الداعمة للإرهاب من قبل الأمم المتحدة”. وأكد النائب عن دولة القانون “وجود أدلة ودلائل تؤكد تورط بعض الدول بدعم الإرهاب وعلى رأسها السعودية وقطر وغيرها من الدول في الشرق الأوسط”.هذا ووجهت وزارة الخارجية العراقية دعوات لدول عديدة لحضور مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي سيعقد في 15 من الشهر الحالي ، وهذا المؤتمر جاء بتوجيه من ايران وتمويله وانعقاده في بغداد لغايات سياسية ضد العربية السعودية وقطر.

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *