خاطرة قانونية للمهاجرين بقلم د محمد الشيخلي

آخر تحديث:

بعد أن تفاقم وضع المهاجرين (( غير الشرعيين )) من طالبي اللجوء الآنساني أو السياسي , هربآ من الاوضاع غير المستقرة في بلدان الشرق الآوسط , وطلبآ الى حياة تحفظ كرامة ألآنسان وفقآ الى المعاهدات والمواثيق والآتفاقيات الدولية , وخاصة ما يتعلق بمعاهدة دبلن المتخصصة بوجوب توفير الحماية الى طالبي اللجوء وفقآ لشروط وقواعد هذه المعاهدة لعام 2003 واتفاقية الآمم المتحدة عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين.
وددت أن أوضح نقطة مهمة جدآ للمهاجرين ( غير الشرعيين ) والشرعيين الى دول الآتحاد الآوربي , وهي أن تقديم طلب اللجوء ليس أختياريآ من قبل طالب اللجوء لدولة من دول الآتحاد الآوربي , بمعنى أن المهاجر ليس من حقه أختيار الدولة التي يرغب الآقامة فيها وأنما عليه أن يقدم طلب اللجوء في أول دولة يصل أليها من دول الآتحاد الآوربي , لآن الغاية من الاتفاقية هي حماية حق الانسان في الحياة لتعرض حياته في موطنه الاصلي الى الخطر , وليس من حق المهاجر ان يسير في دول الاتحاد الاوربي حتى يختار دولة حسب مزاجه , لذا فأن تقديم البصمة من قبل المهاجر في اول دولة يصل اليها توجب الآختصاص المكاني لهذه الدولة في نظر طلبه للجوء , وليس من حقه أن يترك هذه الدولة ليذهب الى دولة أخرى من دول الاتحاد الاوربي .
حيث لاحظنا ان اغلب المهاجرين وبعد ان يعطي بصمته في دولة مثل ( اليونان أو أيطاليا ) فأنه يغادر بعدها الى دولة أوربية أخرى مثل ( المانيا أو السويد أو النمسا أو بريطانيا ) ويعطي معلومات مغايرة بانه وصل لهذه الدولة مباشرة عن طريق التهريب , وبعد التحقيق يتبين ان بصمته في دولة اخرى , فتتم اعادته للدولة التي اعطى فيها بصمته استنادآ الى اتفاقية دبلن باعتبار ان اول دولة اوربية وصل الى اراضيها هي صاحبة الاختصاص بنظر طلب لجوئه واتخاذ القرار لاقامته فيها من عدمه .
وللآسف فأن أغلب طالبي اللجوء يتبعون هذه الطريقة غير القانونية والتي يدفعون ثمنها معاناة ألآنتظار الطويل ولسنوات أحيانآ لنظر قضاياهم والتي تؤدي الى رفض طلباتهم من كلا الدولتين , فقد وجدنا أن أغلب المهاجرين يقضون أشهر في التنقل بين بلدان دول ألآتحاد الآوربي ليختار أحسنها وضعآ , ليعيد تقديم طلب اللجوء فيها ( متناسيآ أن بصمته في أول دولة وصلها ) , ولكن للآسف النتيجة دائمآ هي الرفض والآعادة القسرية الى الدولة الآولى والتي قدم بصمته فيها , أعتقادآ خاطئآ منهم بأنه من حقه الآختيار للدولة .
أيها المهاجر أنتبه أن طلب لجوئك هو لحماية حياتك من الخطر وليس لغرض البحث عن رفاهية الدول الآوربية , والاختيار فيما بينها , بالتأكيد أتمنى لكم جميعآ أن تستقروا في بلدان تعتبر جيدة نسبيآ من حيث الرفاهية والآستقرار وتوفر أقصى امكانيات الحياة وحفظ كرامة ألآنسان مثل بريطانيا أو المانيا أو الدول ألآسكندنافية , ولكن أنتبه وتذكر الى أن دول الآتحاد الآوربي تستقبل طالبي اللجوء وفقآ لآتفاقية دبلن , وألتزام هذه الدول بكل بنود هذه الآتفاقية ومنها الآختصاص المكاني للدولة بنظر طلب اللجوء الآنساني أو السياسي , ولا تقضى هذه الاتفاقيات بمنح حماية تلقائية أو دائمة , وأنما تمنح حق الآقامة ( حق اللجوء ) وفقآ لما يثبت أن طالب اللجوء معرضة حياته الى الحطر في حالة عودته الى موطنه …
أيضاح مهم – ( نتيجة للوضع ألآستثنائي لتدفق اللاجئين فأن ألمانيا قد أعلنت عن أيقاف العمل مؤقتآ بألآعادة القسرية لطالب اللجوء من حملة الجنسية السورية حصرا الى دولة الوصول الآولى وتعليق العمل مؤقتآ معهم بنظام البصمة الآولى )
ملاحظة ( للحديث بقية قانونية )
د محمد الشيخلي
مدير المركز الوطني للعدالة
المملكة المتحدة – لندن
26/08/2015

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *