فواد حسين:ان القوات الكردية دخلت كركوك بطلب من نور المالكي

فواد حسين:ان القوات الكردية دخلت كركوك بطلب من نور المالكي
آخر تحديث:

اعلن رئيس ديوان رئاسة اقليم كوردستان، فؤاد حسين، السبت، عن ان قوات الپيشمرگة الكوردية دخلت كركوك بطلب من رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته نوري المالكي، كاشفا عن اسرار حقيقة الاتصالات التي اجراها قادة الاقليم مع مكتب المالكي. وقال حسين في مقابلة خاصةان التهديدات من قبل تنظيم “داعش” على أمن الإقليم لا تزال موجودة، مستدركا “كانت هناك مقاومة، رغم تراجعات حدثت نتيجة خلل تنظيمي وقد جرى إعادة تنظيم قوات الپيشمرگة والآن المبادرة بيد قوات الإقليم بينما قوات داعش الإرهابية تتراجع. وأوضح حسين ان توازن القوى العسكرية كان لصالح داعش بعد أن سيطر على أسلحة ستة فرق من الجيش والشرطة العراقية عندما سيطر على الموصل، مشيرا الى سيطرتها على ألف سيارة مدرعة والآلاف من المدافع مختلفة المدى، ووقعت مخازن الأسلحة الثقيلة والخفيفة والعتاد الهائلة في الموصل وأطراف صلاح الدين بيده.واضاف انه وبعد سيطرتها على هذه الأسلحة نظمت قوات داعش هجوما منظما على مقرات بعض الفرق والألوية والمعسكرات للجيش السوري داخل أراضي سوريا وسيطرت على أسلحة متطورة بينها صواريخ متوسطة المدى.، لافتا الى ان “داعش” حصل على أكثر الأسلحة تطورا وحداثة وقوة من الجيشين، العراقي والسوري.وتابع ان قوات داعش سيطرت على قضاء تلعفر قبل سقوط قضاء سنجار بأسبوعين، وهو ما خلق وضعا استثنائيا لصالحها لأن غالبية أهالي تلعفر، وخاصة الشيعة التركمان نزحوا من مدينتهم إلى سنجار، وهي مدينة فقيرة أصلا وتبتعد عن الإقليم نحو مائة كيلومتر، مشيرا الى ان في أطراف الطريق إلى سنجار بنحو 70 كيلومترا تنتشر عشائر عربية سنية، والوصول إلى سنجار يحتاج إلى طريق، فإذا كان هذا الطريق بيد حلفاء وأصدقاء كان من السهل الوصول إلى سنجار ومساعدة الأهالي.واضاف ان هذه العشائر “انقلبت علينا” وصارت من أنصار داعش وأصبح هذا الطريق عدائيا للكورد، لافتا الى ان هناك خللا كبيرا في تنظيم الپيشمرگة في سنجار وإدارة العمليات العسكرية هناك لهذا سيطرت قوات داعش على سنجار “بدعم من العشائر العربية السنية” وانهيار بقية المناطق المحيطة بسنجار لأن الأهالي سمعوا بجرائم وفظائع داعش التي مارسوها على سكان المناطق التي سيطروا عليها.وحمل حسين نوري المالكي باعتباره رئيسا للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة (وقتذاك) مسؤولية انسحاب القوات العراقية من الموصل والسماح لداعش بالسيطرة عليها، منبها إلى أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني كان قد اتصل بالمالكي قبل أشهر وأبلغه بأن داعش موجود وبقوة في الموصل وطلب منه التعاون سوية لتصفية داعش هناك.واستطرد حسين ان المالكي أجاب بارزاني (أنتم دبروا الأمور في الإقليم ونحن ندبرها ببقية المناطق) ورفض التعاون.وأضاف أن المالكي الذي ساعده الكورد في تثبيته بمنصبه خدمة للعملية السياسية لم يثق يوما بهم، مبينا ان المالكي، وبدلا من أن ينقل الأعداء إلى خانة المحايدين، والمحايدين إلى خانة الأصدقاء، نقل الأصدقاء والمحايدين إلى خانة الأعداء.واضاف حسين انه لا بد من تثبيت الأمور تاريخيا، قبل سيطرة داعش بأيام قليلة على الموصل كان بارزاني خارج العراق، وبناء على توجيهاته وتوجيهات رئيس حكومة الإقليم نچيرفان بارزاني ، اتصل (هو) بمدير مكتب المالكي طارق نجم، قبل بضعة أيام من سقوط الموصل، وأقترح أن يأتي مع مسؤولين عسكريين وأمنيين للاجتماع في أربيل لتبادل المعلومات واتخاذ قرار عاجل لأن الأوضاع صارت صعبة للغاية وأن احتمالات سيطرة داعش على الموصل باتت أكيدة.واوضح انه قال “أقسم إنكم إذا دخلتم الموصل فلن تنسحبوا منها بعد هدوء الأمور”، منوها الى ان هذه هي فكرة المالكي ففي اجتماعات سابقة قال إن قوات الپيشمرگة إذا دخلت إلى الموصل لن تنسحب منها.وتابع انه قال لنجم أنه يتصل به لتبليغ رئيس الوزراء بخطورة الموقف، “نحن لدينا معلومات ونحتاج إلى جهودكم ومن دون تنسيق مع الجيش العراقي لا نستطيع دخول الموصل وإذا لم يجر تبليغ القيادة العسكرية في الموصل بضرورة التنسيق مع الپيشمرگة سيتحول الوضع إلى فوضى أمنية ولن يجري التعاون”. واستطرد انه عند الساعة الثانية من فجر اليوم التالي، أي بعد ساعات من احتلال داعش للموصل، اتصل به طارق نجم، وكانت أولى كلماته (فؤاد حسين) له “أقسم أن الموصل جرى احتلالها من قبل داعش؟ ماذا تبقى؟ الأوضاع انهارت تماما”.ومن الأسرار التي كشفها حسين أنه “في العاشر من يوليو (تموز) اتصل به المدير التنفيذي لمكتب المالكي حامد الموسوي، وقال أنه يتحدث باسم رئيس الوزراء (المالكي) ويطلب دخول قوات الپيشمرگة إلى كركوك لأن داعش سوف يسيطر عليها، لافتا الى انه قال للموسوي “طيب سوف نتدخل لإنقاذ كركوك، يعني قواتنا دخلت كركوك بطلب من المالكي”.وحول إمكانية مشاركة الكورد في الحكومة المقبلة، قال حسين ان الكورد سيكونون جزءا من العملية السياسية والحكومة المقبلة، موضحا ان وفدهم التفاوضي برئاسة هوشيار زيباري بدأ بالاجتماعات ببغداد لهذا الغرض، معربا عن تفاؤله بإرادتهم في ان يكونوا جزءا من الحل وليس جزءا من الأزمة.وعاتب حسين العشائر العربية في مناطق الاقليم والمناطق المحيطة به ساندوا داعش لقتل الكورد وخطف نسائهم، مستدركا ان الكورد لا يفقدون إنسانيتهم ويعادون العرب ولا يكرهونهم ولا يخلقون آيديولوجية معادية للعرب، بل يتمسكون بآيديولجيتهم الكوردستانية التي تدعو للتسامح والمحبة.واضاف انهم مجروحون من العرب، “نحن دافعنا عن كل العراق وعن الأردن والكويت والسعودية بأن نحارب داعش وحدنا وبدعم أميركي وإشغالهم عن الهجوم والتوسع نحو دول الجوار”، مستدركا ان أي بلد عربي لم يدعموا، باستثناء المملكة الأردنية الهاشمية التي بعثت بمساعدات إنسانية، ولبنان الذي أرسل وزير خارجيته. وتابع انهم (الدول العربية) لم يقولوا أي شيء، لم تصدر حتى إدانة لجرائم داعش وبأن داعش لا يمثل الإسلام والعرب، مشيرا الى ان الولايات المتحدة وأوروبا البعيدة جغرافيا واجتماعيا وتاريخيا هي من هرعت لمساعدة الاقليم ودعمه عسكريا وإنسانيا.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *