مجلس التعاون الخليجي “يعاقب ” قطر لانها اضرت بأمن المنطقة

مجلس التعاون الخليجي “يعاقب ” قطر لانها اضرت بأمن المنطقة
آخر تحديث:

سعد الكناني

 قرار سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة يوم  أمس الأربعاء، هو امتداد الحملات الإعلامية التي شنتها قنوات وصحف ووسائل إعلام محسوبة على دول الخليج العربي. وأن قرار سحب السفراء ليس مستغربا أو مفاجئا ، ولكنه جاء كرد فعل طبيعي بسبب تصرفات “دولة قطر” وخروجها عن الإجماع الخليجي أولا والعربي ثانيا .ان احتضان قطر للمجاميع الإسلامية المغلقة ودعمها وتمويلها وبشكل علني للمجاميع الإرهابية وعدم التزامها بمقررات مجلس التعاون الخليجي رغم توقيعها على كل الاتفاقيات والمذكرات التي تحدد وتشترط التشاور والتباحث في كل القضايا التي تخدم  الأمن الخليجي .إلا ان قطر تتصرف وتتدخل في شؤون الدول العربية  لصالح المشروع الصهيوني ونعتقد تدخلها في ليبيا وسوريا ومصر والعراق خير دليل على ذلك .

وخطوة سحب السفراء هو تعبيراً عن مصالح الشعوب الخليجية،   ولعل قراءة بسيطة في مختلف تحولات المنطقة منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي تجعلنا نقف على حقيقة الدعم القطري للمجاميع الإسلامية المغلقة وتغازلها مع الحكومة الإيرانية ، فكثيراً ما اختلف الأشقاء في دول مجلس التعاون حول قضايا بينية، كانت قطر هي أس المشكلة لانها ليست لها مبادىء ثابتة  ، ولا نريد هنا أن نسهب كثيراً في التاريخ، فنظرة بسيطة إلى الوراء تؤكد حقيقة ما نقول، فلقد ساندت قطر بكل ما تملك حلف الناتو في تغيير نظام القذافي وفي دعمها وتمويلها للجماعات المتطرفة في سورية والعراق ومصر واحتضانها لبؤر الفتن ،  أن قرار سحب السفراء لم يكن بسبب خلاف بين قطر وإحدى الدول الخليجية حيال موضوع خليجي، وإنما كان خلافاً حيال امن دول الخليج العربي  وإلحاق الضرر في مستقبلها السياسي والأمني . وربما كان دعم قطر لمصر عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك مثار خلاف بين قطر وبين بعض أعضاء مجلس التعاون الخليجي، وهنا لا بد من التذكير بأن قطر هي التي  دعمت جماعة الإخوان في مصر ولازالت . وتصرفت مع الملف المصري بعقلية الانتقام بعد الإطاحة بمرسي وهي وراء سبب عدم  الاستقرار الأمني في مصر . ربما كانت هذه القضية هي قضية الخلاف الجوهري بين قطر والأشقاء في مجلس التعاون، خلاف يستوجب وضع حد لسياسة قطر الخارجية ومعرفة “حجمها” الطبيعي  .ولا ننسى أيضا   قضية قناة الجزيرة وتعاطيها مع الملف المصري والسوري ، وهنا لا بد من التذكير والتأكيد مجدداً أن الجزيرة تبث من قطر وتمثل  البوق الخارجي لسياستها. للأسف جاء موقف الدول في رأينا متأخرا لكن رغم ذلك  سيؤثر على قطر سياسيا . إننا لا نريد أن نخوض كثيراً في تفاصيل مشهد معقد باتت المنطقة برمتها بما فيها الخليجية  تعيش في عين عاصفته، ولكن نقترح  على دول مجلس التعاون الخليجي ان تتبنى سياسة تخدم المشروع العربي  وتحمي أمنه واستقراره  مع اخذ  النظر التهديدات الإيرانية  وخطر مشروعها القومي على دول الخليج العربي كأسبقية أولى . إن المنطقة تمر بتحولات كبرى تستدعي أن يلتئم  الجسد العربي  على أسس حقيقية واضحة، وأن يعمل جاهداً لرأب أي صدع في بيته الداخلي، لأننا نعلم أن الخلاف العربي  يمكن أن يستغله البعض، وأن ينفذ من خلاله إلى هذا الجسد . فقرار سحب السفراء هو معاقبة على مواقفها المخزية.

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *