شناشيل : بعـد تحريـر المـوصـل

شناشيل : بعـد تحريـر المـوصـل
آخر تحديث:

عدنان حسين 

نفرح بهذا البيان كما لم نفرح بأيّ بيان منذ عشرات السنين .. هو بيان البيانات .. بيان استعادة الكرامة الشخصية والوطنية لكل عراقية وعراقي قلبه على وطنه وروحه مع شعبه.

نفرح لاستعادة كرامتنا التي أهدرتها، كما لم تُهدر كرامة شعب من قبل، ثلّة من سياسيي الصدفة الفاسدين، مكّنت عصابة من شذّاذ الآفاق من انتهاك الحرمات والحقوق والحريّات .

نفرح، نعم …

لكن .. لن ننسى أبداً…

لن ننسى أن النصر الكبير الذي أعلنه بيان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي الليلة الماضية إنما تحقق على أيدي الجنود والضباط في الجيش العراقي والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والبيشمركة ومتطوعي الجيش الشعبي والعشائر.

ولن ننسى ان هذا النصر الكبير إنما تحقق بثمن باهظ للغاية .. ثمنه أنهار من الدم وآلاف من الارواح للمقاتلين الابطال الذين تحدّوا الموت وتحدوا التنظيم الإرهابي وتحدّوا ثلة سياسيي الصدفة الذين ما كانوا يرغبون بصناعة هذا النصر الكبير.

لن ننسى ولا يمكن أن ننسى ولا يتعيّن أن ننسى أن كل الخسائر المهولة في الارواح والدماء والممتلكات وكل المعاناة الرهيبة التي واجهها ملايين العراقيات والعراقيين إنما يتحمل المسؤولية عنها أولئك الذين ارتكبوا الاخطاء عقب الاخطاء والخطايا بعد الخطايا التي قادت الى وقوع ثلث البلاد بأرضه وأهله تحت الحكم الغاشم لداعش الإرهابي الخارج من أسوأ حُقب التاريخ وأكثرها تخلفاً وقسوة.

لن ننسى ولا يمكن أن ننسى ولا يتعيّن أن ننسى أنّ من أوجب الواجبات بعد تحرير الموصل بدء مرحلة المساءلة والمحاسبة لكل من كان السبب في هذه المحنة على نحو مباشر أو غير مباشر .. لا نسعى الى الانتقام ولكن من حق الشهداء وعائلاتهم ومن حق الجرحى ومن حق السبايا ومن حق ملايين النازحين أن يروا الذين تسبّبوا في الكارثة وقد أُخرجوا من المشهد السياسي في مرحلة ما بعد الموصل وما بعد داعش.

ولن ننسى أيضاً وأيضاً أنّ من أوجب واجبات الدولة الآن إعادة إعمار الموصل وكل المدن والبلدات المدمرة ابتداءً من هذا اليوم بالذات. اليوم التالي لإعلان بيان البيانات .

نفرح بتحرير الموصل ولا ننسى، ولن ننسى أنّ ثمة مدناً وبلدات عراقية أخرى لم تزل ترزح تحت النير الداعشي وأنّ مئات الآلاف من العراقيين ما زالوا يعيشون الجحيم ذاته.

نفرح بتحرير الموصل ولن ننسى أنّ الطبقة السياسية المتنفّذة المتمسّكة بالسلطة رغماً عن أنف الشعب، من أوجب واجباتها الآن التخلي عن كل ممارساتها غير النظيفة التي أدّت الى حدوث كل ما حدث على مدى السنوات الثلاث الماضية في الموصل وتكريت والرمادي والفلوجة وعشرات المدن والبلدات والقرى الأخرى.

نفرح ببيان البيانات، لكنه فرح يبقى ناقصاً حتى يتحقّق لنا ما نتطلّع إليه في عراق مختلف عن عراق ما قبل تحرير الموصل وما قبل احتلال الموصل… عراق ليس فيه داعش ولا يخاف من ظهور داعش جديد.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *