على باب كفافيس

على باب كفافيس
آخر تحديث:

بغداد: شبكة اخبار العراق- كانت مفاجأة كبيرة حين أخبرني الناقد المصري الصديق شوقي بدر بأن بيت الشاعر اليوناني الكبير كفافيس قريب منا ونحن نسير في شوارع الاسكندرية، أظنه في شارع فؤاد. دقائق من المشي الوئيد حتى وصلنا الى شارع فرعي سمي باسم الشاعر الكبير، ومن ثم دخلنا الى عمارة تنتصف الشارع بين محال لنجارين و»صنايعية» على طول الشارع. كان البيت في الطابق الاول استقبلنا موظف شاب أدخلنا بعد أن قطعنا التذاكر، هناك رأيت كفافيس في سريره وعلى مكتبه يكتب غزلا عن الاسكندرية التي أحبها وأخلص لها، يقول كفافيس: «لن تجد بلادا ولا بحورا أخرى/  فسوف تلاحقك المدينة/ ستهيم في نفس الشوارع وستدركك الشيخوخة/ في هذه الأحياء نفسها وفي البيوت ذاتها/ سيدب الشيب إلى رأسك/ وستصل دوما الى هذه المدينة..» انها الاسكندرية التي عاش بها أجمل أدوار حياته وكانت غوايته التي قادته الى مواطن الجمال والابداع والتي أصبح بفضلها من اهم شعراء العالم، حتى صارت هذه المدينة عالمه الشعري الاثير ومهبط ابداعه وفاتنته الساحرة، كما يقول الناقد المصري شوقي بدر في كتابه (وجوه عظيمة/ قراءات في الادب العالمي) متحدثا عن هذا الشاعر ومقيما تجربته وحبه لهذه المدينة الاسطورية السحرية.. ان النفس الإبداعي المصري ظل يحيط بمكانة هذا الشاعر الذي عاش أجواءه القديمة من دون التوغل في المحلية.. لكن المواطن والمبدع المصري ظلا ينظران اليه كواحد من عمالقة الإبداع الذي زين وجوده الاسكندرية واضاف لها اهمية كبرى، وكذلك فعلت هذه المدينة الساحرة التي لولاها  لما خرج هذا الشاعر الى النور فهي التي كانت معينه ووحيه ومرآة جماله وابداعه والرحم الذي اخرجه الى عالم الوجود.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *