فنان عراقي يبتكر آلة موسيقية جديدة

فنان عراقي يبتكر آلة موسيقية جديدة
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة اخبار العراق- الفنان غازي يوسف ابراهيم  المقيم في ألمانيا درس آلة الناي  في معهد الدراسات النغمية رافقها لاكثر من خمسة وثلاثين عاما , سعى للخوض في البحث العلمي الجاد في تطوير هذه الالة التي بدأت بالانقراض التدريجي والتهميش في الفرقة الموسيقية العربية. وحقيقة الامر انه بالرغم من جمال وعذوبة صوت هذه الالة وبساطة شكلها ,الا ان هنالك الكثير من الخفايا والصعوبات التي تقف وراء هذه الالة , ففيها الكثير من النواقص العيوب والتي يعاني منها كل عازفي الناي. ولهذا كله  سعى الفنان يوسف غازي الى تطوير آلة الناي وتقليل عيوبها ونواقصها, لكي يكون مدخلا مهما في باب تطوير الناي , وفي نفس السياق لتحدد درجة معاناة عازفي الناي. الفنان غازي يوسف الذي عكف لسنوات على تطوير آلة الناي وابتكار آلة جديدة اطلق عليه «نايلوت» لانها مزجت بين الناي والفلوت،لم يكتفِ  بمهنة المهندس الزراعي، فهو فنان يجيد العزف وكانت له مسيرة فنية متميزة، بل خبرة عريقة تمتد لعقود في مجال الموسيقى، انه خبير في الموسيقى العربية، وهو خريج معهد الدراسات النغمية، وعضو مجمع الموسيقى العربية في القاهرة، وعازف وملحن، من رواد المدرسة المصرية في الموسيقى، حضر العديد من المؤتمرات العالمية، له أبحاث ودراسات عديدة في مجال الموسيقى العربية، يعزف خمس آلات موسيقية، لكنه يعشق الناي ربما لأصالة هذه الآلة القديمة والبسيطة، وهي التي اختارها كي تكون مجال رعايته ودراسته والعمل على تطويرها، عن ابتكاره الجديد اشار الفنان الى ان عازف آلة الناي يعاني صعوبة كبيرة في تنفيذ بعض الألحان كون هذه الآلة البسيطة فيها نغمات مفقودة ضمن السلم الموسيقي المؤلف من خمس درجات، لذا يصعب إخراج جميع النغمات، فبدأت لدي فكرة تطوير هذه الآلة منذ سنة 2002، واستكملت الدراسة وابتكرت هذه الآلة النموذج التي تراها التي أضافت نغمات جديدة، إنها ليست من القصب بل من المعدن عبارة عن سبيكة من الخارصين وممكن أن تطلى بالفضة أو الذهب، وهي تسهل الانتقالات النغمية، عبر أسس علمية قمت بدراستها وتجربتها لسنوات طويلة، وحصلت على براءة اختراع عنها سنة 2007، وهي آلة نفخية هوائية تعزف تونا ونصف تون وربع تون، ويمكنها ان تخرج نغمات موسيقية شرقية وغربية، والنايلوت الكامل فيه 15 ثقباً اضافياً، مما يمكنه من إخراج 24 نغمة، وهذا يحتاج من العازف جهدا أكبر من الناي بالاضافة إلى ضرورة التمرين عليه  وعن تسجيل ابتكاره والحصول على براءة الاختراع يضيف يوسف: بحثت كثيرا لتسجيل الابتكار باسمي  حتى وجدت دائرة تسجيل براءات الاختراع في جمهورية مصر العربية. ويضيف  تطوير الناي هو احتياج حتمي، وذلك لمواكبة التطور او التغير الذي يجري في الموسيقى العربية في شتى المجالات، مثل التغير في البناء الموسيقي او تركيبة النسيج الموسيقي.الجهد التصنيعي والنظري فضلا عن ذلك فقد تناول البحث الخطوات النظرية والتطبيقية ( التصنيعية ) بشكل متواز مع الرسوم والمخططات المرافقة لها، الجهد المكتبي والميداني كان في كفة والجهد التصنيعي كان في كفة اصعب، واجهت مصاعب كثيرة في التصنيع اضطررت ان اقضي اياما وليالي في تصنيع «غمازة» او «لامس» وقضيت شهورا للبحث عن قطعة احتجتها للتصنيع، لن اطيل عليكم بتفاصيل انتم في غنى عنها، ولكني احب ان اثبت هنا ان هكذا تجارب بحثية تحتاج الى فريق عمل متكامل من الاختصاصات التي يحتاجها البحث، وحبذا لو يصار الى تشكيل مؤسسة متخصصة في تطوير الات الموسيقى العربية. وخلاصة القول اني اذ اقدم هذا الجهد الفردي المتواضع الذي انفقت فيه الكثير من الوقت (قرابة عشر سنوات) والمال (اكثر من خمسة وعشرين الف دولار), لم اطمح لشيء سوى خدمة عشقي الابدي وهو الموسيقى, وحالما في ان اضيف شيئا ولو بسيطا في تطوير موسيقانا التي بها ولها نحيا.وعن طموحاته في تسويق ابتكاره أكد: لقد عرض الابتكار في القاهرة والجزائر  واعتمد للتدريس في المعاهد الموسيقية وأعجبت الآلة العديد من الفنانين، فكما هو معروف في الناي المصنوع من القصب، لا توجد قصبة تشبه أخرى مئة في المئة، لذا تتباين النغمات فيه، أما في المعدن فيمكن إنتاج نفس المواصفات بالضبط، وسهلت عزف نغمات لم يكن مقدورا عليها. المشروع بحاجة إلى من يتبناه ماديا ليحقق الانتشار عربيا وعالميا، ننتظر ممولين، لصنع هذه الآلة الجديدة، الفنان يناشد المؤسسات الثقافة العراقية للاهتمام ورعاية هذا الابتكار.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *