حكاية سقوط الموصل ..ومكافأة الخونة!

حكاية سقوط الموصل ..ومكافأة الخونة!
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- ضابط كبير من الجيش العراقي في عمليات الموصل روى ما حدث ولكونه شاهد عيان رفض الكشف عن اسمه وتنفرد البينة الجديدة بنشره بمناسبة الذكرى الاولى لهذه النكسة المؤلمة لكل وطني حر غيور شريف . علما ان المفروض بعد كل معركة سواء خاسرة او رابحة يجب استخراج الدروس المستنبطة منها وهذا متعارف عليه في جميع جيوش العالم المتطورة والمتخلفة ومع شديد الاسف وعلى الرغم من هذه النكسة التي هزت العراق باكمله شعبا وحكومة وجيشا وافقدت الثقة بالجيش العراقي وهذا ما يريده معظم الساسة  لم تجر من قبل وزارة الدفاع والداخلية او القائد العام للقوات المسلحة اية دراسة لاسباب النكسة او استنباط الدروس والعبرة منها على الرغم من اهمية ذلك نعزي ذلك لجهل المسؤولين الامنيين او التعمد او المؤامرة ؟! لانعرف ..دعونا نروي لكم الليلة الليلاء وقبلها وبعدها : 
1- بتاريخ 9/6/2014 وفي الساعة الرابعة عصرا طلب الفريق الاول الركن عبود كنبر من ضابط في غرفة حركات عمليات نينوى بتقديم ايجاز للوضع العام في الموصل وتقديم المقترحات لمعالجة الوضع الامني المتردي على اثرها قامت مجموعة من ضباط الحركات بتحليل المعلومات المتوفرة من ارض الميدان وما هي الحلول العسكرية والخطط لمعالجة الموقف فوجئ الجميع بعدم وجود قائد عمليات نينوى الفريق الركن مهدي الغراوي والفريق الاول الركن علي غيدان والفريق الركن محسن الكعبي ( قائد الشرطة الاتحادية) في غرفة عمليات نينوى بعد هذا العرض مباشرة . محاولة ارباك وخوف لدى الضباط والمراتب وتبين بعد ذلك انهم انسحبوا الى مقر الفرقة الثانية ( منشأة الكندي) منطقة القصور ما اثار حالة من الاستغراب وردود افعال سلبية بين المقاتلين حيث لم يكن انسحاب هؤلاء القادة وبهذا الشكل وكأنه هروب من ارض المعركة ولم يكن ضمن السياق العسكري المتعارف عليه او حفاظا على القيم العسكرية والشرف العسكري . وكان للهواتف النقالة والاتصالات بين المراتب والضباط في كافة قواطع عمليات نينوى الاثر السلبي بعد انطلاق شائعة ان هؤلاء القادة قد هربوا من ارض المعركة وتركوا الضباط والجنود امام داعش الذي هولوا له ولامكانياته بشكل مفزع ومضاعفة الاعداد بشكل كبير مع العلم لايتجاوز عدد الدواعش الذين دخلوا الى الموصل (500) داعشي حسب المعلومات الدقيقة . بعد ذلك بدأت عملية انسحاب وبشكل غير منظم وبدون اوامر عسكرية للنقاط الثابتة والمتحركة للاجهزة الامنية كذلك انسحاب القطعات العسكرية من مقراتها الافواج والسرايا خصوصا بالنسبة للفرقة الثانية الجيش العراقي تاركة اسلحتها والاعتدة والتجهيزات القتالية الاخرى وحدث هروب جماعي وبدون ان تثار طلقة واحدة وعند الساعة التاسعة مساء تم اخلاء مقر عمليات نينوى بشكل كامل والتي تقع في (حي الطيران) قرب المطار وعلى اثر ذلك قامت المجاميع الارهابية بالاستيلاء على المطار بشكل كامل . كان الوضع بالجانب الايسر تسوده حالة من الهدوء النسبي في بداية الامر الا ان المجاميع الارهابية اعتمدت على مبدأ الصدمة والرعب لاثارة حالة من الخوف والفزع في صفوف الناس من خلال مجاميع لا يتعدى عددهم (3-4) في كل حي باطلاق نار عشوائي وبشكل كثيف جدا مع المناداة ببعض الاهازيج الدينية والتكبيرات لتعريف الناس بوجودهم ما دفع الناس لترك منازلهم الامر الذي اثر بشكل سلبي على الشرطة المحلية المتواجدة في تلك المناطق وهروبهم من مراكز الشرطة ونقاط التفتيش .

2- اما في الجانب الايمن بتاريخ 9/6/2014 كان الوضع مترديا وخاصة في الاحياء السكنية (المشيرفة، حي 17 تموز ، الرفاعي ، المأمون ، الرسالة ، حي النجار ، حي التنك ، حي الاصلاح ) وتحديدا في (حي الاصلاح) الذي كانت المجاميع الارهابية تروم جعله مقرا لها اي لقيادتها .. وفي نفس اليوم كان ( معسكر الغزلاني) محافظا على تماسكه بشكل مقبول بالرغم من تسرب بعض المقاتلين الا ان الامر اختلف بعد ذلك بشكل سريع بسبب تردي الاوضاع بشكل عام . 

3- قامت المجاميع المسلحة بالاستيلاء على اكثر من (30) عجلة مختلفة الانواع من مقر اللواء السادس الفرقة الثالثة – جيش عراقي علما ان الفرقة المذكورة تقع في منطقة الكسك .. اما بالنسبة للفرقة الثالثة وقائدها العميد الركن ( هديات ) وضابط الاستخبارات العقيد ( سردار ) فقد قاما بتسليم مقر الفرقة بكاملها الى البيشمركة عدا اللواء السادس والثامن . 
4- لواء مغاوير في منطقة او قرية ( عين الجحش) حيث استولت المجاميع الارهابية على (5) عجلات همر و(4) عجلات من نوع ( انترنشنال) . 
5- لواء الموصل / الفرقة الثالثة / شرطة اتحادية/ حزام الموصل استولت المجاميع الارهابية على (12) عجلة مختلفة من ضمنها مدرعات ناقلة اشخاص . 
6- اما في تلعفر / قوة حماية تلعفر / بقيادة العميد الركن محمد القريشي فقد كان متواجدا في مقر لوائه وهو تقريبا بقي لاطول فترة ثم انسحب بعد ايام اما امر لواء الشرطة الاتحادية فلم يكن موجودا بسبب تمتعه باجازة دورية . 
جرت مفاوضات ودية بين قائد الفرقة الثالثة العميد الركن هدايت وبين افراد من البيشمركة في منطقة الكسك وسلمت مقر الفرقة وكافة مديرياتها لقوات البيشمركة من ضمنها دبابات واكثر من (450) عجلة مختلفة الانواع ومدفعية ومشاجب اسلحة وعتاد وبكميات كبيرة جدا وسمح للضباط والمراتب العرب بان يذهبوا بدون حتى اسلحتهم الشخصية ( المسدس ) 
7- يوم 10/6/2014 ترك القادة من الضباط الكبار نينوى واتجهوا الى اربيل منهم الفريق الاول الركن عبود كنبر قائد العمليات المشتركة والفريق الاول الركن علي غيدان قائد القوت البرية والفريق الركن محسن الكعبي قائد الشرطة الاتحادية اما قائد عمليات نينوى الفريق الركن مهدي الغراوي فقد التجأ في البداية قضاء الحمدانية ثم الى اربيل وجاءت طائرة حمل عسكرية من بغداد وحملت القادة المذكورين عدا الفريق الركن مهدي الغراوي بقي في اربيل . كان مجيؤهم الى بغداد بعد ان اتصل الفريق الاول الركن عبود كمبر بالقائد العام للقوات المسلحة انذاك نوري المالكي واوضح له الموقف فامرهم بالانسحاب الى اربيل حيث حدث اتصال بين رئيس اركان الجيش بابكر زيباري والقيادة الكردية والبيشمركة حيث سمح لطائرة عسكرية لنقلهم من اربيل الى بغداد وبطلب من القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي للقيادة الكردية . 
بعد ذلك لم يجر اي تحليل لنكسة الموصل مع هؤلاء القادة او الاستفادة من الدروس المستنبطة ولم يجر اي تحقيق معهم بل تركوا يداومون في وزارة الدفاع في غرفة الفريق الاول الركن عبود كنبر ( معاون رئيس اركان الجيش للعمليات) لفترة وكلف الفريق عبود كنبر بمهمات جديدة من قبل نوري المالكي وكأن شيئا لم يكن . وترك اهل الموصل والشعب العراقي مذهولين بما حدث وكيف حدث ولماذا انسحب الجيش العراقي ولم يقاتل ولماذا هرب القادة الكبار ولم يحاسبهم احد ؟.. هل هي مؤامرة مدبرة في ليل اسود قادها نوري المالكي ومجموعة من الضباط الخونة لصالح مشروع تقسيم العراق ام الفساد الذي شرعنه المالكي والاحزاب الاسلامية ليصل العراق الى هذا الانهيار ؟.وبدلا من محاكمة المالكي والقادة الضباط بتهمة الخيانة العظمى تم مكافئة المالكي ومنحه منصب نائب رئيس الجمهورية وبقائه في نفس مكتبه السابق  واطلاق الحرية لكل الضباط الذين شاركوا بضياع ثلث الاراضي العراقي  بوجود قضاء فاسد ومجلس نواب لايهمه ما حصل ويحصل الان .وبسبب عدم المحاسبة سقطت الرمادي وبنفس الاسلوب ستسقط مدن اخرى اذا واصل القضاء العراقي والحكومة في رحلة”السبات”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *