حكومة القرار الخارجي !متابعة بقلم سعد الكناني

حكومة القرار الخارجي !متابعة بقلم سعد الكناني
آخر تحديث:

حكومة القرار الخارجي !

بغداد/ شبكة أخبار العراق – متابعة سعد الكناني …طلبت واشنطن مؤخرا من بغداد وقف أي تنسيق مع إيران بشأن الوضع السوري, على اعتبار أنه قد يجر رئيس الوزراء نوري المالكي إلى تقديم تنازلات أكبر لدعم نظام دمشق في المرحلة المقبلة, كما انه غير مفهوم بالنسبة للإدارة الأميركية ويثير مخاوفها من انضمام العراق إلى محور طهران – دمشق- “حزب الله” في لبنان.وجاء هذا الأمر خلال زيارة قائد القيادة الوسطى للقوات الأميركية الجنرال لويد اوستن لبغداد قبل ايام ومحادثاته مع المالكي أظهرت أن لدى الأميركيين قلق بالغ من ارتفاع مستوى التنسيق العراقي – الإيراني في المرحلة الراهنة, في ضوء معلومات تفيد ان المالكي ابلغ بعض الجهات القريبة منه انه إذا اتجهت الأوضاع السورية إلى حرب طائفية صريحة وحاسمة, فهو ينوي رفع سقف التنسيق مع القيادتين الإيرانية والسورية.وسعى الجنرال أوستن إلى معرفة موقف الحكومة العراقية في حال سارت الأمور إلى الأسوأ في سورية وانسدت أفق التسوية السياسية, لأن واشنطن تخشى ان تؤدي مثل هذه الظروف إلى اختيار المالكي التنسيق مع القيادة الإيرانية بدلاً من التنسيق مع الإدارة الأميركية, ما يترتب عليه تحويل العراق إلى عمق لوجستي للنظام السوري لمواجهة أي تحركات عسكرية غربية محتملة ضد نظامه، ومن خلال معلومات مسربة من داخل مكتب رئيس الوزراء أن “أوستن طلب صراحة من المالكي إخضاع الأجواء العراقية بالكامل إلى الرقابة الجوية العسكرية الأميركية, إذا ما بدأت بالفعل الضربات الجوية ضد قوات الأسد, لأن هذه الرقابة ستكون حيوية لواشنطن لمنع أي تحرك عسكري أيراني لدعم دمشق عبر العراق براً وجواً,.وفي المقابل, يمكن للقوات الأميركية ان تضمن للمالكي المساهمة بدور فعال في التصدي لأي جماعات سلفية متشددة تخطط للقدوم إلى الأراضي العراقية بعد سقوط الاسد, كما ان واشنطن تعهدت توفير كل الإمكانات التقنية العالية التي تضمن مراقبة الحدود العراقية – السورية في المستقبل لتأمين الأمن العراقي الداخلي, غير ان كل ذلك سيكون رهناً بمدى استجابة بغداد للتنسيق مع الجانب الأميركي.”وأكدت التحليلات   أن العلاقات العراقية – الأميركية ستدخل مرحلة حاسمة في الفترة المقبلة, سيما أن واشنطن تسعى لإحباط أي تدخل عسكري إيراني لمساندة النظام السوري رداً على التدخل الغربي, وتعلم أن القوة العسكرية العراقية غير جاهزة على الإطلاق لمنع إيران من التحرك على الأرض، وفي هذا السياق, تحدث أوستن إلى المالكي عن سيناريوهات محددة للتحركات الإيرانية المفترضة, منها فتح ممر جوي عسكري بين طهران ودمشق عبر الأجواء العراقية, بالتالي لا تملك القوة الجوية العراقية معدات للتصدي لهذا الممر وليست لديها أي منظومة دفاع جوي.كما كشف الجنرال الأميركي لرئيس الوزراء العراقي, استناداً إلى تقارير استخباراتية أميركية, عن أن بعض قادة “الحرس الثوري” الإيراني يفكرون باجتياح بري محدود للأراضي العراقية, في حال دخلت قوات الأسد في مواجهة مع الغرب, وأنه سيشمل خط محافظة ديالى باتجاه الطريق السريعة من بغداد إلى الرطبة على الحدود السورية, كما أن القيادة الإيرانية ستستعين بالميليشيات التابعة لها داخل القوات الأمنية العراقية وخارجها لدعم هذا الاجتياح.وبناء على ذلك, حذرت الإدارة الأميركية بغداد من وجود خيارات بالغة الخطورة قد لا تكون في مرمى حساباتها, سيما أن إيران مستعدة لفعل أي شيء للدفاع عن الأسد. واستنادا لمعلومات استقصائية , فإن التحالف الوطني الذي يقود حكومة المالكي منقسم بين القبول بالتنسيق العسكري مع واشنطن بشأن سورية, وبين الانضمام إلى التنسيق مع إيران إلا ان “حزب الدعوة بكل أجنحته والمجلس الأعلى والتيار الصدري والفضيلة قرارهم البقاء في دائرة “القرار الإيراني” , وسط مخاوف من أن يكون لتطورات الوضع السوري في الفترة المقبلة تداعياته على مستوى المشهد السياسي المتأزم أصلا  في العراق, في مقدمها اندلاع حرب  أهلية تختلط أوراقها، ضحيتها الشعب العراقي ومستقبله حال أخذ المالكي موقفاً مسانداً لطهران أو واشنطن وان المالكي أصبح هو أس مشكلة العراق في قراءة الواقع الحالي نتيجة المعايير المزدوجة في إدارة الحكومة وتمردها على الدستور والعمل السلمي والديمقراطي وأصبح المواطن لايثق بها لأنها لاتحترم دمه وحياته الإنسانية وتلبية حاجاته البسيطة بل همها الوحيد هو البقاء في السلطة مهما كانت الخسائر وجعل السلطة في خدمة جيبوهم المنتفخة وسيبقى ولائها لإيران وليس للعراق وان قرارها السياسي يصنع بإرادة خارجية  ،واختم متابعتي هذه بأبيات من شاعرنا الكبير جميل صدقي الزهاوي :

 

 

  وما هي إلا دولــــة همجية        تسوس بما يقضي هواها وتعمل

فترفع بالإعزاز من كان جاهلا     وتخفض بالإذلال من كان يعقل

لقد عبثت بالشعب أطماع ظالم      يحمله من جوره ما يحمل

فيا ويح قوم فوضوا أمر نفسهم    إلى جاهل عن فعله ليس يسأل

    

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *